يُطلق مصطلح “الحرب السيبرانية” على تلك الحروب الإلكترونية العابرة للحدود، والتي تقودها هجمات إلكترونية تخترق أنظمة الاتصال بسرعة خيالية، وتستهدف إحداث أعطال في الأجهزة التقنية وشبكات الإنترنت العالمية، والنتيجة إحداث أعطال كارثية.
في الحروب المعلوماتية أو حروب الجيل الخامس (5G)، باتت القوى والدول تخوض الحروب وتُخضع دولاً عظمى لسلطاتها، بدون استخدام طلقة واحدة. فآلية السيطرة على عقائد الجيوش، وأفكار الشعوب تغيرت تماماً، وباتت تتم بسرعة قد تقل عن 1 مليمتر في الثانية، وذلك عبر التجنيد الإلكتروني للجواسيس، واستخدام شبكات التواصل، والطائرات المسيّرة؛ لإحداث أكبر ضرر ممكن لمختلف القطاعات الاتصالية والمنشآت الحيوية، وليصل الأمر إلى شلّ حركة الدول، وفرض القيود على مفاصل الحياة، والأمر برمته منوط بمن يمتلك البيانات، ويشوش على الأقمار الصناعية.
في مناطق الصراع، والنزاعات السياسية، والاضطرابات الاجتماعية، أصبحت الجغرافيا والجيوش ودعائم الدول معرضة للانهيار والسقوط، إعلامياً وإلكترونياً، قبل أن تسقط في الواقع، بسبب التطور المتلاحق للتكنولوجيا، وتوالي أجيالها المستحدثة.
إذ تغيرت العديد من المفاهيم والنظريات الخاصة بسيكولوجيات التأثير والاختراق والسيطرة، وتغيرت معها قواعد اللعبة وخارطة الهيمنة وموازين القوة، فرغم ما توفره الشبكة العنكبوتية ووسائط الاتصال من التواصل الآني بين الأفراد والجماعات، واختصار الجغرافيا والوقت وتيسير الأمور الحياتية، إلا أنها أصبحت -في ذات الوقت- وجهة استثنائية لعديد من الدوائر الدعائية المجندة، التي تحشد جميع طاقاتها المادية والبشرية لإعادة تشكيل توجهات الرأي العام المضاد وتأطيره.
ضمن الصفحات المقبلة، سنستعين بالمنهج الوصفي لدراسة وتحليل استراتيجيات وأبعاد توظيف القوى المختلفة للأجيال الحديثة، من التقنية المتطورة لضرب الأهداف الحيوية للأعداء والمنافسين، وسنحاول استشفاف الآثار الناتجة عن كل ذلك، على الأصعدة المتعددة والوصول إلى تفسيرات منطقية من خلال الاستناد إلى المصادر الواضحة والمراجع العلمية الأصيلة (دراسات سابقة، وأبحاث، وتقارير، وبرامج متلفزة) لإغناء المحتوى المعروض. وستُعنون هذه المضامين ضمن ورقتنا البحثية بما يلي:
أولاً: الحرب السيبرانية.
ثانياً: التضليل البصري.
ثالثاً: النتائج والخاتمة.