دراسات

تنظيم داعش والوجهة المقبلة..  بعد هزائمه في سوريا والعراق

محاور الدراسة

  1. كيف ظهر تنظيم داعش، وما هي الأسباب؟
  2. العوامل التي تؤكد أن تنظيم داعش يحافظ على قوته.
  3. لماذا يسعى داعش في البداية لحلّ التحالف الدولي ضده؟
  4. التنظيم لا يزال “حياً” وظهور البغدادي دليل على ذلك.
  5. كيف ستكون سياسة التنظيم بعد هزائمه في سوريا والعراق؟
  6. ما هي المناطق التي قد يستهدفها داعش، أو قد تكون الوجهة المقبلة للتنظيم المتطرف؟
  7. تهديد أوربا.

تعريفات إجرائية للدراسة:

  • الذئاب المنفردة: تطلق هذه التسمية على أشخاص مرتبطين بتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية “داعش”، وينفذون عمليات بمفردهم.
  • خلايا التماسيح: خلايا نائمة تتبع لتنظيم داعش، وتنفذ أوامرها في أوربا.

تمهيد

تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية بشكل تام، وأعلن الرئيس الأمريكي بعد اعلان النصر في سوريا، الإعلان النهائي للنصر على التنظيم عسكرياً، لكن.. دول العالم ومن بينها الولايات المتحدة أكدت أن داعش كتنظيم لا يزال قائماً، كما وتشير العديد من التقارير الى احتمالية ظهور التنظيم مرة أخرى، وأصبحت جميع الأطراف تتساءل عن الوجهة المقبلة المحتملة للتنظيم المذكور، فهو يضع عينه على العديد من المناطق من خلال اعتبارات عدة نبرزها لكم من خلال هذه الدراسة.

أهمية وأهداف الدراسة

تكمن أهمية هذه الدراسة في توضيح أهداف وسياسات تنظيم داعش بعد الخسائر التي مُنِيَ بها في سوريا والعراق، كما وتكمن أهميتها في توضيح السياسة الجديدة للتنظيم، إضافة للدول التي قد تستهدفها أو تعلن فيها “الخلافة” من جديد.

ونهدف من خلال هذه الدراسة أيضاً؛ إلى إبراز العوامل المساعدة للتنظيم في الظهور مرة أخرى في ظل الأزمات التي تشهدها العديد من البلدان وعلى وجه الخصوص البلدان العربية.

مقدمة

صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن “مئةٌ في المئة من الأراضي التي كانت خاضعةٌ لسيطرة تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، تمت تحريرها”، هذا؛ بعدما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على آخر معاقله في بلدة الباغوز شمال وشرق سوريا في الـ 23 من شهر آذار عام 2019.

ولكن…. الولايات المتحدة وكافة الدول والقوات التي حاربت التنظيم تدرك جيداً بأن “داعش” كتنظيم لا يزال قائماً، ويهدد أمن العالم، كما وتتخوف جميع الجهات من ظهور التنظيم كقوةٍ عسكرية مرة أخرى، أو حتى في ظهوره كقوةٍ أكثر تنظيماً من سابق عهدها.

ويُلاحظْ بشكل واضح في الفترة الأخيرة بأن هجمات هذا التنظيم المتطرف في العديد من بلدان العالم بدأت تأخذ منحىً آخر أكثر خطورة من السابق بعد الهزيمة التي مني بها، كما أن خلاياه بدأت تتحرك بشكلٍ أكثرُ دقة.

ويستنتج من هذا الأمر شيئاً واحداً ألا وهو بأن التنظيم يمتلك قاعدة متينة في العديد من البلدان، وهو قادرٌ على القيام بتنظيم صفوفه من جديد، كقوةٍ عسكرية وتنظيمية قوية أن أمكنته من ذلك الأرضية المناسبة، أو نستطيع القول بأنه قادر على الحفاظ على قوته التنظيمية السابقة.

كيف ظهر تنظيم داعش، وما هي الأسباب؟

ظهر تنظيم داعش أو ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية، ما بين عامي 2004 و2011، وهي الفترة التي أعقبت التدخل الأميركي في العراق، تأسس خلالها فصيل منشق عن تنظيم “القاعدة” بقيادة أبو مصعب الزرقاوي.

وفي عام 2006، غير التنظيم المنشق اسمه إلى تنظيم الدولة في العراق، وهو ما يعتبره كثيرون توقيت الظهور الحقيقي للتنظيم المتطرف.

سعى التنظيم مع بداية الأزمة السورية والاحتجاجات العراقية، للسيطرة على الأرض من خلال استغلال الحرب الطائفية في البلدين،  وأرسل الزعيم الحالي للتنظيم (أبو بكر البغدادي) في عام 2011 عناصر إلى سوريا لتأسيس جماعة تابعة للتنظيم، ومن ثم قطعَ ارتباطه بشكل تام من “القاعدة” في عام 2013.  

استغل التنظيم الأزمة في سوريا والعراق وتمكن من السيطرة في عام 2014 على الفلوجة في العراق والرقة السورية، كما استولى على الموصل وتكريت في يونيو، واجتاح الحدود مع سوريا، وأعلن البغدادي من الموصل قيام ما عُرِفَ بـ “الدولة الاسلامية”.

شعر العالم بعد تمدد التنظيم المتطرف بخطورته بعد تمكنه من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية، وأعلنت الولايات المتحدة في سبتمبر من عام 2014، تشكيل تحالف دولي ضد التنظيم، بدأ بتنفيذ ضربات جوية لوقف زحفه، وساعد وحدات حماية الشعب اثناء معركة كوباني، وتمكنت آنذاك وحدات حماية الشعب من الحاق الهزيمة الأولى بالتنظيم المتطرف بمساندة التحالف الدولي.

وتلت تلك الهزيمة هزائم متكررة في سوريا والعراق حتى تم الإعلان عن هزيمته بشكل نهائي من بلدة الباغوز شمال شرق سوريا، في 23 آذار/مارس 2019 من قبل قوات سوريا الديمقراطية.

وعلى الرغم من اعلان النصر ضد داعش، إلا أن هذا التنظيم بقي حديث العالم، وتتساءل جميع الأطراف عن كيفية ظهور التنظيم واسبابه.

وتعيد مراكز بحوث ونشطاء سياسيين، أسباب ظهور تنظيم داعش بهذه القوة وتناميه لسببين رئيسيين هما:

1- السبب الطائفي

زعم داعش منذ بداية ظهوره إلى أنه جاء لنصرة أهل السنة، وتخليصهم من “ظلم” الشيعة، واستغل اعتصامات العشائر السنية في المنطقة الغربيّة خلال فترة حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكيّ عام 2012، وتمكن من خلال هذا الأمر في جذب الآلاف من الشبان.

كما استغل التنظيم ذات الأمر في سوريا، حيث غرر الشبان من خلال الادعاء بتخليصهم من ما سموه بحكم “العلويين” وقالت أن سوريا تحكمها ميلشيات إيرانية.

وعمد داعش إلى “غسل أدمغة الشبان” بأفكار طائفيّة من خلال تصوير الآخر المختلف عقائديّاً، أو مذهبيّاً على أنه عدو، ويجب مُحارَبته.

2- السبب السياسي

استغل التنظيم المتطرف، ضعف الموقف الدولي من الأزمة السورية الذي أدى إلى ظهور العديد من التنظيمات المتطرفة على هذه البقعة الجغرافية، كما أن الصراعات المذهبية داخل العراق جعلت منها موقعاً مثالياً مكنت تنظيم “داعش” من اختراقها، والسيطرة على أماكن كثيرة.

http://alwatancenter.net/post/9

هذا وتمكن التنظيم من خلال سنوات تواجده على الأرض كقوةٍ عسكرية من استقطاب عشرات الآلاف من الأجانب، واصبح التنظيم، من أخطر التنظيمات تهديداً للعالم.

وعلى الرغم من إعلان الانتصار النهائي على التنظيم، إلا أن الأمور قد تسير على نحو أسوء، فالتنظيم لا يزال قائماً، كما أن هناك العديد من الأمور التي تشير إلى أن داعش سيعيد تنظيم صفوفه من جديد، فالعالم بأسره يتخوف من ظهور التنظيم كقوةٍ عسكرية مرة أخرى، أو حتى في ظهوره كقوةٍ أكثر تنظيماً من سابق عهدها.

وظهور البغدادي “زعيم التنظيم” أكد أن الأمور لا تسير على خير، فهجمات التنظيم بدأت تأخذ منحاً آخر، ويبدوا من خلال المجريات التي تحصل على الأرض بأن التنظيم يسعى للحفاظ على قوته للبدء بعمليات أخرى في الفترات القادمة.

العوامل التي تؤكد أن تنظيم “داعش” يحافظ على قوته

هناك العديد من العوامل التي تؤكد أن التنظيم -المصنف على لائحة الإرهاب الدولية- يحافظ على قوته التنظيمية، ويشير الخبراء بأن التنظيم يتريث حتى حل التحالف الدولي ضده قبل القيام بأي عمليات أخرى هادفة للسيطرة على الأرض، وسيعمل في الوقت الحالي للحفاظ على قوته التنظيمية فحسب.

ومن أبرز العوامل التي تؤكد قدرة التنظيم في الحفاظ على قواه التنظيمية هي ما يلي:

أولاً- فشل القوات التي حاربت داعش في اعتقال أو قتل جميع قادة الصف الأول

لم تتمكن القوات المحلية التي حاربت التنظيم، وكذلك التحالف الدولي من اعتقال أو قتل جميع قادة الصف الأول من التنظيم في العراق وسوريا ما يشير إلى أن التنظيم “حيٌ يرزقْ”، وعلى وجه الخصوص ظهور زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في تسجيل مصور، كما فشل التحالف الدولي بالقبض أو قتل القيادات الفاعلة والأمنية لهذا التنظيم العميق، وأصبح التنظيم بعد الخسائر غير محدد الأهداف والأيديولوجيا، وأصبح من غير المعلوم كيف سيظهر التنظيم “بحلته الجديدة” أو أين سيظهر.

ثانياً- النزاع الطائفي في العراق وسوريا

يرى محللون عراقيون بأن هذه الحالة تشير إلى أنه من غير المستبعد عودة ظهور نسخة جديدة من التنظيم باسم آخر، أو حتى ظهور تنظيم جديد قد يكون له قبول أكثر في هذه المناطق التي تعاني من سياسات طائفية بسبب سيطرة الحشد الشعبي عليها في العراق، وينطبق الأمر أيضاً في سوريا في ظل سيطرة ميليشيات إيرانية على مساحات واسعة من الأراضي السورية التي تشكل الطائفة السنية غالبيتها.

ثالثاً- اندماج التنظيم مع تنظيمات أخرى والتوجه لحرب العصابات

إن تواجد العديد من التشكيلات العسكرية المتطرفة الموالية لداعش في سوريا وليبيا ومصر، إضافة لتواجد عدد كبير من الخلايا النائمة للتنظيم في العديد من البلدان العربية التي تشهد نزاعات مستمرة، تشكل وتدق ناقوس الخطر بظهور التنظيم بقوة مرة أخرى، كما إن استمرار هجمات التنظيم في العديد من المناطق التي كانت تخضع لسيطرته، وانتهاجه لمبدأ حرب العصابات تشير إلى أن خلايا داعش لا تزال تتواجد بقوة في المناطق التي كانت تخضع لسيطرته.

وأكد التقرير السنوي لوكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية أن “تنظيم الدولة” لا يزال لديه آلاف المقاتلين في العراق وسوريا، كما أكد أن التنظيم له ثمانية فروع وأكثر من 12 شبكة، فضلاً عن آلاف المناصرين المنتشرين حول العالم رغم خسائره الجسيمة في القياديين والأراضي.

رابعاً- مساعي داعش للتحول لتنظيم سري

يسعى داعش لتنظيم صفوفه والتحول لتنظيم سري، حيث يقول خبراء أمريكيين انه على الرغم من فقدان تنظيم داعش لكل الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، إلا أنه يحاول إعادة تنظيم صفوفه بالتحول لتشكيل جديد سرّي ليس أقل خطورة من السابق، ويقول في هذا الصدد بروس هوفمان، الخبير بالمجاميع الإرهابية من جامعة جورج تاون في واشنطن،: “تنظيم داعش توقع أن يُهزم ويطرد من الاراضي التي كان يعتبرها دولة خلافته وهيّأ نفسه وفقاً لذلك. وقد تمكن المئات من مسلحي داعش من الهروب من سوريا الى تركيا وبسبب ذلك اختفوا وتواروا عن الأنظار ليتحولوا الى تنظيم سري وهي لعبة كان يُعدُّ لها منذ وقت طويل.”

خامساٌ- استحداث مصدر جديد للتمويل:

استحدث التنظيم مصدراً جديداً للتمويل، حيث يقول كل من الخبيرين براندون والاس وجينيفر كافاريلا، من معهد واشنطن للدراسات الحربية إن “تنظيم داعش قد استخدم مصدراً جديداً للتمويل لإعادة بناء مركزه القيادي للسيطرة على المسلحين الباقين المنتشرين لإعدادهم لهجمات مستقبلية واسعة النطاق في كل من العراق وسوريا”، وقال خبراء إن التنظيم تمكن من تهريب أموال لعدة دول حول الشرق الأوسط باستخدام شركات كواجهة أسسها في العراق مثل تجارة سيارات أو مخازن إلكترونيات أو أدوية أو شركات أخرى.

لذا ومن هذه المعطيات يظهر بشكل واضح مساعي التنظيم للحفاظ على قواه التنظيمية، للبدء بعمليات في مناطق أخرى في حال توفر الأرضية المناسبة.

ولكن.. يبقى السؤال:

لماذا يسعى داعش في البداية لحل التحالف الدولي ضده..؟

يبدوا واضحاً أن داعش لا يسعى في الوقت الحالي، للظهور كقوة عسكرية مرة أخرى، بل كما وضحنا سابقاً يسعى فقط للحفاظ على قوته التنظيمية، في ظل عدم تمكن القوات التي حاربت التنظيم، في قتل أو القبض على قيادات الصف الأول بشكل كامل.

ويبدوا إن التنظيم، يتريث فعلياً حتى حلّ التحالف الدولي، ليتمكن من جديد من السيطرة على الأرض، ولكن بمسميات أخرى، أو حتى بانتهاج سياسات أخرى.

أحد مسلحي تنظيم داعش المتواجدين في سوريا قال لصحيفة نيويورك تايمز، عبر تطبيق واتس أب، قائلاً “هل تعتقدون أن امريكيا بإمكانها هزيمتنا؟ إنها حرب استنزاف، عندما يتوقف التحالف عن الضربات الجوية سنعود للساحة مباشرة، نحن لم نذهب للأبد نحن باقون ولدينا الانتحاريون أيضاً مستعدون لتنفيذ هجمات ومخبرونا نشطون “.

وما يحصل فعلياً في مناطق عدة على الحدود السورية العراقية وعلى وجه الخصوص في منطقة البوكمال الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، تؤكد أن خلايا التنظيم لا زالت نشطة.

الخبير هوفمان، قال تعليقاً على رأي المسلح في تنظيم داعش “صراحةً، هناك ما يقارب ربع مليون مقاتل سلفي منتشرون في أنحاء العالم، وهذا يعادل أربعة أضعاف عدد مسلحي تنظيم القاعدة خلال عام 2001 عندما أشعلت هجماته على أميركا شرارة حرب دول العالم ضد الإرهاب” .

واعترف التحالف الدولي بهذا الأمر بعد أن قالت قيادة التحالف في مارس 2019، إن التنظيم ينتظر الوقت المناسب ليعاود الظهور.

وقال الفريق بول لاكاميرا، قائد عملية “العزم الصلب” التي يقودها التحالف، في بيان على موقع التحالف، “دعونا لا نرتكب أخطاء، داعش يحتفظ بقوته، لقد اتخذوا قرارات مدروسة للحفاظ على ما تبقى من أعداد مقاتليهم المتناقصة، وهو في انتظار الوقت المناسب لمعاودة الظهور”.

إذا فإن التحالف الدولي يدرك جيداً بأن تنظيم داعش ينتظر حل التحالف الدولي للقيام بعمليات أخرى تهدف للسيطرة على الأرض، إذا أن هناك العديد من المناطق التي تهدف داعش للسيطرة عليها وسنتطرق إليها في الفقرات القادمة من هذه الدراسة.

http://www.adarpress.net/2019/03/24/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B3%D8%A8-%D9%84%D9%8A%D8%B9%D8%A7/

التنظيم لا يزال “حياً” وظهور البغدادي دليل على ذلك

ولمعرفة النهج الذي سيتعبه داعش، والسياسة التي من المتوقع أن ينتهجها لا بد من معرفة مضمون ما قاله زعيم تنظيم داعش والتلميحات التي أشار إليها في ظهوره.

فمما لاشك فيه أن ظهور زعيم التنظيم “يعزز الروح المعنوية لدى مقاتليه وأنصاره”، وخاصةً أنه حرص على الظهور بمظهر القوي والواثق من قوة التنظيم حالياً ومستقبلاً.

http://www.bbc.com/arabic/middleeast-48122291

وظهر واضحاً ان التنظيم هدف من خلال نشر الفيديو لأمور عدة نبرزها لكم على النحو التالي:

أولاً- إبراز الانتشار العالمي لفكر التنظيم

أراد تنظيم داعش، تبيان أن أفكار التنظيم، انتشرت في جميع أنحاء العالم، رغم الخسارات العسكرية التي مني بها في سوريا والعراق، كما ووضح أن التنظيم لا زال بإمكانه الاستمرار في جذب مؤيدين جدد، حيث “رحب” البغدادي خلال الشريط  المصور بـ “المنتسبين الجدد”، للتنظيم في مالي وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

ثانياً- تغيير التنظيم  لسياسته بعد خسارة الأراضي عسكرياً

أشار البغدادي في شريطه المصور إلى الهجمات التي استهدفت سريلانكا، وأيضاً ملفات عديدة كان يحملها في يده مكتوبٌ عليها، ولاية تركيا، ولاية اليمن وملفات تونس، كما ويدعو البغدادي في الفيديو مناصريه لتكثيف الهجمات ضد من وصفهم، بالصليبيين والمرتدين، وظهر واضحاً بأن البغدادي يدعو أتباعه،  بتنفيذ عمليات إرهابية على مستوى العالم من خلال توسيع علاقاته مع المتشددين في جميع أنحاء العالم بدلاً من الاستيلاء على الأراضي، ويعتبر هذا النهج مختلفاً عن النهج السابق، حيث يشير التنظيم بأنه سيبدأ بعمليات أكثر دموية من السابق ولكن بعيداً عن السيطرة على الأرض.

ثالثاً: تهديد البلدان العربية التي تشهد نزاعات

ذكر البغدادي خلال شريطه المصور الأحداث التي جرت في السودان والجزائر والتي أدت إلى الإطاحة برئيسي الدولتين، وأثنى على الاحتجاجات، وقال  “لا فائدة من اقتلاع جذور النظام السابق، فقد يظهر طغاة جدد أسوأ من الأنظمة القائمة”، وركز على أن “الجهاد العنيف” هو السبيل الوحيد للمضي قدماً، وهذا التصريح هو تهديد واضح للبلدين حيث يدعو من خلاله أنصاره للبدء بعمليات في البلدين.

رابعاً- التنظيم لا زال متحداً

أراد البغدادي خلال ظهوره أن يؤكد بأن التنظيم لازال متحداً رغم الهزائم التي لحقت به، كما أراد أن يبين بأن التنظيم لازال متماسكاً وقوياً، وقال في التسجيل “على الانصار في سريلانكا وأفريقيا الالتزام بالوحدة في أقوالهم وأفعالهم.

خامساً- التحول إلى “الجهاد” العالمي

إنّ حديث البغدادي حول تنظيمات داعش في إفريقيا، خاصة ليبيا ومالي وغرب إفريقيا، إضافة لمناطق في السعودية وسريلانكا وغيرها من المناطق، تتضمن تأكيداً من البغدادي على العودة إلى مقاربة “الجهاد العالمي”، حسبما أشار إليه الكاتب والخبير الأمني الأردني عمر الرداد.

سادساً- تهديد تركيا

قال أيضاً الكاتب والخبير الأمني الأردني عمر الرداد، الإعلان عن ولاية تركيا التابعة لداعش لم تشكل أية مفاجأة، غير أنّ الإعلان، في حدّ ذاته، يعكس اتجاهاً جديداً بتحول تركيا من ساحة دعم للتنظيم إلى ساحة مستهدفة، وهو ما يعني إمكانية عودة التنظيم لتنفيذ عمليات في تركيا، في ظلّ قناعات بأنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استخدم التنظيم بوصفه ورقة، بما يحقق أهدافه، وأنّ أعوام العسل التركية التي تعاطت فيها تركيا مع روسيا وأمريكا في سوريا، قد انتهت، ولا يستبعد الكاتب الأردني أن يكون التنظيم أكثر ضراوة في تركيا.

إذن كيف ستكون سياسة التنظيم بعد هزائمه في سوريا والعراق؟

تقول العديد من التقارير ومن بينها دار الإفتاء المصرية، أن داعش اعتمدت استراتيجية للانسحاب التكتيكي لصالح التمدد في أماكن أخرى والانتشار في مساحات بديلة وتوظيف آليات مغايرة للتجنيد والاستقطاب.

وسيسعى داعش لإنشاء كيانات بديلة، من خلال تشكيل تنظيمات مشابهة له.

فمما لا شك به أن هناك الآلاف من الفارين من تنظيم داعش، ينتظرون عودة التنظيم أو أفكار التنظيم، ليتبنوا الفكر المتطرف مرة أخرى، فتواجد التحالف الدولي على الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة داعش في السابق يدل بشكل واضح على مخاوف هذه الدول من ظهور التنظيم مرة أخرى.

وبالعودة إلى ماضي التنظيم أثناء تشكله سندرك جيداً بأن تنظيم داعش استخدام الانترنت لاستقطاب أكبر عدد من المتطرفين، إضافة لتوزيع المهام على خلاياه في العديد من دول العالم عبر الانترنت، ويظهر بشكل واضح أن التنظيم تمكن من جذب الآلاف من، كما أنه لا زال مستمراً بنشر افكاره في دول العالم من خلال هذه الوسيلة، لذا فإن القاعدة المتينة للتنظيم لا زالت موجودة وهو ما يدركه التحالف والعالم بأسره بشكل جيد.

ويرى العديد من المسؤولين البارزين أن تنظيم داعش المتطرف، سيتبع سياسة جديدة، وسيبني شبكات مع مجموعات “إرهابية” أخرى.

حيث قال أليكس يونغر، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني قبل أشهر خلال مؤتمر ميونخ للأمن مؤخراً: “الهزيمة العسكرية لتنظيم الدولة لا تمثل نهاية للتهديد الإرهابي، نرى التنظيم لهذا السبب يتحول، وينتشر داخل سوريا، بل وخارجها أيضاً. هذا هو الشكل التقليدي لمنظمة إرهابية”.

واعتبرت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون ديرلاين، في ذات المؤتمر أن تنظيم داعش يتوغل حاليا تحت الأرض، ويبني شبكات مع مجموعات إرهابية أخرى.

كما حذر الجنرال جوزيف فوتيل، الذي يدير القيادة المركزية الأمريكية، من أنه على الرغم من تفكك شبكة تنظيم الدولة، إلا أنه يجب استمرار الضغط، وإلا فإن مكونات التنظيم سيكون لديها “القدرة، على الاتحاد مرة أخرى.

وأشارتBBC  في أحدى تقاريرها أن عدد مسلحي تنظيم داعش المتطرف، الذين تفككوا عبر الأراضي، التي سيطر عليها في سوريا والعراق، يتراوح بين 20 ألف إلى 30 ألف مسلح.

إذاً فهذه المعلومات وهذه الأعداد من عناصر مسلحي داعش ستشكل بكل تأكيد خطراً على العالم بأسره.

وفي حال تمكن تنظيم داعش المتطرف من النجاح، في سياسته الجديدة فإنه من غير المستبعد أن يظهر التنظيم مرة أخرى كقوةٍ عسكرية مسيطرة على الأرض وخصوصاً في ظل الاضطرابات التي تشهدها العديد من البلدان العربية والإفريقية.

وهنا يبقى السؤال الأكثر رواجاً..؟

ما هي المناطق التي قد يستهدفها داعش، أو قد تكون الوجهة المقبلة للتنظيم المتطرف؟

أولاً – تونس:

قبل حوالي خمسة أعوام، بدأ ممن يطلقون على انفسهم اسم الجهاديون التونسيون يتدفقون إلى ساحات المعارك في العراق وليبيا وسوريا، كي ينضموا إلى تنظيم داعش وتنظيم القاعدة، أكثر من أي جنسية أخرى. ومنذ ذلك الحين باتت السلطات التونسية  تخشى عودتهم، والفوضى المحتملة التي قد تتبع ذلك.

وبدأت داعش والقاعدة في تجنيد جيلٍ جديد من السكان المحليين لشنِّ هجمات إرهابية داخل البلاد، حسبما أوردتها صحيفة واشنطن بوست.

وترى العديد من الصحف العالمية وعلى رأسها الصحف الأمريكية أن داعش تهدف للانتقال والتمركز في تونس، وخصوصاً في ظل تواجد عشرات الآلاف من أنصاره في ذاك البلد.

وأوضح تقرير لصحيفة ديلي بيست الأمريكية أن الخسائر التي مُني بها التنظيم في العراق وسوريا إثر الضربات الجوية للتحالف الدولي دفعته للتفكير في التوسع بدول أخرى، أهمها تونس في إفريقيا، على عكس توقعات كثير من المحليين الغربيين، ولفت إلى وجود تيار من التشدد الإسلامي في تونس قد يساعد على ذلك، خاصة أن تونس تُعد من أكبر الدول التي وفرت مقاتلين لتنظيم داعش المتطرف.

ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين أن تونس توفر بيئة ملائمة لتوسع داعش في المستقبل، وقال آرون زيلين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: “توجد عدة دلالات على نية التنظيم الانتقال إلى تونس وإعلان ولاية بها، ويريد التنظيم حالياً التركيز على الزخم والإثارة”.

هذا ويمكن تفسير احتمالية انتقال داعش إلى تونس من خلال طرح أسباب عدة نبرزها لكم على النحو التالي:

1- تأثير  الفكر المتطرف: تروج تيارات عديدة الأفكار المتطرفة بين الشبان التونسيين، وهو ما يفسّر، إلى حدّ ما، أسباب اِنتقال عدد كبير من التّونسيين إلى كلّ من سوريا والعراق، للاِنخراط في العمليّات العسكرية الّتي تنشب بين التّنظيمات المتطرفة.

2- وجود خلايا نائمة: حيث يعتمد التّنظيم في سعيه لتوسيع نطاق نفوذه على مجموعة من الخلايا النّائمة التّابعة له، وعلى ما يبدوا تمكنت الخلايا النائمة للتنظيم من جذب عدد كبير من التونسيين، حيث أنه كما ذكرنا سابقاً، انضم التونسيين إلى التنظيم المذكور أكثر من أي جنسية أخرى.

3- اِستغلال الاِضطرابات التي تشهدها البلاد: شهدت تونس اضطرابات عدة، وتستمر هذه الاضطرابات حتى الوقت الحالي، وهو ما اِعتبرته قيادات تنظيم داعش فرصة يمكن اِستغلالها لتصعيد النشاط من جديد، وتعزيز قدرته على نقل بعض عناصره من دول أخرى إلى داخل الأراضي التّونسية.

إذا فإنه من غير المستبعد أن تكون تونس وجهة مقبلة لتنظيم داعش المتطرف.

ثانياً- الأردن

تعتبر المملكة الأردنية الهاشمية من بين المناطق المهددة للتعرض لخطر ظهور داعش، أو لخطر أن تكون هي الوجهة المقبلة للتنظيم المتطرف.

وتحتل الأردن المرتبة الثالثة كأكبر مُصَدر للمقاتلين الأجانب إلى  تنظيم داعش؛ حيث سافر ما يقدر بنحو 3000 متشدد أردني للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش، مما يثبت أن البلاد عرضة بشدة لموجات عديدة من التطرف.

وهناك عدة أسباب ترجح الكفة في أن تكون الأردن هي الوجهة المقبلة لداعش أبرزها:

1– عودة متطرفين أردنيين من سوريا إلى الأردن

تقول صحف أمريكية أن حوالي 250 مسلحاً من تنظيم داعش المتطرف قد عادوا إلى الأردن، وسيكون لدى هؤلاء المقاتلين المجهّزين بأيديولوجية “الدولة الإسلامية”، القدرة على تجنيد وتعبئة السكان المستضعفين بشكل مباشر، أو التأثير فيهم من خلال الوكلاء والعلاقات العائلية”.

2- البطالة والفقر

ذكر تقرير المركز الدولي لدراسات التطرف العنيف لعام 2017، أنه ينجذب العديد من الأردنيين إلى داعش بسبب البطالة والفقر، لذا فإن قضايا مثل التهميش قد يلعب دوراً مهماً في توجه العديد من الأردنيين إلى التنظيم المتطرف الذي تمكن من التأثير على أفكار العديد من الشبان الأردنيين.

3- اضطهاد اللاجئين السوريين في مخيمات الأردن

يعيش اللاجئين السوريين حالياً في ظروف قاسية، ويعيشون في مخيمات مكتظّة، حيث يتعرّضون لمستويات عالية من الجوع والفقر حسب تقرير لمجلة ناشينال إنترست الأمريكية للكاتبة إميلي برزي بوروسكي، الباحثة في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية في واشنطن، وكل ذلك يعمل كمساهم رئيسي محتمل في التطرّف.  

4– مساعي تفكيك داعش في سوريا والعراق ومنعه من التوجه إلى أوروبا

هدف التحالف الدولي بكامل الامكانات لتفكيك داعش في سوريا والعراق، ومنعه من التوجه إلى الغرب، لذا فإن انتقال التنظيم إلى الأردن قد لا يكون مستبعداً وخصوصاً في ظل الظروف المهيئة التي ذكرناها سابقاً.

ثالثاً- الجنوب الليبي

الظهور الرسمي لداعش في ليبيا كان رسمياً في إعلان البيعة للبغدادي في مدينة درنة الواقعة شرق ليبيا عام 2014، ثم أعقب ذلك انتشار للتنظيم في مدينتي بنغازي وسرت وتوالت مقاطع الفيديو التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أعلنت فيها جماعات تبعيتها للتنظيم، وفي مرحلة لاحقة تبنى التنظيم عمليات عدة، أشهرها حادثة ذبح الأقباط المصريين التي أرعبت العالم لبشاعتها.

وتشير في الوقت الحالي تقارير عدة إلى احتمالية تنشيط تنظيم داعش في ليبيا من جديد.

حيث كشفت مصادر عديدة عن أن ظهور تنظيم “داعش”، مؤخراً في جنوب ليبيا، يبعث برسالة خطيرة، خاصة وأنه يتزامن مع ظهور زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي بأيام قليلة.

وبحسب الخبراء والمسؤولين في ليبيا، نقلاً عن سبوتنيك الروسية، فإن التنظيم  يسعى للظهور مجدداً في ليبيا في الفترة المقبلة.

ويشكل الجنوب الليبي المكان الملائم الذي يعود فيه داعش إلى تنفيذ استراتيجيته (إدارة التوحش) ليتمكن من بسط سيطرته واكتساب ولاء بعضهم.

وتعادل مساحة الجنوب الليبي مساحة دولة بذاتها ولديه حدود مع خمسة دول تنشط فيها الجماعات المتطرفة.

وهناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور التنظيم بقوة في ليبيا مرة أخرى وعلى وجه الخصوص في مناطق الجنوب الليبي ومن أبرز تلك الأسباب ما يلي:

1- التهميش والتجاهل من قبل السلطات الليبية: أدى تهميش السلطات الليبية لمناطق الجنوب الليبي، إلى ظهور ميليشيات عدة، وسمحت الظروف للميليشيات بملء الفراغ، وبالطبع فإن هذا الأمر يشجع التنظيم، لتنظيم صفوفه في  تلك المنطقة المهمشة.

2- الصراعات القبلية: تشهد مناطق الجنوب الليبي والتي تنشط فيها تنظيم داعش من جديد صراعات قبلية، كما وتعاني تلك المنطقة من حالة انفلات أمني، نظراً للتهميش السياسي والصراعات القبلية على النفوذ والمصالح.

3- الجغرافيا المناسبة: يعتبر الجنوب الليبي من أفضل الأماكن المتاحة لتنظيم داعش بسبب الوضع الأمني الهش، وقربه من حدود الدول الأخرى، ما يسمح له بالمناورة والتحرك ووصول الإمدادات البرية والتمويل.

وتعتبر مناطق الجنوب الليبي منفذاً للعديد من البلدان التي تسعى داعش للتوغل فيها، حيث أشارت تقارير دولية أن التنظيم يهدف لإنشاء ما سماه بجيش الفقراء، والذي يتألف من مقاتلين من عدة دول أفريقية أبرزها، (نيجيريا ومالي وتشاد) ويرى التنظيم بأن السيطرة على الجنوب الليبي سيسمح له بتطبيق هذا الأمر.

4- النقص في امكانيات الجيش الليبي: إن حالة الانقسام السياسي في الداخل الليبي، ونتيجة الأوضاع الأمنية، جعلت داعش تقيم بحسب الشرق الأوسط معسكرات لتدريب مقاتليهم في جبال “الهروج” البعيدة، نظراً لأن رقعة الجنوب واسعة وحجم التحديات أكبر من قدرة الجيش الذي يعاني من النقص في الإمكانيات والتسليح.

5- الكثافة السكانية: تنظيم داعش، لا ينوي في الوقت الحالي في التوغل ضمن مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة، لذا فإن اختياره لمناطق الجنوب في ليبيا، هي الأكثر ترجيحاً، وخصوصاً أن المنطقة لا تقطنها أكثر من نصف مليون نسمة، على الرغم من بلوغ مساحتها لـ 550 ألف كم مربع.

لذا ومن هذه الاعتبارات فإن عودة ظهور داعش بقوى ليس مستبعداً وخصوصاً في ظل الظروف التي ذكرناها سابقاً بخصوص الجنوب الليبي.

رابعاً- الصومال

يرى العديد من الخبراء أن الصومال ستكون الوجهة الأكثر أمنا والخيار المفضل الذي يسعى عناصر تنظيم داعش الى الانتقال إليه والاختباء بعيداً عن العيون والملاحقة.

ويتواجد التنظيم في الصومال بقوة، لكن خبراء يرون أن الصومال ستصبح الوجهة الأكثر أمناً بالنسبة لعناصر التنظيم، ومن أبرز الأسباب التي قد تدفع التنظيم بالتوجه إلى الصومال ما يلي:

1- الجغرافيا

تمتاز الصومال بموقعها الجغرافي وسواحلها الواسعة بالإضافة الى تضاريسها التي تمتاز بالصعوبة والتعقيد مما يصعب الوصول إلى عناصر التنظيم في حالة الاختفاء، كما وتقع تلك المنطقة بالقرب من خليج عدن والمحيط الهندي والحدود البحرية مع اليمن.

2- حركة السفن:

لا تستبعد الأجهزة الأمنية من تحويل الصومال إلى قاعدة خفية لاستعادة التنظيم صفوفه والقيام بسلسلة هجمات انتقامية تطال حركة السفن التجارية والشحن في خليج عدن والانتقال الى اليمن.

خامساً: الهند (ولاية كشمير)

أفادت وكالة رويترز في 10 أيار 2019 بأن تنظيم داعش أعلن لأول مرة أنه أقام “ولاية” في الهند، بعد اشتباك بين مسلحين وقوات الأمن في منطقة كشمير المتنازع عليها أسفر عن مقتل إرهابي له صلات بداعش.

وأعلنت وكالة “أعماق” الإخبارية التابعة لداعش عن الولاية الجديدة، التي أطلق عليها “ولاية الهند”، في بيان زعم فيه أن داعش ألحق خسائر في الأرواح بجنود من الجيش الهندي في بلدة أمشيبورا في مقاطعة شوبيان بكشمير.

وبحسب رويترز فإن بيان داعش يتوافق مع بيان للشرطة الهندية يوم الجمعة بأن إرهابياً يدعى إشفاق أحمد صوفي قتل في مواجهة في شوبيان.

ووفقاً لتقارير وسائل إعلام محلية، كان إشفاق قيادياً في تنظيم داعش في جامو وكشمير، وكان مساعداً مقرب من أحد أكثر المطلوبين ويدعى زاكير موسى.

وخاض انفصاليون صراعاً مسلحاً على مدى عقود ضد الحكم الهندي لإقليم كشمير الذي يغلب على سكانه المسلمون. وتسعى غالبية هذه الجماعات إلى استقلال كشمير أو انضمامه إلى باكستان الخصم اللدود للهند.

ويبدوا أن هذه الأوضاع قد تعزز من قدرة التنظيم المتطرف في الظهور بقوة في تلك المنطقة.

مناطق أخرى قد تكون وجهة مقبلة لداعش:

وعلى خلاف ذلك تتحدث مصادر عدة أنه يمكن أن تكون مالي أو نيجيريا هي الوجهة المقبلة للتنظيم المتطرف، كما أشار محللون آخرون على أن تكون جبهة الحدود الباكستانية- الإيرانية هي الوجهة المقبلة.

كما وتطرق زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي في تسجيله المصور، إلى الجزائر والسودان، حيث أثنى على الاحتجاجات، التي جرت في البلدين وقال كما ذكرنا سابقاً “لا فائدة من اقتلاع جذور النظام السابق، فقد يظهر طغاة جدد أسوأ من الأنظمة القائمة”، وركز على أن “الجهاد العنيف” هو السبيل الوحيد للمضي قدماً، وهذا التصريح هو تهديد واضح للبلدين حيث يدعو من خلاله أنصاره للبدء بعمليات في البلدين.

كل هذه التحليلات هي آراء ووقائع، لكن من المؤكد أن لا شيء يأتي عن عبث وكل هذه المناطق التي ذكرناها، قد تكون وجهةٌ مقبلة لعناصر تنظيم داعش.

تهديد أوربا

من الواضح أنه وبعد شرح سياسة التنظيم وبعد ظهور زعيمها أبو بكر البغدادي، قد تبين بشكل واضح أن استهداف أوربا هي من أهم الأهداف التي تسعى إليها تنظيم داعش.

وأظهرت تقارير صحافية أن تنظيم داعش يخطط لهجمات في أوروبا عبر مجموعاته “النائمة” في تلك البلدان، والتي يطلق عليها اسم “خلايا التمساح”.

وقالت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية إنها اطلعت على وثائق في أقراص مدمجة كانت لمتشددين من داعش، تظهر نية التنظيم التخطيط لمزيد من الهجمات في أوروبا، من خلال دعم أعضائه الموجودين هناك ضمن “خلايا التمساح”.

