دراسات

القمح بين الواقع والمطلوب في مناطق الإدارة الذاتية

أصاب الجفاف هذا العام – وللموسم الثاني على التوالي- آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية البعلية، في مناطق شمال وشرق سوريا، مما دفع الكثير من أصحابها، في أحسن الأحوال، إلى التخلي عن أراضيهم لصالح رعاة الأغنام، حتى قبل الوصول إلى موسم الحصاد، وبأسعار لا تعوّض إلا نسبة قليلة من تكاليف زراعتها.

القضية لا تتوقف عند هذا الحد، فالأمر يُنذر بموسم شحيح في ظل استمرارية النقص في إمدادات الأسواق العالمية بالقمح، متأثرة بالحرب الروسية الأوكرانية، وهذا سيقود -بلا شك- إلى صعوبات عديدة لتغطية حاجة المنطقة من القمح. كونه المادة الرئيسية في صناعة الخبز، والتي لا تغيب عن موائد الأهالي في جميع المناسبات.

ونتيجة أزمات متلاحقة، بخصوص تأمين مادة الطحين للأفران من مصادر محلية، شهدتها المنطقة -كما باقي المناطق السورية- خلال فترات عديدة سابقة، قامت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بخلط دقيق الذرة مع دقيق القمح، لتأمين الاحتياجات المتزايدة للسكان من مادة الخبز، حيث إن شح الموسم الحالي لأسباب مختلفة، وعلى رأسها حالات الجفاف والتصحر، ينذر بصعوبات جمة في تأمين حاجة الأفران من الطحين. ولا جدال حول أن هذا الأمر سيترافق مع ضعف القدرات الشرائية في مناطق الإدارة الذاتية، وسيكون له آثار على واقع الأسواق الاستهلاكية عامة، وعلى إمكانات إعادة زراعة الأراضي للموسم القادم خاصة؛ فمحصول القمح هو أحد المصادر الرئيسية لإيرادات أهالي المنطقة بشكل عام.

أهمية الدراسة وأهدافها

انخفضت مستويات إنتاج القمح في مناطق الإدارة الذاتية خلال الموسمين الماضيين، مقارنة بالأعوام السابقة، وتواجه المنطقة خطر فقدان الكميات اللازمة من القمح المخصص لطحين الخبز.

من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة، لأنها ستسلط الضوء على الواقع الراهن لمحصول القمح والحاجة التخزينية منه، بهدف إمداد الأفران بمادة الطحين، إضافةً إلى قضايا الدعم وما تشكله من إشكاليات عديدة للإدارة الذاتية.

فالهدف من هذه الدراسة؛ وهو التعرّف على أهم المشكلات والعوائق التي تتسبب في تراجع المواسم الزراعية، وبالتالي تترك آثاراً باتجاه خلق أزمات تأمين حاجة المنطقة من القمح. إلى جانب التعرف على الفرص والإمكانات المتاحة لتحسين المواسم الزراعية، وأخيراً تقديم مجموعة من المقترحات المطلوبة، للقيام بذلك.

لتحميل الدراسة كاملة

زر الذهاب إلى الأعلى