دراسات

(شعر الأطفال) عند الكُرد في سورية

مقدمة

شعر الأطفال -اصطلاحاً- هو جنس أدبي فنيّ، يكتبه الشعراء الكبار خصِّيصاً لجمهور الأطفال، وهو يتبوأ مرتبة الرّيادة بين فنون الأدب الطفلي، ويعدّ أقربها إلى طبيعتهم، وأسبقها وصولاً إلى وجدانهم، وتختلفُ أنواع شعر الأطفال بحسب الشكل الفنيّ الذي يتّخذه، فهناك الشعر الغنائي، والشعر السردي أو التعليمي، والشعر القصصي، والشعر المسرحي.. فعندما يوضع الشعر للغناء، أو الإنشاد يكون شعراً غنائياً، وهو الأقرب إلى المرحلة الطفلية المبكرة.

وحين يحتوي مضـموناً تعليمياً ويهدف إلى تزويد المتلقّي بحقائق ومعلومات، يطلق عليه الشعر التعليمي، أما عندما يجمع بين غنائية الشعر وبين أسلوب القصة، ويتسم بالارتباط الموضوعي والتسلسل الحدثيّ يسمى شعراً قصصياً، وإذا غلُب عليه الإلقاء التمثيلي، وتوافرت فيه عناصر كالحوار والشخصيات، يدعى الشعر المسرحي، وإذا كان شعر الأطفال الغنائي هو أقرب الشعر إلى نفوس الأطفال، وأكثر ألوانه تداولاً، فلأنّه يتمتع بسهولة الإلقاء والحفظ والتلحين، ويخاطب الفكر والإحساس معاً، ولعلّ أهمّ أشكال الشعر الغنائي إضافة إلى الأغنية والنشيد: المسرحية الغنائية، والقصّة الغنائية، وأغاني المهد والترقيص.

إنّ شعر الأطفال يسهم بدورٍ هام في تربية الطفل، وإعداده للحياة بشكل مثمر، من خلال تحقيق جملة من الأهداف، منها: أنّه يعدُّ وسيلة تعليمية لتزويد الأطفال بالمعارف والتجارب والقيم الإنسانية، وبألفاظ وتراكيب جديدة، تنمّي ثروتهم اللغوية وتعينهم على حُسن استخدام اللغة، كما يعدُّ هذا النوع الأدبي وسيلة مثلى للتعبير عن أحاسيس الأطفال ومشاعرهم، وإثارة الإحساس بالجمال، وبثّ البهجة والسرور في نفوسهم، إلى جانب دوره في معالجة بعض حالات الخوف والخجل والانطواء، والكشف عن مواهبهم نظماً وإلقاءً.

خصائص قصيدة الطفل   

إذا أردنا أن نتوجّه لأطفالنا بهذا اللون الإبداعي توجّهاً جاداً, ويكون نتاجنا فيه مؤثّراً وموازياً لأهميّة الشريحة المخاطَبة، كان لابدّ من الالتزام بمجموعة خصائص، تتقاطع في بعضها مع خصائص شعر الكبار، وأهمّ  خصائص أو متطلّبات قصيدة الطفل كما يراها الشاعر والباحث السوري (محمَّد قرانيا) هي كالتالي(1):

1- الاحترام:‏ إنّ احترام الطفل الذي تتوجّه القصيدة إليه، ضـرورةٌ تربوية، وذلك باحترام أحاسيسه، وطاقاته، وذاته، واحترام عالمه الغنيّ بالخيالات والتصوّرات.

2- المتعة:‏ يطلب الأطفالُ قصيدةً تُدخل المتعة إلى نفوسهم، وليس أدلّ على اكتشاف متعة القصيدة من مراقبة الأطفال في أثناء تلقّيها.. ويلعب الانسجام والتآلف في الألفاظ الطفلية، والصور الخياليّة، والموسيقا والإيقاع والمضمون دوراً رئيساً في تحقيق هذا المتعة.

