دراسات

أمريكا والصين ملفات ساخنة وحرب باردة

مقدمة

تؤكد التجارب التاريخية أن المرحلة الانتقالية في النظم السياسية؛ شديدة الخطورة على الأمن الإقليمي والدولي معاً؛ فخلال هذه المرحلة تحاول القوى المسيطرة الحفاظ على مكانتها في قمة النظام، بينما تسعى قوى جديدة صاعدة إلى تغيير شكل نسق علاقات القوة.

بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، تحول النظام العالمي إلى سياسة القطب الواحد، ولكن بعد مرور ثلاثة عقود على هذا النظام؛ ظهرت بوادر التغير الذي سيحصل في النسق العالمي، فكانت البداية من الصين. ولكي تصبح قوة صاعدة ومنافسة للقوة العالمية، كان هناك كثير من المجالات التي يجب أن تتفوق فيها، كالاقتصاد والتجارة، والتكنولوجيا المتطورة، والعديد من الجوانب الجيواستراتيجية؛ إلى الفضاء والبحر، فالصين كانت تتطور بصمت في جميع هذه المجالات؛ مستخدمة القوة الناعمة، وسط انشغال العالم بالحروب المحلية والاقليمية.

إن الولايات المتحدة تتبع سياسة أمريكا أولاً، ويبدو أن الصين لا تقل عنها في رفع هذا الشعار الصين أولاً؛ فهي الأخرى تملك إرثاً حضارياً يجعلها تطمح في هذا الدور القيادي، فنحن أمام قوتين في الساحة العالمية، القوة الأمريكية  المهيمنة  والقوة الصينية الصاعدة، والتي تسعى إلى الهيمنة، لذلك فإن الصراع على من سيكون الأول؛ سيخلق كثيراً من الأزمات التي بدورها ستؤثر على السياسة العالمية، فترامب يستنفر القدرات الأمريكية من أجل وقف تقدم الصين اقتصادياً وتكنولوجياً، فقد بدأ الصراع بينهم من الحرب التجارية، إلى الحرب التكنولوجية، إلى النزاعات الإقليمية،  ومؤخراً التوتر الحاصل بينهما بسبب وباء كورونا، إلى عدة قضايا أخرى.

تعمل الولايات المتحدة على تمتين علاقاتها مع كل من فيتنام  وكوريا الشمالية؛ وهذا ما يدفعنا إلى القول إن أمريكا لم تعد تهتم بالأيدولوجيات، بل تهتم بريادة العالم، وفي هذا تبحث عن سبل وكيفية احتواء الصين، ويتضح ذلك جلياً من خلال نمط علاقاتها؛ بغض النظر عن الأيديولوجيات.

إذاً لا يمكن لباحثٍ مهتم بالشأن العالمي أن لا يهتم بهذه العلاقات، فالعلاقة بين الصين وأمريكا متوترة جداً نتيجة لقضايا عديدة، وهذا التوتر بدوره ينعكس على السياسة العالمية، والسبب الأساسي للتوتر الحاصل بينهما يكمن في صعود الصين إلى الساحة العالمية كقوة عظمى.

من خلال رصد كل هذه النزاعات والعلاقات التي يسودها الشد والجذب، نرى بأنها ليست عبثاً، وهناك صراع حقيقي، فهل تخبرنا هذه المتغيرات بتحول في استراتيجية كلا الطرفين, وهل التقدم الصيني يشكل تهديداً للولايات المتحدة؟ هل تسعى الصين لبسط سيطرتها على آسيا ومن ثم العالم؟ وهل تستطيع الولايات المتحدة إيقاف الصين واحتواءها؟

من خلال هذه الدراسة حاولنا أن نسلط الضوء على أهم أسباب الصراع بين القوتين، والاستراتيجية الصينية في التوسع، والحرب التجارية؛ وصولاً إلى النزاعات الإقليمية ثم تنتهي الدراسة بعدة نتائج.

لتحميل الدراسة كاملةً

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى