دراسات

المعارضة السورية بين وهم التمثيل في الخارج وغياب الإنجاز في الداخل

مقدمة

منذ بداية الأزمة السورية، خرجت المعارضة السورية لتدعو إلى إسقاط النظام، لكنها كانت تفتقر لأية رؤية واضحة لإدارة الأزمة، أو لإحداث أي تغيير. ومع مرور الوقت، أثيرت الشكوك حول أهداف هذه المعارضة، والتي بدت غامضة. ترافقت مع هذا الغموض مشاكل أخرى، كاختيار العمل خارج سوريا، وعزل نفسها عن الفصائل العسكرية. لتواجه تدريجياً مشكلة أخرى تتعلق بشرعيتها، ورؤيتها كبديل موثوق عن النظام السوري. الأمر الذي دفع بالفصائل والمجالس المحلية في الداخل، إلى تولي إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتها أمنياً ومدنياً، وإنشاء قنوات تمويل منفصلة عن معارضة الخارج المنفية، مما قلّص قدرة الأخيرة سياسياً، وأصبحت بعيدة عن الأنظار ومنقطعة عن الجماعات المقاتلة في الداخل. فلم يبق أمامها إلا خيار التراجع والتنازل عن أهدافها الأولى، كتغيير النظام وانتقال السلطة، والدخول بحل تفاوضي لا يرضيهم.

في هذه الدراسة سنسلط الضوء على دور المعارضة السورية كقيادة؛ منذ بداية الأزمة وحتى الآن، وخلفية مؤسسيها، فمنذ تأسيسها كممثل لصوت الشارع السوري، والخسائر تتالت على الشعب السوري. حيث لم تتمكن هذه المعارضة من تمتين علاقاتها مع مواليها في الداخل، وأصبحت تركيبتها تتكون من خليط غير منسجم، بين تشكيلات ومجموعات، ومعارضين تقليديين، ومعارضين تابعين. كلهم باتوا يتحركون وفق أجندات من يدعمهم، وأصبح أعضائها يعملون كسفراء لصالح هؤلاء الداعمين.

تم تقسيم الدراسة إلى محورين رئيسيين، الأول يتناول عدة نقاط تتعلق بفشل هذه المعارضة من الناحية السياسية والإدارية، والمحور الثاني يتناول الانتهاكات التي مارستها تلك المعارضة من خلال فصائلها العسكرية على الأرض؛ ضد مختلف أطياف الشعب السوري.

لتحميل الدراسة كاملة

زر الذهاب إلى الأعلى