3- الرمز:‏ إنّ الطفل بخياله الوثّاب، ونفسيته التي تتقبّل المعرفة وتستقبل كلّ جديد، يجد في الرمز الشفّاف ملاذاً يرتاح إلى ظلاله وأبعاده، لأنّ علاقته به تكون أقرب ما تكون إلى لهوه وتسلياته الطبيعية.‏

4- أسلوب تقديم القصيدة:‏ إنّ للأسلوب الذي تقدّم بها القصيدة للطفل؛ شأناً هاماً في تقبّل القصيدة، ولعلّنا نتذكّر عندما كنّا أطفالاً؛ كيف كنّا نلوذ بأحضان جدّاتنا، نستمع إلى حكاياتهنّ بكلّ أحاسيسنا ومشاعرنا.

التجارب المنجزة

الشعر هو أهمّ فروع الأدب الكرديّ, وأغزر الجداول الرافدة لنهره المتدفّق، ووسيلة مثلى عبّر من خلالها الكرد عن مشاعرهم وأحاسيسهم, وصوّروا انتصاراتهم وانكساراتهم وطموحاتهم أبلغ تصوير، وقد استأثر الشعر بغالبية النتاج الأدبيّ الكردي، وبطبيعة الحال بالقسط الأوفر من النشاط الأدبي للأطفال، مقارنةً بالأنواع الأدبية الأخرى, ويبدو هذا جليّاً بالإطلاع على التجارب الأدبية المنجزة.

لقد نشرت مجلة: Hawar/ الصرخة، التي أسّسها الأمير (جلادت عالي بدرخان)، مجموعة من القصائد الطفلية منذ بداية الثلاثينات من القرن العشرين، وهو تاريخ ليس بالقريب زمنياً، وأيضاً ليس بالبعيد عن تواريخ التجارب المماثلة لدى الشعوب المجاورة للكُرد، ومن الأمثلة:

  • العدد الأول، الصادر في 15 أيّار/ مايو، عام 1932: نُشرت قصيدة لـ (جلادت بدرخان)، بعنوان: (Buhar/ الربيع)
  • العدد الثالث، 15 حزيران/ يونيو 1932: قصيدة: (Şeva  we xweş/ ليلتكم سعيدة) للدكتور (كاميران بدرخان.)
  • العدد الخامس، 20 تمّوز/ يوليو 1932: نشر (جلادت) قصيدة: (Delaliya Zarwan/ دلال الأطفال) 
  • لوالده (أمين بدرخان)، نُشرت في جريدة كردستان. كما نشر قصيدته: (Lorya Bedir-Xan/ لوريا بدرخان.)
  • العدد التاسع والعشرون، 10 حزيران/ يونيو 1941: قصيدة: (Roviyê   Jîr/ الثعلب الذكي) لـ (أوصمان صبري).
  • العدد الواحد والثلاثون، 1 آب/ أغسطس 1941: قصيدة لـ (صبري)، بعنوان: (Dîk û Rovî/ الديك والثعلب).  
  • العدد التاسع والأربعون، 15 أيلول/ سبتمبر 1942: قصيدتان لـ (أوصمان صبري)، هما: (Dibistan/ المدرسة, Buhar/ الربيع.
  • العدد الثاني والخمسون، 20 شباط/ فبراير 1943: قصيدة (Roviyê Ker/ الثعلب الأطرش) للشاعر نفسه.

وقد كتب بعض الشعراء الكُرد للأطفال، من أبرزهم: لطيف هلمت، وهو صاحب نتاج أدبي ثر، حظي بالكثير من التقدير، وتُرجم إلى العديد من اللغات. (نشر هلمت أول نتاجه الشعري في صحيفة ملحق العراق بالكردية، سنة 1975، وكان عبارة عن مجموعة قصائد وقصص للأطفال بعنوان أجمل قرية.. وقد ألّف لأطفال كردستان ثلاثة عشر كتاباً وكراساً مطبوعاً، نذكر منها: أجمل قرية، الطير العذب الصوت، عشّ آخر، الساعة، باقة ورد، الطفل والعصفور، سؤال إلى الطفل، وديوان الأطفال في جزأين).(2)

أبرز النتاجات الشعرية للأطفال الكرد في سورية

بالنسبة إلى الكرد في سورية، لم تظهر النتاجات الشعرية للأطفال على شكل كتب في العصر الحديث إلا في بداية التسعينات من القرن الماضي، وولادة أول مجموعة شعرية للأطفال، حين أصدر (Konê Reş/ كوني ره ش) وهو من أبرز الشعراء المعاصرين الذين عرفوا بتوجههم للكتابة للأطفال، أصدر مجموعته الشعرية الأولى لهم:

(Sîpan û Jîn/ سيپان وجين)(3) عام 1993. يحتوي الإصدار على مجموعة من القصائد، بلغت /11/ قصيدة، تناول فيها مواضيع عدة، وقد أرفقت بمجموعة من اللوحات الجميلة، وجاء في الغلاف الخلفي قصيدة جميلة للأديب والشاعر دلاور زنكي، بعنوان: (Srûda Elfabê/ نشيد الأبجدية).

وإليكم ترجمة لإحدى قصائد المجموعة: (Newroze Cejna Salê/ نوروز يا عيد السنة)(4):  

في الحادي والعشرين من آذار           

بداية الربيع..                            

بُرعمت أغصان الشجر           

بالأزهار الحمراء والزرقاء.

نوروز يا عيد السنة

فيك تساوى الليل بالنهار.

طُويت -بقدومك- أيامٌ خلت

وأقبلت أخرى جديدةٌ يانعة..            

ارتدت الأرضُ أزهى أثوابها             

فرح الرعاة وقطعان الغنم.

نوروز يا عيد السنة

فيك تساوى الليل بالنهار.

تتجدَّد -بقدومك- دماء الإنسان                   

وتُسرُّ معها القلوب..             

يجتمع شباب الكرد وبناتهم                  

يرقصون بسعادة.   

نوروز يا عيد السنة

فيك تساوى الليل بالنهار.

معك يأتي زمن المحبّة، تتجاور القلوب   

تغرّد العصافير، وتبني لنفسها الأعشاش.        

نوروز يا عيد السنة                          

فيك تساوى الليل بالنهار.         

Bîst û yekê adarê

Dest pêkirna buharê

Şaxê daran bişkivîn

Ji kulîlkên sor û şîn

Newroze cejna salê

Şev û roj hat qirarê

Rojên Kevin hilatin

Rojin nû taze hatin

Rengê zemîn guherî

Şa bûn şivan û kerî

Newroze cejna salê

Şev û roj hat qirarê

Xwîna merov di jene

Pêre dil jî dikene

Keç û kurên me kurdan

Bi şahî dikin dîlan

Newroze cejna salê

Şev û roj hat qirarê

Dibe dema evînê

Dil li ser dil datînê

Çûk û çivîk dixwînin

Hêlînên xwe datînin

Newroze cejna salê

Şev û roj hat qirarê

وفي عام 1996 أصدر: كوني ره ش، مجموعة ثانية للأطفال بعنوان:

(Şagirtê Bedir-Xan im/ أنا تلميذ بدرخان)(5) ضمّت /18/ قصيدة. هذه ترجمة لإحداها

(Bi kurdî dixwînim/ بالكردية أقرأ)(6):

أقرأ أقرأ، بالكرديّة أقرأ.

أقرأ الكتب..

لأعرف الصواب من الخطأ.

يوم ذهبتُ إلى المدرسة

أصبحت ذا فكر.

أقرأ بفضل والديّ

لهما جزيل الامتنان

أرشداني إلى الطريق

رفعا رأسي عالياً.

وأنا أعاهد بأنني

سأمضي واثقاً بهذا الدرب.