وورد أن الوثائق هي من جزء من مخلفات معارك دارت بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً وعناصر داعش في شباط/ فبراير 2019  في الباغوز شرق سوريا.

ووصفت الصحيفة ما جاء في الوثائق من خطط بأنها “تقشعر لها الأبدان”، وتضمنت أسماء المئات من مسلحي التنظيم وميزانياتهم، بالإضافة إلى مراسلاتهم التي عكست وجود نظام بيروقراطي داخل التنظيم.

لذا فإن خطر داعش على أوربا أصبح في ذروته، بعد القضاء على التنظيم عسكرياً، حيث تؤكد دول عدة أن التنظيم سيتوجه إلى حرب العصابات، والبدء بسلسلة هجمات دموية كما حصل في سريلانكا.

فقد ذكرت تقارير استخباراتية أوروبية، مطلع عام 2018 عن احتمال عودة حوالي (1000) عنصر من تنظيم داعش إلى أوروبا، وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًّا على أمن وسلامة دول أوروبا، وكشف تقرير صادر عن “فرونتكس” أن التهديد في تصاعد ويتطور من يوم لآخر، ومن الصعب حالياً تقييم التهديد، وأكدت فرونتكس ما يقدر بنحو (30%) من 5000 مقاتل عاد إلى أوروبا، قادمين من سوريا والعراق وليبيا.

كما وحذرت منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، دول أوروبا من مغبة تعرض عدة بلدان أوروبية لموجة هجمات إرهابية جديدة يقودها تنظيم داعش.

لذا فإن اعتماد تنظيم داعش على خلايا تم تنظيمها من داخل أوروبا، يعني أن التنظيم يلقي بثقله على تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا وينوي كما ذكرنا سابقاً للبدء بسلسلة هجمات إرهابية

ويقول الكاتب جاسم محمد، في شبكة رؤية الاخبارية أن هنالك ترابطا في شبكات عمل بعض الدول الاوروبية التي تعمل لصالح تنظيم داعش.

ويتابع بأن  فصلاً جديداً في أوروبا بتنفيذ عمليات انتحارية، سيبدأ في أوربا على غرار هجمات الذئاب المنفردة.

الخلاصة

في الختام ومن خلال تقديم جميع هذه المعلومات نلاحظ، بأن داعش لا يزال قادراً على القيام بهجمات عدة كما يقال بأنه قد يكون قادراً في السيطرة على الأرض وخصوصاً في البلدان التي ذكرناها، كتونس، الأردن، ليبيا (مناطق الجنوب)، الصومال، والهند (كشمير).

وعلى ما يبدو فإن العالم أمام اختبار أكبر في مواجهة تنظيم داعش، الذي تمكن من نشر أفكاره المتطرفة في معظم أنحاء العالم، كما لوحظ بأن ظهور زعيم تنظيم داعش كان له دلالات عدة، ألا وهو بأن التنظيم “حيًّ يرزق” وأن بإمكانه القيام بسلسلة عمليات “انتقامية” بعد خسائره في سوريا والعراق.

ونستطيع أن نشير في الوقت الحالي بأن التنظيم لا ينوي الظهور مرة أخرى كقوى عسكرية على المدى القريب، وهو ينتظر حل التحالف الدولي لمعاودة الظهور والسيطرة على الأرض وسيكتفي في الوقت الحالي بشن سلسلة هجمات قد تطال العديد من بلدان العالم.


المراجع

1- أبو بكر البغدادي: الظهور الأخير هل هو “إعلان وفاة دولة الخلافة” أم “انطلاقة لمرحلة جديدة”؟

داعش يحاول تصعيد نشاطه في تونس:

تونسيون في داعش دراسة جديدة تجيب عن سؤال من هم وكيف التحقوا بالتنظيم: جيل القاعدة أصل الحكاية:

سبوتنيك الروسية: خبير عسكري: “داعش” سينتهي في سوريا وقد ينتقل إلى ساحات ملتهبة أخرى:

ميدل إيست: هل تكون الصومال الوجهة الأكثر أمناً لعناصر تنظيم داعش بعد سوريا:

موقع NAS : “داعش” يعتمد إستراتيجية جديدة.. البغدادي بلا قيمة؟

قناة العالم: معلومات صادمة تحلل فيديو البغدادي وتحدد مكانه بالصور:

رأي اليوم: ظُهور البغدادي المُفاجِئ يُؤكّد نهاية مرحلة إرهابيّة وبداية أُخرى أكثر خُطورةً ورُعبًا وخطأ كُل الحسابات الغربيّة:

عربي 21: ظهور اسم اليمن ضمن تسجيل زعيم داعش الأخير.. ما هي نواياه؟

التحرير: هل يصبح الأردن الوجهة المقبلة لمقاتلي «داعش»؟

BBC: أبو بكر البغدادي: الظهور الأخير هل هو “إعلان وفاة دولة الخلافة” أم “انطلاقة لمرحلة جديدة”؟

رويترز: تنظيم الدولة الإسلامية يعلن قيام “ولاية” الهند بعد اشتباك بكشمير:

الحرة: سقوط داعش أسئلة وأجوبة:

آدار برس: التحالف: داعش ينتظر الوقت المناسب ليعاود الظهور:

شبكة رؤية الاخبارية: بعد هزيمة داعش .. هل تواجه أوروبا موجة جديدة من هجمات الذئاب المنفردة؟

الشرق الأوسط: «داعش» يتمدد في جنوب ليبيا:

الخليج أونلاين: ناشينال إنترست: الأردن حضن “داعش” الآمن

المركز العربي للبحوث والدراسات:

العربية: صحيفة أميركية: تونس الوجهة القادمة لـ”داعش:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى