شرارة انفجار “الحركة الكبرى” و”الثورة النسوية” في إيران؟
تحوّل موت ژینا (مهسا) أميني، الفتاة الإيرانية كردية الأصل، والتي اعتقلت بتهمة “سوء ارتداء الحجاب” من قبل دورية شرطة الإرشاد، وفقدت حياتها عقب ذلك، إلى شرارة انفجار، ونقطة تحوّل في الانتفاضات الاجتماعية ضد الجمهورية الإسلامية، عبر تاريخها.
هذا الأمر، يَعِدُ بالانتقال من حركات الشارع المنفصلة ذات الموضوع الواحد سابقاً- وإن كانت متسلسلة وتفكيكية- إلى أول “حركة كبرى” شاملة، وربما “ثورة نسائية” في إيران.
انتفاضة استطاعت، بفضل الحضور الكبير للنساء والشباب، تجسير الهوة العرقية والجنسانية في إيران، من خلال شعارات جامعة مثل: “المرأة، الحياة، الحرية” و”كردستان هي نور عين إيران” و”الهدف هو بنية النظام”. ونظراً لتحولها إلى حركة عامة، فقد حظيت بدعم منقطع النظير من الرأي العام في إيران والعالم، وهذا ما لم نلحظه كثيراً في الحركة الخضراء، وانتفاضتي 2017 و2019، وغيرها من الحركات الاحتجاجية بعد ذلك الوقت.
هذه الانتفاضة خلقت شكلاً من أشكال القوة والوعي الجماعي، الذي أظهر كيف أنّ سرّ تقدم الاحتجاجات يكمن في نشر فكرة التضامن كقيمة. ستتناول هذه الورقة بعض الخصائص لحدثٍ ما زلنا نعيشه ولا يُعرف ماذا ستكون نتيجته.
الحركات الاجتماعية ودورها في التغيير
تُطلق تسمية الحركات الاجتماعية على الأفعال الجماعية الشاملة، التي إما أن تكون “مطالبة بالحقوق”، أو أن تكون خروجاً إلى الساحة بهدف الاستيلاء على السلطة السياسية، وعلى الرغم من تنوع هذه الحركات، إلّا أنّها عادةً ما تحمل ثلاث خصائص مشتركة، وهي: امتلاكها هوية خاصة، والاحتجاج والاعتراض، واللامحدودية.
كما أنّ لها ثلاث وظائف وهي: إما أنها تعمل كمجموعة ضغط، لدفع الحكومة ومؤسسات السلطة إلى التراجع، أو تظهر كوسيط وممثل لمطالب فئات اجتماعية معينة، أو لخلق معايير جديدة وإنتاج وعي جماعي.
إنّ الحركات الاجتماعية ليست بالضرورة مثل الثورات، كما أنها تختلف عن الانتفاضات والثورات المفاجئة العمياء والعفوية، وعلى الرغم من تدفقها، إلا أنها تتميز بالاستمرارية والتنظيم لتحقيق أهدافها.
تصنّف هذه الحركات أحياناً بحسب تكوين الشرائح الاجتماعية المشاركة فيها مثل: (حركات العمال، والطلاب، والفلاحين، والقوميين، وإلى آخر ما هنالك)، وفي أحيان أخرى تستند إلى الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها وإلى القيم التي تنادي بها مثل: (الحركة الاشتراكية، والنسوية، والقومية، والديمقراطية، والشعبوية، والإسلامية، والفاشية، وغيرها)، أو إلى نوع ودرجة التغييرات التي تطالب بها مثل: (الحركات النقابية، والإصلاحية، والثورية).
إلى جانب الحركات الاجتماعية الكلاسيكية، مثل الحركة العمالية، نمت أيضاً، في الوقت الراهن في إيران، حركات اجتماعية جديدة مثل: حركة البيئة، وحركة النساء، والشباب، والمجموعات العرقية المضطهدة.
تعتبر هذه الحركات، بشكلٍ عام، أحادية المطلب، وغير أيديولوجية، ومطالبة بحقوق معينة، كما أنها كانت مناهضة للسلطة، ومتعددة الطبقات، وهي لا تنشأ بالضرورة من موقع الأفراد في الإنتاج، ولها هيكل أفقي، سيّال، شبيه بالهلام لكن مستمر ومتسلسل، كما أنها بدون قيادة مركزية، ومناهضة للقوالب، لكن دون أن تتضمن الثنائيات الثورية السائدة أو الإصلاحية.
على الرغم من أن أحادية مطلب معظم هذه الحركات تشير إلى شكلٍ من أشكال تعددية الحراك، واستقلالها عن بعضها البعض، مما يزيد من قدرتها في التعبئة والديناميكية، لكنّ ذلك في الوقت نفسه، يحدّ من فرصة تحولها إلى حركات جامعة. والسؤال الذي يمكن طرحه هنا هو:
كيف يمكن تحقيق التضامن بين الحركات الاجتماعية، وإيجاد دور أكثر تأثيراً في التحولات الاجتماعية في دولة مثل إيران، في ظل انعدام الديمقراطية، وعدم وجود أحزاب قوية، والانقسامات الاقتصادية والطبقية، إضافةً إلى انقسامات اجتماعية أخرى موجودة على نطاق واسع؟
هل إيران مجتمع نهضوي، لكن بلا جدوى؟
في الوقت الراهن، حتى في دول الغرب الديمقراطية التي توجد فيها أحزاب ذات بنية قوية، برز دور الحركات الاجتماعية في تطورات الأحداث بشكل أكبر، مع تراجع تأثير هذه الأحزاب. مع ذلك، فإنّ دور هذه الحركات في مجتمع نهضوي مثل فرنسا أكثر بروزاً مما هو عليه الحال في السويد، حيث الأحزاب فيها أكثر استقراراً ومؤسساتية.
في إيران أيضاً، وهي مجتمع نهضوي، سواءً في عهد الحركة الدستورية، أو خلال تطورات السنوات الممتدة بين عامي 1941 و1953، أو أثناء الثورة الإيرانية، أو في ظل فترة نظام الجمهورية الإسلامية، غالباً ما كان دور الحركات الاجتماعية في التطورات السياسية والاجتماعية أكثر أهمية من دور الأحزاب السياسية، وهو أمر ما يزال قائماً حتى يومنا هذا.
إنّ هيمنة الاستبداد السياسي على المدى الطويل، والتي حالت دون تشكيل الأحزاب القوية واستمرارها، ساهم في بروز دور الحركات الاجتماعية في التطورات السياسية بشكل أكبر.
في حقيقة الأمر، وكما يؤكد “تشارلز تيلي”، فإنّ الحركات الاجتماعية تتشكل كأداة لتعبئة الموارد الجماعية في ظروف هذه المجتمعات، التي لا يمتلك فيها الناس طريقة أخرى للتعبير عن مطالبهم، أو يتم قمع احتياجاتهم بالكامل من قبل الحكومات.
في إيران اليوم، لم يبرز دور الحركات الاجتماعية؛ مثل حركة النساء، والشباب (الطلاب)، والجماعات العرقية المضطهدة، والعمال، والمعلمين، والبيئة، كقوة ضغط أو منتج للوعي الجماعي وحسب، وإنّما يتعدّى ذلك إلى لعب دور وسيط وممثل لتطلعات ومطالب مختلف شرائح المجتمع.
والسؤال هنا، كيف يمكن التغلّب على التشتت، وإيجاد فرصة لتطوير حركة كبرى من شأنها إيجاد تغييرات بنيوية في البلاد، في ظل التجذّر طويل الأمد للسلطات الدينية، والمتوارثة، والأيديولوجية في إيران، والسلطة القمعية للدولة، وتشتت وتعدد الحركات، إضافةً إلى عدم وجود قيادة أيديولوجية مركزية واحدة لها؟
يعتبر الكثيرون أنّ جذور الإخفاقات الأخيرة للحركات الاجتماعية في إيران على مدى مائة عام، هي الافتقار إلى العقيدة الفكرية والقيادة المناسبة والأحزاب المستقرة، ويتساءلون ما إذا كانت الانتفاضة الأخيرة أيضاً ستواجَه أيضاً بالقمع، ويصيبها الإنهاك، وتنتهي بالفشل مرّة أخرى في نهاية المطاف؟ سيّما في ظل عدم وجود توازن للقوى وافتقاد الظروف التي ذكرها تشارلز تيلي باعتبارها متطلبات أساسية لانتصار أية حركة ثورية مثل: (وجود التنظيم والقيادة، والموارد الكافية للتعبئة، والمصالح المشتركة، أو العقيدة الفكرية الواحدة، إلى جانب الفرصة السياسية اللازمة، وشرارة الانفجار).
على الرغم من تركيز “تيلي” على دور “العقيدة الفكرية للاحتجاج” والقدرة على “تعبئة الموارد” ودور القيادة في تحويل الحركات الاجتماعية إلى حركات شاملة، وجعل فرصة الانتصار محتملة، بوجود حقائق لا يمكن إنكارها، فإنّ علماء اجتماع آخرين، مثل: تورين، وجيمس ديفيس، و سكوكبول، يعتبرون أنّ التقليل من فرصة انتصار الثورات الاجتماعية التي تفتقد إلى قيادة موحدة ذات إرادة وعزم، هي مسألة لا تخلو من الإشكالية والتبسيط، ويؤكدون على دور وجود مجموعات ذات مواقف ودوافع مختلفة، تلعب دوراً في عملية التشكيل المعقدة، وحلّ العديد من الصراعات الاجتماعية.
بالإضافة إلى الظروف الداخلية، فإنّ الظروف الدولية أيضاً لها تأثير في عملية تكوين وآفاق هذه الحركات. ويظهر نموذج الثورة التونسية، كيف أنّ حركةً “بلا رأس” لديها فرصة لتصبح حركةً شاملة، بل وتتحدى السلطة السياسية.
إضافةً إلى ذلك، يعتبر البعض أنّ عدم وجود “رأس” للحركات الاجتماعية في إيران، هو مؤشر على قوتها، ذلك أنّ الحكومة لا تستطيع شلّ حركتها بقطع رأسها. مع ذلك، يجب على المرء أن يتساءل، كيف يمكن لهذه الانتفاضات في الشوارع، والحركات المتعددة أن تزيد من قوتها في تحدّي الهياكل الحاكمة، من خلال إيجاد نقاط متداخلة؟
إذا كانت الحركات الاجتماعية ذات المطالب المتعددة، لم يتح لها الفرصة لتصبح قوة جمعية شاملة، وتخلق حالةً من التضامن العامة، بسبب اختلافاتها، وتقاطعاتها أحياناً، فإنّ موت ژینا، بسبب قضية الحجاب، أصبح شرارة انفجار انتفاضة شاملة.
ثورة نسوية؟
ما يمكن ملاحظته في الانتفاضات الأخيرة، هو بروز دور المرأة ومطالباتها في إيجاد تضامن شامل، والميل إلى إضفاء طابع نسوي على انتفاضات الشوارع، التي كان يهيمن عليها الخطاب والطابع الذكوريين، بشكلٍ عام.
هذا ليس فقط لأنّ النساء يشكلن نصف المجتمع الإيراني، ويعتبرن من الناحية الإحصائية أكبر مجموعة تعاني من الاضطهاد، وإنّما بسبب شدّة الضرر الاجتماعي الذي يتعرضن له، بشكلٍ خاص، باعتبارهنّ الضحية الرئيسية للأيديولوجية التمييزية والمناهضة للنسوية للنظام، الذي حولهنّ منذ البداية، إلى مبارزين وأعداء رئيسيين للأصولية الإسلامية.
كما أنّ حقيقة وجود النساء في الحركات الاجتماعية الأخرى، واعتبارهنّ يشكلن نصف هذه الحركات، من شأنها أن يجعلهنّ حلقة الوصل بين مختلف هذه الحركات. وأخيراً، ظهور “الذكورية النوستالجية”، في قالب الجمهورية الإسلامية، التي حاولت إعادة الزمن إلى الوراء، وعلى الرغم من أنها منحت مجموعات معينة من الرجال امتيازاتٍ خاصة، لكن مع مرور الوقت، هيأت الأرضية لخيبة أمل الرجال، أكثر من تهيئة الأرضية للذكورة، ولا سيما ذات الطابع النوستالجي.
على سبيل المثال، إذا كنا نشهد في الماضي لامبالاةً تجاه مطالب النساء، فإننا نجد في انضمام الرجال إلى الانتفاضة الأخيرة، توسعاً في ميل الرجال إلى إنهاء الفجوة والتمييز بين الجنسين في إيران، ونرى محاربتهم للحجاب الإجباري، ومساعدة النساء في حرق الحجاب، وجزّ شعورهنّ خلال المظاهرات.
مع أخذ بعض الشعارات والمطالب في الانتفاضة الأخيرة طابعاً نسوياً، ومن أبرزها شعار “المرأة، الحياة، الحرية”، بات الطابع النسوي لهذه الانتفاضة أكثر تجليّاً.
لا تقتصر ملاحظة هذا الأمر على الشعارات وحسب، بل يتعداه إلى الحضور القوي للشابات في هذه الاحتجاجات إلى درجة قيادتهن لها. كما لا تعتبر سمة هذا الحراك أنه انطلق بريادة المرأة فقط، بل كان له دورٌ هامٌ في استقطاب الرجال للانضمام إلى النساء ضد الحجاب الإجباري، وضد إذلال المرأة، واستهداف النظام بأكمله.
يتحدى شعار “المرأة، الحياة، الحرية” الذي يعتبر الشعار الإيجابي الرئيسي لهذه الحركة، أيديولوجية الحكم القائمة، التي تتصف بالذكورية العنيفة المميتة والمستبدة.
لا يقتصر أثر ثورة النساء في هذه الانتفاضة على الانتقال من الشعارات السلبية إلى الشعارات الإيجابية وحسب، بل يمكن مشاهدته، بشكلٍ خاص، في غياب الشعارات الشعبوية التي تعيد إنتاج السلطة الذكورية والدينية والفردية المهيمنة، مثل: “يا حسين، مير حسين” و”الله أكبر”، أو في استبعاد الشعارات النوستالجية والشعبوية للهيمنة الفردية القائمة على العلمانية السلطوية، مثل شعار: “الرحمة لروحك يا رضا شاه”.
بدلاً من ذلك، ترتبط الشعارات التقدمية للانتفاضة الأخيرة، قبل كل شيء، بالرغبة في القضاء على العلاقات غير المتكافئة، مثل الاستبداد، والإكراه، والتمييز بين الجنسين، والهلاك الذي ينتجه النظام. إنّ شعار: “الموت للظالم، سواءً كان ملكاً أو مرشداً”، الذي تردد دويّهُ بدرجة أكبر في بعض المدن مثل مدينة “رشت” وفي جامعة طهران، يُعتبر مظهراً آخر من مظاهر هذا التحوّل في نقد السلطة الدينية والمتوارثة.
وصل بروز دور النساء في الانتفاضة الأخيرة في إيران، لدرجة أنّ البعض تحدث عنها كأكبر حرب نسوية في العالم؛ الأمر الذي يشكل تحدياً للأحكام المسبقة للنسوية الكولنيالية في تقليص دور نساء “العالم الثالث” إلى ضحايا سلبيين.
حركة كبرى وآفاقها المستقبلية
في الوقت نفسه، تُظهر الانتفاضة الأخيرة، إمكانية توازي وتقاطع مختلف الفئات المضطهدة، مما زاد من فرصة سوقها باتجاه حركة كبرى. إنّ الصفات الثلاثة المجتمعة في شخصية ـژینا: (كردية، وامرأة، وعلمانية)، وتعرضها لعنف أكثر انفلاتاً على يد عناصر الحكومة الإسلامية، بسبب هذه التهم الثلاث، هي مظهر من مظاهر التوازي ضد الذكورية، والتمييز الجنسي والعرقي، والاستبداد الديني القائم.
لأول مرة نشهد تشكل حركة شاملة، لا يعود الفضل في اتحادها وتكاملها إلى قيادة واحدة أو أيديولوجية موحِّدة، وإنما إلى تداخل وتقاطع المطالب المشتركة، احتجاجاً على أشكال الظلم المتعددة.
كما أنّ فكرة التضامن كقيمة مشتركة، في هذه الانتفاضة، طغت على المصالح الخاصة لمختلف الحركات، وأصبحت الدافع الذاتي للاحتجاجات الشعبية. وكما أدى مقتل “جورج فلويد” في الولايات المتحدة- في ظروف مختلفة تماماً عن إيران- إلى انتفاضة عامة ضد العنصرية، لم تقتصر على ذوي البشرة السوداء وحسب، فإنّ موت ژینا (مهسا) أميني أدى إلى تضامن عام، لم يقتصر على النساء، أو على المجموعة العرقية الكردية فقط.
إنّ تعميم فكرة التضامن كقيمة، في تحوّل الحركات المتعددة والمتفرقة إلى انتفاضة شاملة وموحّدة، له دور رئيسي في انتقالها إلى حركة تفكيكية كبرى، وخلق فرصة مواتية لهذا الانتقال.
إضافةً إلى ذلك، فإنّ هذه الانتفاضة، من خلال التركيز على تهميش إيجاد البدائل من الخارج، أو الإصلاحات الحكومية في الداخل، أو التيارات المتباينة، وضعت آفاقاً واعدةً أمام مستقبل إيران.
إنّ الانتفاضة الحالية لم تتحول إلى شكل من أشكال الحركات الكبرى، بسبب اتساع نطاقها، بل لأنها وضعت نصب عينيها آفاقاً جديدة، نتيجة انكسار حاجز الخوف، وازدياد شدة مواجهة النساء والشباب للقوى القمعية للنظام.
الفشل الأخلاقي/السياسي للنظام في حادثة ژینا، واتساع الشبهات والانقسامات في مستويات السلطة العليا في التعامل مع الحجاب الإجباري ودوريات الإرشاد، وعجز أو تلكؤ قوى القمع في شنّ هجمات دموية على الناس- وهو إما ناجم عن خوف الحكومة من تكرار القمع الذي جرى في تشرين الثاني 2019، أو أنّ الحكومة تنوي القضاء عليها من خلال تآكلها، وتزامن هذه الانتفاضة مع وجود إبراهيم رئيسي في الأمم المتحدة، والاعتبارات الدبلوماسية المتعلقة بذلك، كل ذلك مهّد الطريق أكثر لتقدم الشعب في هذه الاحتجاجات، وبروز الطابع الدفاعي للنظام، بشكلٍ أكبر..
سيُظهر المستقبل ما إذا كان هذا الأمر انتصاراً استراتيجياً في الحروب المحلية للشعب ضد النظام، الذي سيغيّر البيئة السياسية المستقبلية، أو أنه سيلجأ، من جديد، إلى القمع أكثر من ذي قبل، في سبيل بقائه، بدلاً من إحداث أي شكل من أشكال التغيير.
لكن رغم كل ذلك، نحن أمام مسألة واضحة، وهي أنّ المجتمع الإيراني دخل مرحلة جديدة لا رجعة فيها، حيث لم تعد الحكومة، قادرة على تطبيق رؤيتها “الطالبانية” على المجتمع بأكبر درجة ممكنة، ما لم تتراجع إلى الوراء، وأنّ انتفاضات الشوارع ستحوّل، بشجاعة أكبر، إرادتها في الحرية إلى أداة لتحدّي النظام.
………………………………
الكاتب: مهرداد درويش پور: (عالم اجتماع مقيم في ستوكهولم).
ترجمة: مركز الفرات للدراسات – قسم الترجمة.