أقرأ أقرأ، بالكردية أقرأ

أُعلي اسم أجدادي

في “روج آفا”

أقرأ أقرأ، بالكردية أقرأ

أبني الوطن، أصبح “قرباناً” لأجله

أملاً للآتي، وفدائياً للحرية

أقرأ أقرأ، بالكردية أقرأ

Dixwînim, dixwînim

Bi kurdî dixwînim

Pirtûka dixwînim

Çê neçê dibînim

Roja çûm dibistan

Bûme xwedî raman

Bi xêra dê – bava

Mala wan tim ava

Wa rê şanî min dan

Serê min pê hildan

Ez jî didim sozê

Xurt herim vê dozê

Bixwînim , bixwînim

Bi kurdî bixwînim

Navê kal û bava

Hildim li rojava

Bixwînim bixwînim

Bi kurdî bixwînim

Ava bikim welat

Bibim gor û xelat

Hêviya welat bim

Pêşmergê felat bim

Dixwînim dixwînim

Bi kurdî dixwînim

ومن الشعراء الذين كتبوا للأطفال، الشاعر: (Ferhad Içmo/ فرهاد اجمو) الذي أصدر لهم مجموعة شعرية بعنوان (Landik 1/ المهد) عام 1998، احتوت على قصائد ذات سويّة عالية، ثم أتبعها بمجموعة ثانية تحمل العنوان ذاته Landik 2 من الإصدار الأول نختار قصيدة: (Dibistan/ المدرسة)(7):

روضةٌ هي المدرسةمنها يبزغ النور وتنجلي العتمة.

من لا يعرف القراءة   

ربيعه يصبح كالشتاء

هو كالأعمى..

حبله رفيع واهن

وجهده في الحياة يضيع.

بالقلم وبالكتاب..

نرتقي نحو الشمس

وللخير نزرع الأزهار.

من لا يعرف القراءة كالأبكم..

لا أهلَ من حوله

متأخر عن القافلة..

بلا نوروز وعيد.

ها قد تمزّقت ستُر الظلام

ولّى الشتاء وأقبل الربيع..

بالقراءة والمعرفة

تبنى صروح الوطن.

Gulistane dibistan

Rok derket çû taristan

Ê nizane xwendinê

Bihar li wî zivistan

Ê nexwen de bê çave

Werîsê wî zirave

Keda wîna li jînê

Tev wenda û belave

Bi pênûs û pirtûkê

Tev nêzîk bûn ji rokê

Em kulîlka diçînin

Ser bexêr û bagokê

Ê nexwende dev lale

Bê metik û bê xale

Ji kerwan tim cudaye

Bê newroz û sersale

Perdên şevê hatin xwar

Zivistan çû bû bihar

Bi zanîn û xwendinê

Ava dibin cih û war++5666+.

في عام 2003 أصدر الأديب والمحامي: محمد خلف، (Rêwî/ عابر سبيل) مجموعة شعرية للأطفال بعنوان: (NAzê û Diyar/ نازي وديار)(8) احتوت على /23/ عنواناً لقصائد جميلة، هذه ترجمة لإحداها (Sêvfiroş/ بائع التفاح)(9):

حضر بائع التفاح إلى القرية

ينادي بصوتٍ عال:

أيها القرويّون هلمّوا إلى التفاح..

جرِّبوا مذاقه الحلو

هلمّوا.. أسرعوا إليَّ.

إنه طيبٌ حلو المذاق.

إنه بائع التفاح

يجوب كلّ الأمكنة

يمتطي كلّ الدروب

يجلب لنا التفاح “الأومري”

يأتينا به ملوَّناً أحياناً.. أحمراً أو أصفر

يقايضه بحفنة من قمح

أو الحمص أو العدس

فيُسعِد الأطفال

ويملأ قلوبهم فرحاً.

Sêvfiroş va hatiye gund

Bandike bi dengê bilind

Gundîno hûn werne sêva

Pê şêrînkin dev û lêva

Werne sêvan bi lez û bezo

Ew şêrînin mîna gezo

Ew şaha mêwa û reze

Gelek xweşe wek gelez e

Ew digere der bi derî

Ew tîne sêvin omerî

Geh tîne sêvên sor û zer

Dide bi genim ser bi ser

Carna dide bi nîsk û noka

Xweşdike dilê zaroka

خصائص النتاجات الشعرية المُنجزة

بدراسة متواضعة للنتاجات الشعرية المنجزة للأطفال السالفة الذكر، وهي خمس مجموعات:

(Sîpan û Jîn/ سيپان وجين) و(Şagirtê Bedir-Xan im/ أنا تلميذ بدرخـان) لـ (Konê Reş/ كوني ره ش) و(Landik/ المهد) على جزأين، لـ (Ferhad Içmo/ فرهاد اجمو) و(Nazê û Diyar/ نازي وديار) لـ (/Rêwî ريوي) يتبيّن اشتراك قصائدها بخصائص جمعت بينها، في حين تميزت قصائد أخرى بخصائص متفرِّدة. نذكر أولاً الخصائص المشتركة:

– أولاً) إبراز مظاهر للبيئة الكردية والطبيعة المحيطة بالكرد, والاستعانة بصور حسّية ملتقطة منها، كأن نرى: (Zivistan/ الشتاء) و(Çemo Çemo/ أيها النهر) و(Dar û Ber/ الشجر وثمارها) عند كوني ره ش، في أنا تلميذ بدرخان. و(Buhare Dem/ أوان الربيع) في سيپان وجين، التي تناول فيها الشاعر عبر قصائد ثلاث؛ فصل الربيع بأشهره. كما نجد: (Baranê/ المطر) و(Payiz/ الخريف) في (1 Landik/ المهد) وقصيدة (Buhar/ الربيع) لريوي في مجموعته.

– ثانياً) أنسنة الحيوانات والدخول إلى عوالمها, وهو أسلوبٌ أدبي شائع، عادةً ما ينتهي بعبرة تقدّم بأسلوب مباشر. من أمثلة هذه الخصيصة الشائعة في الأدب الكردي بسبب طبيعة حياة الكرد الريفية، نجد القصائد: (Bizina Pîrê/ عنزة العجوز) و(Du Rovî/ الثعلبان) و(Rovî û Gur/ الثعلب والذئب) و(Şêr, Gur û Rovî/ الأسد والذئب والثعلب) و(Masîko/ أيها السمك) في سيپان وجين. و(Çiroka Dîk û Rovî/ قصة الديك والثعلب) في أنا تلميذ بدرخان، عند كوني ره ش.

– ثالثاً) توظيف التراث الشّعبي الكرديّ واستلهام بعض جوانبه. ويتضح في هذا الأسلوب الاعتماد على حكايات شعبية موروثة، وأهازيج وحكم وأمثال شعبية ألهمت الشعراء، فصاغتها أناملهم قصائد جميلة. نجد في لاندك: (Serê  Salê/ رأس السنة) و(Qazî  Mazî)(10)، ونجد في نازي وديار: (Bêrîvan/ التي تحلب الماشية) و(De lorî)(11) و(Heçê berê gula zerê)(12)

– رابعاً) الخصّيصة الرابعة التي ألّفت بين بعض القصائد في المجموعات الخمس: التغنّي بمزايا أطفال يتحلَّون بقيم إيجابية، ويمارسون عادات سلوكية سليمة، أراد الشعراء بذلك أن يتأثّر بها الأطفال، ليتمثّلوا سلوكياتهم، فنرى في أنا تلميذ بدرخان: (Vinda û Lorin/ فندا ولورين) و(Jin im/ جين أنا) و(Rênas û Rama/ ريناس وراما) و(Gulda û Rinda/ كولدا ورندا). ونجد: (Sersala Nazê/ عيد ميلاد نازي) و(Diyariya Diyar/ هدية ديار) في نازي وديار.

– خامساً) التغنّي بفضائل التعليم, وروعة أجواء المدرسة, وضرورة العلم في الحياة، وقد حضّ الشعراء من خلال النقاط الثلاثة على إثارة رغبة التعلّم لدى الأطفال, وزرع محبّة المدرسة، وتقدير العلم في نفوسهم. وفي الوقت نفسه تنمية عادات سلوكية سليمة، كالاستيقاظ المبكر، والمحافظة على النظافة الشخصية والعامة، وغرس قيم اجتماعية وإنسانية حاول الشعراء تكريسها لديهم، كالتعاون والصداقة والعمل الجماعي، فنجد في سيپان وجين: (Dibistanê Şagirtên/ تلاميذ المدرسة)، (Dema Xwendinê Hat/ حان وقت القراءة) وفي لاندك: (Dibistan/ المدرسة).

كما انفردت بعض القصائد بسمات مميّزة، وجاء أسلوبها مختلفاً عن المعتاد، ذلك بهدف التشجيع على القراءة والمعرفة والاستكشاف، إلى جانب تنمية الخيال والإمتاع والتسلية: كأسلوب الأحجية الشعرية، في قصيدة: (Heger Hûn Zanin ki ye?/ لو استطعتم معرفته) في أنا تلميذ بدرخان، حيث يعرض الشاعر معلومات عن نشأة (أحمد خاني) وإنجازاته، وهي الشخصية المراد معرفتها في القصيدة، ويعرض الشاعر -أيضاً- سيرة أحد أهمّ الأدباء الكرد، هو (جلادت بدرخان) بأسلوب لا يخلو من التميّز، ذلك في قصيدة (Rêber Celadet/ الرائد جلادت) من مجموعة سيپان وجين. كما أن تغنّي (ريوي) بمزايا مهنتين أختارهما موضوعاً لقصيدتين، هما: (Sêvfiroş/ بائع التفاح) و(Hesinkir/ الحداد)

جاءت المجموعات الشعرية الخمس مقبولة في المعنى والمبنى بشكل عام، وحملت من حيث المضمون أفكاراً هادفة وملائمة لمستوى الأطفال الانفعالي ضمن حدود معينة, وتضمّنت قيماً أخلاقية وسلوكية، كالتي وردت في القصائد التي حضّت على العلم. من حيث الأساليب فقد كُتبت أغلب القصائد بالأسلوب التقليدي، وجاءت مليئة بالمواعظ المباشرة, كالتي وردت في القصص الشعرية التي جرت على ألسنة الحيوانات، ولم تنسجم بالعموم مع الاتجاهات الحديثة في الكتابة.

من حيث اللغة اتسمت معظم القصائد بالبساطة, وجاءت الكثير من الجمل والتراكيب ملامسة لوجدان الأطفال، وقريبة من بيئتهم، كما اتسمت أغلب المفردات بالوضوح، واحتوت على صور شعرية مثيرة للحسِّ الجمالي, مما ترك أثراً طيباً في النفوس.

من الإصدرات الشعرية الحديثة

من الإصدرات التي تناولت الأطفال حديثاً: المجموعة الشعرية: (Hola Biçûkan/ ساحة الصغار) لـ (Bavê Serbest/ أبو سربست) عام 2010 هي تتمة لإصدارات سابقة (Nêrgiz 3/ نرجس 3) ويذكر أن للشاعر تجربة سابقة في الكتابة للأطفال، حيث خصّص لهم /11/ قصيدة ضمن مجموعته للكبار: (Nêrgiz 1/ نرجس 1) عام 2004 تنقّل خلالها في عالم الحيوان وفصول الطبيعة.

  وصدر لــ كوني ره ش، مجموعة شعرية هي الثالثة له، بعنوان: (Helbestên Zarokan/ قصائد للأطفال) ضمّت إلى جانب القصائد، قصّتين تراثيَّتن، عن دار آرام في مدينة آمد/ ديار بكر، عام 2013.

كما صدر للشاعر والباحث (Salihê Heydo/ صالح حيدو) المجموعتان الشعريتان: (Sirûdên Bilbilan Li Nav Baxên Gulan/ أناشيد البلابل في حدائق الورد) الموجّهة للأطفال خصيصاً، عن أكاديمية (جلادت بدرخان) للتاريخ والأدب واللغة الكردية- قامشلو، عام 2015 و(Şewq û Fener/ شعاعٌ ونور) التي خصّص فيها قسماً لقصائد الأطفال في العام نفسه.  

وأصدر (Dilêrê Kurd/ دلير كُرد) مجموعة شعرية بعنوان: (Fîxan/ أغاريد) قصائد للصغار، عام 2016 ضمّت /33/ قصيدة للأطفال، شكَّلت إضافة جديدة للقصيدة الكردية الموجَّهة للأطفال. وله مجموعة ثانية بعنوان: (Şîlan/ زهرة جبلية) لا أعلم إن كان الشاعر قد نشرها.

كما قدّم بعض الشعراء قصيدة أو أكثر للأطفال ضمن دواوينهم للكبار، كقصيدة (Baranê/ المطر) للشاعر (محمود بادلي) من مجموعته: (Şêl û  Bêla BêDengiyê/ فوضى الصمت) إصدار 2004، يهديها للطفولة الكردية؛ بما تحملها من الأمنيات، وما تلقاه من تعثر، بسبب جهلنا وقلة اهتمامنا بها.

  إن الحديث عن بعض المجموعات الشعرية؛ لا تتجاوز عدد أصابع اليدين، يبدو أمراً مجحفاً بحقّ الأطفال والطفولة، قياساً بالنتاج الشعري الموجّه للكبار، الأمر الذي يدعو لضرورة الاهتمام بأدب الأطفال الكردي، ومن جهة أخرى ترغيب أطفالنا بالقراءة، والقراءة لهم في البداية، حتى تعتاد مسامعهم على وقع اللغة الكردية, وحتى لا تظلّ النماذج الأدبية الموجّهة لهم على ندرتها، مهجورةً، مهملة، ومرصوفة فوق رفوف المكتبات.


الهوامش والإحالات:   

  • قصائدُ الأطفال في سُورية (دراسة تطبيقية) تأليف: محمَّد قرانيا، إتحاد الكتّاب العرب، دمشق، 2003.
  • مجلة: نووسه رى نوى/ الكاتب الجديد، العدد 43 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2008 الكاتب: حمه صالح فرهادي، الترجمة عن الكردية: د. عثمان أمين صالح، لطيف هلمت وأدب الأطفال.
  • (Sîpan û jîn/ سيپان وجين) قصائد للأطفال، ط/ أولى 1993، بيروت- لبنان. 55 صفحة، قطع صغير.
  • القصيدة  في الصفحة: (23- 24) من الكتاب.
  • (Şagirtê Bedir-Xan im/ أنا تلميذ بدرخان) قصائد للأطفال، ط/ أولى 1996، بيروت- لبنان 54 صفحة، قطع وسط
  • القصيدة  في الصفحة: (30-31) من الكتاب.
  • (Landik/ المهد) ط/أولى عام 1998 بيروت- لبنان، ص: 7.
  • (Nazê û Diyar/ نازي وديار) قصائد للأطفال، ط/أولى 2003، المطبعة: بلا. 55 صفحة، قطع وسط.
  • القصيدة  في الصفحة: 52 من الكتاب.
  • حشرة طائرة زاهية الألوان, يحبّها الأطفال.
  • من دندنات الأمهات التي كنّ يردّدنها حتى ينام صغارهنّ.
  • مثل شعبي كردي، يعني: (من تسبق الأقران، هي الوردة الصفراء).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى