دراسات

“الكبتاغون السوري” مورد لاستدامة الأزمة وأداة حرب ناعمة

إن إنتاج المخدرات والترويج لها ضمن المجتمعات، تُعتبر مشكلة شغلت الكثير من الحكومات في العالم، لما لها من آثار مدمرة على الفرد والمجتمع في مجالات عدة “اقتصادية واجتماعية ونفسية”. إلا أن ما يزيد مخاطرها، هو أن تهيمن الحكومات والدول والتنظيمات العسكرية على إنتاجها وتهريبها، سيزداد الإنتاج أضعافاً، ويدخل وارداتها في استدامة الصراعات والحروب، وتتحول أهداف تجارتها، من الحصول على موارد اقتصادية، إلى أداة حرب ناعمة بين القوى المتناحرة داخلياً، وصراعات الدول خارجياً، لذا أصبحت تؤرق جميع الأطراف المستهدفة من قبل مروجيها إقليمياً ودولياً، ما دفعت ببعض القوى الدولية – ومن بينها أميركا – إلى إقرار تشريعات واستراتيجيات، من أجل احتوائها، ومحاصرتها، والحد من مخاطرها.

ولا ريب أن قضية الإتجار غير المشروع بالمخدرات، والمؤثرات العقلية، والسلائف الكيميائية، هي أحد الملفات الأمنية التي لا يخلو منها أي مؤتمر، أو ندوة، أو ملتقى دولي؛ باعتبارها إحدى المشاكل الدولية، التي أصبحت في العقدين الأخيرين تقلق السلم والأمن العالميين.

مشكلة الدراسة

من المتعارف عليه، أن مواضيع إنتاج وتجارة المخدرات مرتبطة بشبكات خارجة عن القانون وأنظمة الدول، وتكون مهمة الدولة مكافحتها، ولكن المشكلة في الحالة السورية تحول الدولة نفسها إلى راعية أو حامية لشبكات إنتاج وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى ارتباط الكثير من تلك الشبكات بالقوى الإقليمية المتدخلة في سوريا كـ”إيران، وتركيا”، وهذا ما يحول المخدرات من منتج للكسب المادي، إلى أداة للحرب الناعمة بين القوى المتصارعة داخل وخارج سوريا، فيما تدخل مواردها في خدمة استدامة الأزمة السورية، والتسبب في زيادة الانهيار الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، وزعزعة الأمن الإقليمي والدولي.

وتتلخص المشكلة الأخرى، بأن إنتاج وتصدير المواد المخدرة من سوريا، هي إحدى النتائج المباشرة للنزاع طويل الأمد فيها، والتي حوّلت الجغرافيا السورية، المنقسمة إلى عدة مناطق سيطرة، إلى أرض خصبة لإنتاج وتهريب المخدرات من قبل أطراف النزاع فيها.

لكن، هل يمكن للمجتمع الدولي إنهاء مشكلة تحول سوريا إلى أكبر منتج للمخدرات – وعلى رأسها “الكبتاغون” – عالمياً، بدون معالجة أسباب هذا التحول، وإنهاء أزمتها السياسية، والتدخلات الإقليمية والدولية في جغرافيتها؟ وما هي الآليات التي يمكن اتباعها محلياً ودولياً، للقضاء على هذه المعضلة؟

أهمية الدراسة

تنطلق أهمية هذه الدراسة في البحث عن الأسباب، التي أدت لتحول سوريا إلى أكبر دولة منتجة ومروّجة للمخدرات، والجهات التي تتحمل مسؤولية تحول سوريا إلى “بلد الكبتاغون”، وعلاقتها بزعزعة الأمن المجتمعي والإقليمي والدولي، بالإضافة إلى قراءة ما تخلفه من آثار على المجتمعات المستهدفة.

كما تأتي أهمية هذه الدراسة، من خلال وقوفها على مسألة الأساليب والاستراتيجيات، التي تسعى أميركا والدول الإقليمية إلى اتباعها، لتجفيف مصادر إنتاج وتهريب المواد المخدرة من سوريا، ومدى نجاعة تلك الأساليب، بدون إيجاد حل جذري للأزمة السورية.

أهداف الدراسة

تتلخص أهداف الدراسة في:

– تبيان حجم إنتاج وتجارة المخدرات في سوريا، والأضرار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية التي تلحقها بالمجتمع السوري والمجتمعات في الدول الإقليمية والعالمية.

– البحث عن سبل مواجهة هذه الظاهرة على المستوى المحلي والدولي، وهل تتيح الظروف السياسية المجال لتنسيق مبادرات مكافحة دولية مع أو بدون الحكومة السورية لمكافحة المخدرات؟

– تنبه هذه الدراسة لبعض المخاطر على المستوى المحلي والدولي من ازدياد انتاج “الكبتاغون” في سوريا، وطرح بعض الحلول والتوصيات، التي من شأنها مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة محلياً ودولياً.

لتحميل الدراسة كاملة

زر الذهاب إلى الأعلى