سوريا من الولادة إلى اليوم.. البحث في أسباب عدم سقوط النظام
بعد الحرب العالمية الأولى، ونتيجةً لانهيار الدولة العثمانية، وتدخّل الدول الغربية، لتقاسم هذه الترِكة فيما بينهم، أُبرمت اتفاقية سايكس بيكو، التي رسمت الحدود الجديدة المختلقة، فكانت سوريا من إحدى هذه الدول، والتي بقيت تحت الانتداب الفرنسي، ثم ما لبث أن انسحب الفرنسيون، نتيجة الحرب العالمية الثانية أولاً، والاحتجاجات الشعبية ثانياً، لتتعاقب على هذه الدولة حكومات عديدة، وانقلابات كثيرة، إلى أن وصل “حزب البعث” إلى السلطة.
منذ أكثر من عقدٍ من الزمن، تحتل سوريا مكانة مهمة على جدول المناقشات الدولية والإقليمية، حيث يشكل عام 2011 نقطة تحوّل في مسيرتها. فقد كانت سوريا تعيش أزمة خانقة داخلياً، وضغوطات كبيرة خارجياً، وعزلة دولية؛ كانت نتيجتها الانفجار الذي تزامن مع “الربيع العربي”.
لكن ما هو ملفت للنظر، أن “الربيع العربي” في سوريا لم يشبه ما حصل في مصر وتونس، حيث أدى هذا الانفجار إلى الحرب الأهلية، والتدخلات الإقليمية والدولية، والتي أدت بدورها إلى استمرار هذا الصراع إلى يومنا هذا.
يتضمن هذا البحث معلومات عن تطور تاريخ سوريا، من الولادة إلى الانتداب الفرنسي، إلى التغيير في النظام الحالي، وسلطة “البعث”، والتغييرات التي طالته.
وتأتي أهمية هذا البحث، في أن القضية السورية شغلت الكثير من الباحثين، ومراكز الدراسات، وكتب الكثير عنها، حيث أصبحت عقدة مستعصية على الحل، وساحة لتصفية الحسابات، محلياً وإقليمياً ودولياً. وما دفعنا إلى كتابة هذا البحث، هو التعمق في أسباب عدم سقوط هذا النظام، رغم عزلته الدولية، والعقوبات الكثيرة، والحالة الاقتصادية المتدهورة، والتدخلات الخارجية، الأمر الذي دفعنا إلى الغوص في تاريخ هذه الدولة، وطبيعتها، واستراتيجيتها، لنصل إلى أسباب عدم سقوطها..