ترجمات

ثماني نقاط حول عمليّة كرمان الإرهابيَّة

كانت الغالبية العظمى من الضحايا في التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا في مدينة كرمان، من المدنيين، ويُعتبر هذا الحادث من أكثر الحوادث دمويةً بعد الثورة الإسلامية، حيث خلّف 91 قتيلاً حتى الآن. وبحسب تقرير المساعد الأمني لوزير الداخلية فإنّ 12 شخصاً من الضحايا هم أفغانيون، و30 شخصاً هم تحت سن 18، و9 أشخاص أيضاً هم أطفال ما دون العاشرة.

وفيما يلي توضيح لثماني نقاط حول هذا الحدث الإرهابي:

 ·مُسبّب التفجير

أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الذي أطلق عليه اسم “عملية الاستشهاد المزدوجة”، يوم الخميس 4 كانون الثاني/يناير الجاري. وجاء في بيان “الفرقان”، وهي الفرع الإعلامي لهذه الجماعة، بعد الإشارة إلى الآية 191 من سورة البقرة (“واقتلوهم حيثُ ثقِفتموهم”)، “أنّ الانفجارين وقعا بشكلٍ انتحاري في فاصلٍ زمنيّ أقلّ من نصف ساعة، بواسطة عبوتين ناسفتين موضوعتين في حقيبتي ظهر لشخصين يدعيان عمر الموحّد وسيف الله مجاهد”، دون أن ينشر التنظيم صورتيهما بشكلٍ كاملٍ بحيث يمكن التعرّف عليهما. وأعلنت هذه الجماعة الإرهابية الإسلامية أنّ دافع العملية هو التعامل مع “القائد المنافق” (قاسم سليماني)، ودعت المشاركين في هذه المناسبة بـ “المشركين”. وجاء في بيان لوزارة الإعلام أنّ أحد الإرهابيين هو من أصل طاجيكي.

وأصدر تنظيم داعش بياناً يتضمّن دفاعاً ملحميّاً عن الجريمة التي تمّ تنفيذها، مدّعياً “هزّ العالم”، كما هدّد إيران بتوسيع العمليات الإرهابية.

· مدى تقبّل ادّعاء داعش

لدى داعش سجلّ حافل بتنفيذ العمليات الإرهابية ضد المواطنين العاديين منذ عام 2013 وحتى يومنا الراهن؛ في سوريا، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، وسريلانكا، وإيران، وبلجيكيا، وفرنسا، وأمريكا، وبريطانيا، وأندونيسيا، وليبيا، واليمن. ويُعتبر الشيعة أحد الأهداف الرئيسية لعمليات داعش في الشرق الأوسط؛ وعليه، فإنّ مبدأ ارتكاب جريمة تفجيري كرمان من قِبل داعش، لاسيّما فرع خُراسان، يُعتبر أمراً منطقياً. لكنّ طريقة الإعلان عنها تختلف عن الماضي. فقد جرت العادة أن يتبنّى داعش العمليات الإرهابية على الفور، أو بعد مضيّ ساعة أو ساعتين من تنفيذها، ويقوم بإجراء الدعاية اللازمة، أما التأخير لمدة يوم واحدٍ، فلا يتناسب مع نمط السلوك التاريخي لداعش. النقطة الغامضة الأخرى هي استخدام كلمة “إيران” في بيان “الفرقان”، فعادةً ما يطلق داعش على إيران “بلاد فارس” أو “ولاية خراسان”، كما أنّ القوة التدميرية للعبوتين الناسفتين كانت عالية. وتُعتبر هذه العملية من أخطر العمليات الإرهابية الانتحارية التي قام بها تنظيم داعش، والتي لم يُستخدم فيها أي سيّارة.

تشبه حادثة كرمان الدمويّة الحوادث الواردة أدناه، من حيث نوع العملية، وحجم الخسائر البشرية. وفي المجمل، فقد كانت الحشود البشرية في هذه الحوادث أكبر من الحشد الذي كان حاضراً في حفل الذكرى السنوية لمقتل سليماني، في كرمان:

– تفجير انتحاري في مسجدين للشيعة في صنعاء، أسفر عن مقتل 142 شخصاً، عام 2015.

– تفجير انتحاري في أنقرة خلال مسيرة السلام، أدّت إلى مقتل 105 شخصاً، عام 2015.

– تفجير انتحاري في حيّ برج البراجنة الشيعي في لبنان، أسفر عن مقتل 43 شخصاً، عام 2015.

– تفجيران انتحاريان في أفغانستان، أسفرا عن مقتل 80 شخصاً، عام 2016.

– تفجير انتحاري بالقرب من مستشفى بمدينة كويتا في باكستان، أسفر عن مقتل 93 شخصاً، عام 2016.

– تفجير انتحاري في أحد حفلات الأعراس في غازي عنتاب (تركيا)، أسفر عن مقتل 50 شخصاً، عام 2016.

– تفجير انتحاري في كابول بأفغانستان، أسفر عن مقتل 50 شخصاً، عام 2017.

– تفجير انتحاري آخر في كابول، أسفر عن مقتل 69 شخصاً، عام 2018.

– تفجير انتحاري في أحد حفلات الأعراس، كذلك في كابول، أسفر عن مقتل 92 شخصاً، عام 2019.

– ثلاثة تفجيرات انتحارية في ثلاث كنائس في سريلانكا، أسفرت عن مقتل 261 شخصاً، عام 2019.

– تفجير انتحاري في مطار كابول، أسفر عن مقتل 183 شخصاً، عام 2021.

– تفجير انتحاري في حيّ شيعي في كابول، أسفر عن مقتل 52 شخصاً، عام 2022.

– هجوم انتحاري على مسجد بيشاور في باكستان، أسفر عن مقتل 100 شخص، عام 2022.

-تفجير انتحاري في خار في باكستان، أسفر عن مقتل 63 شخصاً، عام 2023.

لذلك، فإنّ العملية الانتحارية لتنظيم داعش في كرمان ممكنة، ولا يوجد سبب منطقي لنفيها، في الوقت الراهن. وعلى الرغم من أنّ الجهات المعنيّة في الجمهورية الإسلامية لم تتخذ بعدُ موقفاً رسمياً من هذه القضية، لكنّهم باتوا يتقبّلونها بشكلٍ تدريجي وعمليّ. وبطبيعة الحال، فقد شككت بعض القوى ووسائل الإعلام الحكومية، مثل وكالة تسنيم للأنباء، في صحّة بيان داعش، وادّعوا أنّه تمّ إعداده من قِبَل الاستخبارات الإسرائيلية.

إنّ ما تدّعيه “تسنيم” يثير الغموض، لكنّه ليس كافياً -من الناحية المنطقية- لدحض ما جاء به داعش، ويبدو أنّ النمط السلوكي لداعش في تنفيذ العمليات الإرهابية، قد طرأ عليه تغيير.

· دوافع داعش

كان لداعش توجه قوي ضد الشيعة منذ تأسيسها، واستخدم آراء بعض مفتيي البلاط العثماني والسنة المتشددين، القائمة على أنّ الشيعة “مشركون” أو حتى أسوأ من ذلك، واعتبارهم “كفار”.

إنّ لدى تنظيم داعش عداوة شديدة مع الشيعة والحضارة الإيرانية. وبحسب اعتقادهم، فإنّ سفك دم الشيعة ليس حلالاً وحسب، وإنما هو عملٌ إيجابي وعين “الصواب الإلهي”. إضافةً إلى ذلك، وبعيداً عن القواسم المشتركة في الخطاب، يوجد صراعٌ وجودي بينها وبين الجمهورية الإسلامية، فنهج تنظيم داعش يتوافق مع نهج القاعدة في العراق، ويختلف عن باقي السلفيين الجهاديين، الذين يعتقدون بضرورة ضبط النفس، وعدم الصدام مع الجمهورية الإسلامية حتى إشعارٍ آخر. فقد أكّد داعش منذ البداية على ضرورة مواجهة إيران، وكانت لهذه المواجهة تأثير على استقطاب عدد ضئيل جدّاً من الإيرانيين السنّة إلى صفوفه.

من بين مجموعات داعش، لدى فرع خراسان أكبر صراع مع إيران، وقد كان داعش يخوض حرباً ضدّ الجمهورية الإسلامية، في العراق وسوريا، لكنّها لم تنفّذ أيّة عملية داخل الأراضي الإيرانية حتى عام 2017.

وعلى العموم، فإنّ العمليتين المتزامنتين اللتين تمّ تنفيذهما في مجلس الشورى (البرلمان)، وضريح الخميني عام 2018، واستهداف حرم مسجد شاهجراغ في شيراز لمرتين (2022 و2023) كانت محدودةً للغاية، ولم تكن ذات طبيعة انتحارية.

يبدو الآن أنّ داعش قد وسّعت أهدافها العملياتية داخل الأراضي الإيرانية، وقد قدّرت أنّ تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، وفقدان شرعية الجمهورية الإسلامية، هو فرصة جيّدة لشنّ هجماتها.

كما أنّ استهداف المراسم التي أقيمت باسم قاسم سليماني، كان له مغزى أيضاً؛ فسليماني يُعتبر أحد الشخصيات الرمزية والمُلهمة للشيعة الأصوليين والعقائديين، لذلك فإنّ تخطِئتهُ وتدميرهُ ينطوي على أهميّةٍ بالنسبة للجهاديين السنّة الذين يسعون إلى الهيمنة على الأصولية الإسلامية الجهادية. وبالتالي، فإنّ هذه الرؤية تشكّل تحدّياً للجمهورية الإسلامية لمشروعها في “صنع بطل من قاسم سليماني” في المنطقة.

· داعش ومحاولات العودة

إنّ تكثيف الأنشطة الإرهابية لداعش في الشرق الأوسط هو مؤشّر على استمرار وجود هذه الجماعة المتطرفة. وخلافاً لمزاعم الجمهورية الإسلامية المتكررة، والادعاء الكاذب بتدمير داعش على يد قاسم سليماني، فإنّ هذا التنظيم لم يتم القضاء عليه بشكل نهائي أبداً، وإنّما تمّ تدمير خلافته، وقد توجّهت بعد ذلك إلى القيام بأنشطة سرّية غير رسمية. كما أنّ سقوط خلافة داعش كانت بفضل الكُرد السوريين والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. لقد حافظت داعش على نشاطها في العراق وسوريا، وهي تقوم بتنفيذ العمليات بين الحين والآخر، ويُقدّر عدد قواتها قرب الحدود العراقية-السورية، بما يقارب 10 آلاف شخص.

لقد غيّرت داعش أسلوبها بعد عام 2019، وأصبح نموذجها التنظيمي يركّز أكثر على الخلايا النائمة المستقلة، من خلال القيام بعمليات حرب العصابات، والهجمات العرضية. كما تشتّتت قوات داعش وتوجهت إلى باكستان، وسوريا، ومصر، وأفغانستان، ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، يوجد ما يقارب 1200 عنصر لداعش، في شبه جزيرة سيناء المصرية.

تجمّعت معظم قوات داعش في فرع خراسان، خلال السنوات الأربع الأخيرة، ولهذا السبب، أصبح هذا الفرع، الجزء الأكثر نشاطاً، من حيث تنفيذ العمليات الإرهابية.

وقد تسبب اشتداد المواجهة بين طالبان وداعش في أفغانستان، ولا سيّما فرع خراسان، في التضييق على هذه القوّة، ودفعها إلى نقل جزء من قوتها إلى دول مجاورة مثل إيران، وباكستان، وطاجيكستان. وعلى ما يبدو الآن، فإنّ تنظيم داعش “خراسان” قد شكّل خلايا عملياتية في داخل إيران، كما أنه تمكن من إيجاد موطئ قدم له ومساحات للنشاط في أفريقيا أيضاً. فبعد مصر، أصبحت أوغندا، وتونس، ومالي، ونيجيريا، وبوركينا فاسو، والصومال ساحاتٍ لنشاط القوات المرتبطة بداعش.  

وعلى الرغم من أن داعش أصبحت أضعف بكثير مما كانت عليه أثناء تأسيس “الخلافة” في الرقة والموصل، لكنها ما تزال قادرة على أن تشكّل تهديداً خطيراً من خلال القيام بالعمليات الإرهابية والتخريبية، وتعتبر محاولة هذا التنظيم استرجاع قوته، والنموّ من خلال تنفيذ العمليات في مناطق جديدة، تهديداً خطيراً لأمن إيران والدول الإفريقية.

· أتون الشرق الأوسط اللّاهب

على الرغم من أنّ الهجوم الإرهابي الذي وقع في كرمان، هو نتاج استعراض القوة من قِبل الإسلاميين الجهاديين والنهج الطائفي للجمهورية الإسلامية في توسيع نفوذ الشيعة الأصوليين والأيديولوجيين، والطالب بقيادة العالم الإسلامي، لكنّه من الخطأ أن يتم اعتباره خارج سياق التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط. في الحقيقة، إنّ تغيير خارطة الصراعات والترتيبات الأمنية في المنطقة، بعد عملية “طوفان الأقصى” له تأثير على وقوع العملية الإرهابية في كرمان. فقد استغلّت داعش فرصة انشغال الحكومة الإيرانية بحرب غزّة، واستهدفت بشكلٍ مفاجئٍ نقاط ضعف النظام، من خلال تقديم الصراع مع الشيعة على الصراع مع إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ اختلال التوازن الأمني في المنطقة، وسعي طرفي النزاع لتحديد وإظهار نقاط جديدة ضمن إطار رغباتهم، تسبب في إيجاد ثغرات، تسعى جماعات مثل داعش إلى استغلالها والاستفادة منها.

· عمق استراتيجي متقدّم معارض للإرهاب

أدانت الغالبية العظمى من شخصيات المعارضة والمنتقدين، الهجوم الإرهابي الشنيع في كرمان. وبيّنت هذه الحادثة أنّ المجتمع الإيراني يتمتع بقدرة عالية على رفض الإرهاب وقتل المواطنين المدنيين، والمعاقبة خارج نطاق القانون، وهذه القدرة هي أهمّ ركيزة لردع الإرهاب، ويُعتبر قتل الناس بسبب قناعاتهم السياسية والعقائدية، خطّاً أحمر غير مسموح بتجاوزه.

لا ريب أنّ هناك بعض الانقسامات في المجتمع، لكنّ التوجه السائد بين الناشطين والجماهير كان الإدانة والاستياء. أما التعبير عن السعادة من قِبل البعض، كان بمثابة ردّ فعلٍ على العنف وقمع الحكومة الممنهج، وقتل المتظاهرين. وفي الواقع، عندما دعمت القوات الحكومية وقاعدتها الاجتماعية الموالية لها قتل وإيذاء وتعذيب المتظاهرين، فإنهم جعلوا أنفسهم عرضةً لمثل هذا الموقف. ولذلك، وعلى الرغم من وجود التحديات والعقبات، فقد أظهر المجتمع الإيراني أنّه يمتلك القدرة اللازمة لتجاوز التحديات والمحافظة على التضامن الوطني، وترميمه.    

 · الضعف الأمني للجمهورية الإسلامية

أظهر الحادث الإرهابي في كرمان تفاقم الضعف الأمني للجمهورية الإسلامية، وهذا الضعف ليس بسبب الافتقار إلى الردع أو عدم وجود سياسة احترازية وحسب، وإنّما كان أيضاً بسبب الأداء الكارثي لنقل المعلومات، مما ترك الناس بدون حماية في مواجهة الهجمات التالية المحتملة.

يتعارض بيان داعش مع جميع الروايات التي أعلنها مسؤولو محافظة كرمان، ووزارة الداخلية، والصليب الأحمر، وشهود العيان، والإذاعة والتلفزيون.. وغيرهم.

وقد تمّ الحديث عن هجوم انتحاري في البداية، ولكن سرعان ما تمّ نفيه، في حين أنّ بيان وزارة الإعلام يتوافق كثيراً مع بيان داعش عن كيفية وقوع الحادث. ولم نسمع أيّ تبرير لتأخرها في تقديم المعلومات.

التقارير المتضاربة التالية صدرت في الساعات التي تلت عمليتي التفجير:

  • رئيس بلدية كرمان في الدقائق الأولى: انفجار أسطوانات غاز.
  • نائب محافظ كرمان: لا نعرف ماذا حدث.
  • نورنيوز، وهي وسيلة إعلام مقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي: انفجار عدة أسطوانات غاز على طريق المشاركين في مراسم تأبين قاسم سليماني.
  • مراسل ميداني: الانفجار كان انتحارياً.
  • الهلال الأحمر: كان هناك تفجير.
  • بعض شهود العيان: انفجار حاوية القمامة.
  • تسنيم: تمّ تفجير حقيبتين ملغومتين عن بعد.
  • جلالي، ممثل كرمان: انتحاريان فجّراً نفسهما بحزام ناسف.
  • هوشمندي، ناشط الإعلامي: انفجرت سيارتان.
  • أعظم ساردوئي، ممثل مدينة جيروفت: أربعة انفجارات وقعت على الطريق المؤدي إلى حديقة الشهداء، من خلال وضع عبوات ناسفة تحت جسر المشاة ومسار الموكب.
  • مراسل الإذاعة والتلفزيون في كرمان: الانفجار الأول وقع داخل حقيبة في سيارة بيجو الساعة 2:45.

· الجمهورية الإسلامية والاستغلال السياسي

يظهر رصد مواقف مسؤولي ومؤسسات الجمهورية الإسلامية، أنّهم يبحثون عن الاستغلال السياسي للحدث، بدلاً من إيجاد حلّ جذري وترميم التصدّع الحاصل في البنية الأمنية للبلاد. فوجهوا منذ البداية أصابع الاتهام نحو إسرائيل، متجاهلين تعارض الحادث مع أسلوب العمليات التخريبية المنسوبة لها في إيران. وهم يحاولون الآن أيضاً جعل ما قامت به داعش على أنّه نتاج خطّة إسرائيلية-أمريكية. وبالطبع، من المستبعد أن يفعلوا ذلك على المستوى الرسمي، لكنّ هدفهم من وراء ذلك هو غرس فكرة التدخل الإسرائيلي والدور الذي تقوم به داعش بالوكالة عن إسرائيل، في عقل المجتمع، من أجل تبرير سياسة “محو إسرائيل من الوجود”، وتهيئة الأرضية من أجل زيادة التدخّل غير المباشر في حرب غزّة. كما أنّ الاستعراض من أجل “الانتقام القاسي” من شأنه أن يجلب مخاطر جديدة على البلد والشعب.  

ومن جهةٍ أخرى، فإنّ قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي أيضاً تعزّز الفرضية التي يسعى النظام إلى استغلالها، من أجل زيادة القمع في الداخل، ومواجهة الناشطين في الخارج، تحت ستار مواجهة “العقول المتعفنة الداعمة للإرهاب في جميع أنحاء العالم”. وإذا نفّذت الحكومة هذه المخططات، فإنّها ستعرّض الأمن القومي لضرباتٍ أشدّ من ذي قبل.

الكاتب: علي أفشاري – محلل سياسي وناشط حقوقي إيراني مقيم في الولايات المتحدة

الترجمة عن الفارسية: مركز الفرات للدراسات- قسم الترجمة.

رابط المقال الأصلي

زر الذهاب إلى الأعلى