ترجمات

القوات المدعومة من تركيا تنهب بلدة عفرين السوريّة

بقلم: إليزا ماكينتوش

روث هيثرنغتون، وغازي بلقيس CNN | ترجمة مركز الفرات للدراسات – هوزان هادي

(CNN) قال مراقبون إنّ مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا قاموا بأعمال نهب في عفرين يوم الأحد بعد سيطرتهم على المدينة المُدارة من قبل الكرد وذلك بعد حصار دام شهرين.

بعد إجبار المقاتلين الكرد على الخروج من جيبهم الواقع في شمال غرب سوريا، نهب المتمرّدون الممتلكات الخاصة والمواقع السياسية والعسكرية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقرّه المملكة المتحدة، وقال بعض السكّان المحليين للمرصد, إنّ منازلهم قد جُرّدت تماماً من محتوياتها.

مقاتل يركب في مؤخرة شاحنة صغيرة مع الماشية المنهوبة
مقاتل يركب في مؤخرة شاحنة صغيرة مع الماشية المنهوبة

وقال مصوّر تركيّ في مهمّة لوكالة فرانس برس، والذي رصد المشاهد الفوضوية، لشبكة CNN, إنّ عمليات النهب كانت واسعة النطاق ومنظّمة، مضيفا، أنّه رأى المئات من مقاتلي المعارضة يركّزون على النهب أكثر من الاحتفال بانتصارهم، وقال بولنت كيليتش “إنّهم ينهبون كلّ شيء .. سلع وحيوانات وماعز وحتى الحمام، لقد كنت في مناطق حرب منذ سنوات عديدة، يحدث أن يقوم اثنان أو ثلاثة أشخاص بالنّهب، لم أكن ألحظ الكثير في بادئ الأمر، ولكن بعد ذلك رأيت أنّهم في عجلة من أمرهم لأخذ كلّ شيء من هذه المدينة “.

إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرّح لشبكة CNN الاثنين بأنّ أنقرة تبحث في تقارير النهب، وأشار إلى أنّه قد لا تتّبع بعض المجموعات في عفرين أوامر قادتهم.

المتمرّدون ينهبون المحال التجارية في عفرين
المتمرّدون ينهبون المحال التجارية في عفرين

أطلقت تركيا، حليفة الناتو، عملية استهدفت الجماعات الكردية – بعضها مدعومة من الولايات المتحدة – في عفرين في كانون الثاني/ يناير المنصرم, لإخلاء المنطقة الحدودية من المليشيات التي تعتبرها منظمات إرهابية.

حسبما أفاد به مسؤول كردي كبير ومجموعة مراقبة خلال نهاية الأسبوع, فقد نزح من مدينة عفرين أكثر من 150 ألف شخص في الأيام القليلة الماضية.

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إنّها تلقت تقارير حول قيام مقاتلي المعارضة بنهب منازل بعض السكان الذين فروا من عفرين.

وألقى قائد ميداني بارز في الجيش السوري الحرّ وهي جماعة متمرّدة شاركت في معركة عفرين باللائمة على “بعض التفاحات السيئة” داخل قواتها لكنّه أشار إلى أن عمليات النهب لم تنتشر على نطاق واسع.

مقاتلٌ يسحب البضائع المنهوبة في مقطورة
مقاتلٌ يسحب البضائع المنهوبة في مقطورة

وقال القائد لشبكة CNN التلفزيونية يوم الاثنين “وقعت بعض الأخطاء من جانب بعض أفراد الجيش السوري الحرّ في عفرين أمس ولا نريد تكرار حدوث هذه الأخطاء، يجب ترك ممتلكات المدنيين على حالها” وأضاف: “هناك بعض التفاح السيئ، لكنّ الجيّد منه يفوق السيئ بفارق كبير”.

ويبدو أنّ توصيف القائد “لبعض التفاح السيئ” يتناقض مع ما صوّره كيليتش: رجلٌ ملثمٌ يقود جرّاراً محمّلاً بالدراجات الناريّة ومتمرّدون يرتدون الزيّ العسكري ويحملون أكواماً من المشروبات الغازية وصناديقاً من الطعام، ومقاتلٌ يمسك عنزة في الصندوق الخلفيّ شاحنة.

وفي ليلة الأحد، ازدحمت حركة المرور على الطريق المؤدية إلى عفرين، حيث كانت السيارات تدخل المدينة فارغة وتعود معبأة بالبضائع إلى إعزاز المجاورة، حيث كان كيليتش مقيماً.

وقال كيليتش إنّ بعض الكتائب كتبوا أسمائهم بالطلاء البخّاخ على متاجر معيّنة كطريقة “لحجزها” بغية نهبها في المستقبل، وأضاف كيليتش بأنَّ سكّان عفرين غاضبون بسبب حجم السرقة, ويحاول كثيرون منهم العودة لحماية منازلهم ومتاجرهم.

مقاتلون متمرّدون يمرّون من أمام متجر مشتعل في عفرين.
مقاتلون متمرّدون يمرّون من أمام متجر مشتعل في عفرين.

أردوغان: “الغزو ليس هدفنا”

قال أردوغان متحدّثاً من أنقرة يوم الاثنين أنّ أحداث اليوم السابق تمثّل مرحلة مهمّة في عملية غصن الزيتون – غزو عفرين – وأنّ القوات ستندفع شرقاً نحو البلدات الأخرى التي يسيطر عليها الكرد في شمال سوريا وعبر الحدود إلى العراق.

وقال أردوغان: “الغزو ليس هدفنا, هدفنا هو إزالة الإرهابيين”، لكنّ القائد الأعلى للجيش السوري الحرّ قال إنّه في ضوء عمليات النّهب، قد لا تكون القوات الموالية لتركيا سريعة في التقدّم.
وقال القائد “إذا لم نحسّن الصورة التي لدينا في عفرين في الأيام العشرة القادمة أو نحو ذلك, فلن يجرؤ أحد على القول أننا نريد الذهاب إلى منبج”.

وقد تحمّلت ثلاثة من الميليشيات الكرديّة – حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، ووحدات حماية الشعب (YPG) وحزب العمال الكردستاني(PKK)  – العبء الأكبر من هجوم تركيا في عفرين.

تعتبر وحدات حماية الشعب (YPG) العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي كانت لها دور أساسي في القضاء على موطئ قدم داعش في سوريا.

لكنّ أنقرة تقول إنّ وحدات حماية الشعب (YPG) هي امتداد لحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة تعتبرها تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

سوريا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قلقون بشأن تطورات عفرين

دعت وزارة الخارجية السوريّة يوم الاثنين تركيا إلى الانسحاب الفوريّ من عفرين، قائلة في رسالتين أُرسلتا إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أنّ احتلال تركيا للمدينة “غير مشروع ويتناقض مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة”. وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا) الحكوميّة.

وقالت الوزارة لـ (سانا) “إنّ الممارسات والهجمات التركيّة لا تهدّد فقط حياة المواطنين ووحدة الأراضي السوريّة وشعبها، ولكنّها أيضاً تطيل أمد الحرب على سوريا”.

وصرّحت رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني للصحفيين في بروكسل يوم الاثنين أنّها قلقة بشأن الوضع في عفرين.

الأسد  يتفاخر بالانتصار في الغوطة بقيادة السيارة في المناطق المُستردّة
الأسد  يتفاخر بالانتصار في الغوطة بقيادة السيارة في المناطق المُستردّة

وقالت موغيريني إنّ الجهود الدولية في سوريا تهدف إلى “وقف تصعيد الأنشطة العسكرية، وعدم تفاقمها” ، وحثّت تركيا وروسيا وإيران على الالتزام بوعودها بالعمل في مناطق خفض التوتّر.

في يوم الاثنين، دعت وزارة الخارجية الأمريكية جميع الجهات الفاعلة في المنطقة للتركيز على محاربة داعش، والتي تقول بأنّها تقوم بإعادة بناء نفسها مع تحوّل الأولويات باتجاه أماكن أخرى.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت في بيان: “إنّ القتال في غرب سوريا على مدى الشهرين الماضيين، بما في ذلك في عفرين، قد صرف الانتباه عن حملة هزيمة داعش وأتاح الفرصة لداعش للبدء في إعادة التشكيل في بعض المناطق. هذا يثير قلقاً خطيراً ومتزايداً، ندعو جميع الجهات الفاعلة في سوريا إلى التركيز على هذا التهديد الخطير من داعش”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى