دراسات

الطفولة في المجتمع الكردي

– مقدَّمة:

الطفولة هي أهمّ مراحل حياة الإنسان على الإطلاق، وأكثرها تأثيراً في بلورة معالم شخصيته، وصياغة سماتها العقلية والنفسية والاجتماعية، حقيقةٌ أثبتتها عبر التاريخ الكثير من الآراء والأبحاث والدراسات. وقد نالت هذه المرحلة النامية اهتمام المجتمعات الإنسانية على مرّ العصور، إنما بقدر حاجة تلك المجتمعات إلى الطفل.. لكن مع اختلاف النظرة إلى مفهوم الطفولة وعالمها، وتطوّر النظريات حولها، ثُبت أن لهذا الكائن الناشئ قدارت وإمكانات واحتياجات خاصّة، وأصبح ينال وافر الاهتمام من قبل العلماء وجميع المعنيين بشؤون التربية، بل باتت هذه المسألة تتصدر الأولويات لدى المجتمعات التي تقدِّر ثروتها في الطفولة أحسن تقدير.

لقد اهتم الكرد بأطفالهم؛ اهتماماً لم يَقِل عن مثيله لدى الشعوب الأخرى، ولعل ما يثبت صحة ذلك، الكمّ الهائل من المفردات والأشكال التراثية الموجَّهة لهم خصيصاً، سواء من الحكايات والقصص والأقاصيص القصيرة، أو الألغاز والأحاجي والنوادر المقدَّمة لهم. ومن جهة أخرى فإنَّ الطفل الكردي يمرُّ كغيره من الأطفال في العالم بمراحل النمو الطبيعية للطفولة، ويحمل مثلهم قدرات وطاقات واستعدادات كامنة، ويولد بدرجات ذكاء متقاربة لما يولدون بها.. إلا أن الأطفال الكرد -عموماً- يعيشون واقعاً بائساً، يفتقرون فيه إلى احتياجاتهم في الرعاية البيولوجية والصحية أولاً، ويُحرمون الكثير من الحقوق التي كفلتها الشرائع والقوانين لهم، ذلك لأنهم ضحية ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية معقَّدة.

أما بالنسبة لمجالات التربية والتعليم والثقافة فإنَّ مشكلاتها بالنسبة للأطفال الكرد تبدو أكثر وضوحاً، حيث أنهم يعانون من مشكلة أزدواجية اللغة، وما تخلّفها من الآثار النفسية، ناهيكم عن مشاكل أخرى تندرج ضمن محاولات النُظم الحاكمة الدؤوبة لتحقيق التنميط الثقافي، أي فرض ثقافاتها وخياراتها وأساليبها، وبالتالي الفوز بورقة الطفولة الرابحة. ومسؤولية هذا (التدجين الممنهج) يتحمّل الكـرد أيضاً جزءاً منه، وذلك عبر مؤسَّسات عــــدّة، أهمُّها الأسرة التي لم تستطع أن تفهم أطفالها كما يجب، وتؤمِّن لهم احتياجاتهم النفسية والاجتماعية والبيولوجية وأحياناً، إلى جانب المؤسسات الثقافية والإعلامية المتواضعة أصلاً، التي لم تدرك -هي الأخرى- كَنْه الطفولة الحقيقي.

– عرض الدراسة:

بات من المتَّفق عليه أن مرحلة الطفولة هي أهمّ مراحل وأطوار حياة الإنسان، وأكثرها تأثيراً في تشكُّل معالم شخصيته الأساسيّة، وتبلور ملامحها وسماتها العقلية والنفسية والاجتماعية. وقد نالت الطفولة اهتمام المجتمعات الإنسانية ورعايتها على مرّ العصور، لكن بالقدر الذي يؤهِّل الطفل ليكون قادراً على الأعمال الموكلة إليه، وفقاً لنظرة تلك المجتمعات. لكن مع اختلاف النظرة إلى مفهوم الطفولة وعالمها، وتطوّر النظريات حولها، وتركيز فروع العلوم المعرفية (علم نفس الطفل خاصة) على دراستها وسبر أغوارها، ثُبت أن لهذا الكائن قدارت وإمكانات واحتياجات بيولوجية وسيكولوجية خاصة.. لقد أصبحت هذه المرحلة تحتل أهمية كبيرة لدى المعنيين بشؤون التربية، وتنال وافر الاهتمام من قبل العلماء باختصاصاتهم، وأصبحت رعاية الطفل مسألة على غاية من الأهمية لدى المجتمعات المتقدّمة، بل قاعدة أساسية لكلّ عملية تنموية تقوم بها. يقول الباحث السّوري الدكتور بهاء الدين الزهوري(1): (لقد أخذت الدول التي تعمل باتجاه التقدم والازدهار، تضع في حساباتها الأولى، أولوية العناية بالطفولة من جميع جوانبها، وأصبحت العناية بالطفل تحظى باهتمام الأفراد والمؤسسات الاجتماعية والرسمية.) ويتابع الباحث بقوله: (ولكي يكون التوجُّه إلى الطفل صحيحاً، يجب أن ينطلق هذا التوجُّه من المعرفة الدقيقة لظروف هذا العالم المتميز، النفسية والاجتماعية والتربوية، في إطار يسهم في بناء شخصية متكاملة.)

يأتي اهتمام الكرد بالأطفال كاهتمام أزلي، مرتبط بوجود الأطفال أنفسهم، ويظهر ذلك بشكل جليّ من خلال النصائح التربوية المتعلقة بهم، وحضورهم في أشكال المأثورات الشعبية، من قبيل:

  • الأطفال زينة البيوت/  Zarok xemla malan e
  • الأطفال فاكهة البيوت/ Zarok fêkîyê malan e
  • الأطفال كرات ذهبية/  Zarok gulokê zêrîn in

كما تتّضح خصوبة الأرضية التراثية المتعلّقة بهم، عبر تسميتهم لمراحل عمرية يمرُّ بها الطفل، يذكرها الشاعر والباحث: (Konê   Reş/ يعني: بيت الشَّعْر) في مقدّمة مجموعته الشعرية للأطفال: (Şagirtê Bedir-Xan im/ أنا تلميذُ بدرخان) كالتالي(2):

 

الرضاعة Şîrî
الفطام Şîr vekirî
الحبو Çar pê  /Çar lepkî
الوقوف مفرداً Tena
المشي بترنّح Giloxetkî
الوقوف على القدمين Ser linganketî
المراهقة Sîpe /Rewal

– واقع الطفل الكردي:

يمرُّ الطفل الكردي بمراحل النموّ ذاتها التي يمرُّ بها غيره من الأطفال في العالم، ويحمل مثلهم قدرات وطاقات واستعدادات كامنة، ويولد بدرجات ذكاء متقاربة لما يولدون بها، ثم تعمل التربية على اكتشافها وتنميتها.. إلا أن الأطفال الكرد -عموماً- يعيشون واقعاً تعيساً بائساً مؤلماً، قد لا تجد مثيله في العالم، واقعاً يفتقرون فيه إلى احتياجاتهم في الرعاية البيولوجية والصحية أولاً، ويُحرمون الكثير من الحقوق التي كفلتها الشرائع والقوانين، وأقرّتها بنود اتفاقية حقوق الطفل المنبثقة عن الجمعية العامة للأم المتحدة في 20/11/1989 كلّ ذلك باختصار، لأنهم ضحية ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية معقدة، لم يكن لهم يدٌ فيها.

إن أردنا تحديد مجالات التربية والتعليم والثقافة، وهي مترابطة ومتداخلة، فإن السواد الأعظم من الأطفال الكرد لا يزالون يعانون من مشكلات كثيرة، فالسياسات غير العادلة التي تمارسها النظم التي تتحكَّم بالمجتمعات الكردية؛ شملت هذه المجالات أيضاً، فعملت على تربيتهم وفق ما تراها منطلقاتهم، ومنعتهم من التحدّث بغير لغاتها الرسمية، وغذَّت عقولهم بثقافاتها وأفكارها ومفاهيمها، ووفقاً للأسس والقوانين التي تخدم مصالحها، دون أي اعتبار للخصوصية الكردية كشعب وهُويّة، أو مراعاة لميزات المجتمعات الكردية وطبيعتها الثقافية. يضاف إلى ذلك مشكلات أخرى يشترك فيها الأطفال الكرد مع أطفال القومية السائدة، فالمدارس -مثلاً- تعمل لتكريس سياسات الأنظمة الحاكمة عن طريق المناهج أو المناشط التربوية الأخرى، فتقتل فيهم روح الإبداع، وتفرض عليهم أنماطاً سلوكية وفكرية معيَّنة.

أما الوكالات التربوية والاجتماعية والثقافية الأخرى، فهي أيضاً لا تمنح الأطفال فرص التطوّر الكافية لقدراتهم وطاقاتهم الإبداعية، وتحرمهم من ممارسة طفولتهم بحدودها المقبولة، عبر فرضها إملاءاتها المتماهية مع سياسات الأنظمة السائدة. يقول الكاتب أحمد إسماعيل إسماعيل(3): (غير أن هذه الحلاوة والجمالية -يعني بها مرحلة الطفولة- لا تنقلب إلى نقيض، إلا في مجتمع مستلب نخر القهر روحه كالمجتمع الكردي؛ حتى أمست الطفولة فيه أو كادت أشبه بمرحلة الشيخوخة, نتيجة عجز الطفل وعدم فاعليته، وهامشيته في عالم الكبار.) ويستطرد الكاتب قائلاً: (لذلك فإن المتتبِّع لحياة الأطفال الكرد لا يمكنهم بحال من الأحوال, تسمية مرحلتهم الحياتية الآنية بالطفولة, لأنها تفتقر إلى أبسط سمات هذه المرحلة الجميلة والخالية من التعقيدات في حياة الإنسان, كذلك الأمر بالنسبة للصغير الكردي الذي سُمي تجاوزاً بالطفل، بسبب معاناته التي لم تبق من خصائص ومعالم طفولته إلا على حجم جسمه.)

مسؤولية هذا الواقع يتحمّل الكـرد جزءاً منها، عبر مؤسسات عــــدة، كالمؤسسة الأسرية والمؤسسات الثقافية والإعلامية -المتواضعة أصلاً- التي لم تفهم الأطفال، ولم تدرك كنه الطفولة الحقيقي. فالأسرة بصفتها البيئة التربوية الأولى والأساسية التي يتلقّى فيها الطفل مبادئ الحياة الاولى، والوعاء الذي تتشكّل داخله شخصيته، كانت تقوم لوحدها -حتى وقت غير بعيد- بمعظم المهام التربوية والاجتماعية المتعلّقة بالأطفال، وفق ما ترتئيها مصالحها الهادفة إلى الحفاظ على وجودها. وقد حافظت هذه المؤسسة على دورها التربوي هذا حتى مع تطوّر الحياة الإنسانية في العصر الحديث، وظهور المؤسسات الاجتماعية الأخرى.

– الطفل الكردي وثقافة الهيمنة:

إن أفكار الأسرة الكردية عن الطفل هي مضطربة ومشوشة في كثير منها، حيث أنها تعتمد علاقة القمع والتسلط معه، ويكون كل الحقّ لربّ الأسرة في اتخاذ القرارات، واتباع الأساليب التي يراها، حتى إن كانت خاطئة من وجهة نظر التربية الحديثة. لقد واظبت الأسرة الكردية على إشراك أطفالها في الكثير من الأعمال التي تتطلّب من الكبار، رغم إمكاناتهم وقدراتهم الجسدية والنفسية الخاصة، غير مدركة أنه كائنٌ يتفتّح بالحرية واللعب. وللأسف أكررها، ما يزال الكثير من الأسر الكردية تعامل الطفل بالطرق التربوية التقليدية القديمة حتى اليوم.

من خلال مراجعة تصرّفات بعض الأسر مع أطفالها، يتضح لنا جليّاً أن الأوامر والنواهي تمارس كسياسة ثابتة، ربما نتيجة الضغوطات الممارسة عليهم. فنجد الأم -مثلاً- حين تحاول إسكات صغيرها تقوم بتخويفه من الذئب أو الضبع أو الجندي التركي ليسكت وينام، وهي لا تدري أنها تسهم في تنشئة طفلها خائفاً وخنوعاً ومهزوز الشخصية، لا يجرؤ على التعبير عمّا يدور بداخله. كما نرى الأب يركِّز على الجانب التحصيلي لأبنائه، على حساب الجوانب الأخرى التي لا تقل أهمية عنه، فيتقبّل مجلة ثقافية للأطفال على استحياء، بحجة أنها ستؤثّر على دراسته وتعيق متابعته لواجباته البيتية. يقول أحمد إسماعيل إسماعيل(4): (من المعروف أن أكثر وظيفتين تكوّنان دعامة الأسرة، هما: الحماية، التي تعنى بالحاجات المادّية للطفل.. والتربية، التي تخصُّ الجانب النفسي والعقلي والسلوكي للطفل.. إلا أننا في عنايتنا بأطفالنا قد اختزلنا العملية التربوية الأسرية في نطاق الوظيفة الأولى، وذلك بعد تهميشنا للوظيفة الثانية، نتيجة الوضع المعيشي السيئ لأغلب شرائح المجتمع الكردي، والجهل بأهمية وأولوية هذه الوظيفة.)

إن ثقافة الهيمنة تواجه الطفل الكردي في كلّ مكان، سواء بفضل التربية الأسرية التقليدية، أو سياسات الأنظمة، فكلتاهما تفرضان الكثير من الأساليب التي لا تتماشى مع الطبيعة التطوّرية للطفولة. وللأحزاب السياسية والتجمعات الثقافية الكردية المتفرقة دور ضعيف أيضاً، ليبقى هذا المخلوق متأثِّراً بظروف شائكة معقدة داخل الأسرة وخارجها أيضاً. يقول إسماعيل(5): (مما لا شكّ فيه أن مسؤولية دوام هذا الحال لا يقتصر على الأسرة الكردية، التي تعاني ما تعانيه من أزمات؛ ليس الفقر أو الجهل من أسبابه الرئيسة، فللأحزاب الكردية نصيبها الأكثر سوءاً في ذلك، وهي التي لم تتبن أو تلتزم بأية أهداف أو مشاريع تربوية مناسبة، على اعتبارها المؤسسات السياسية المفترضة الواعية والقادرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من طفولة الطفل الكردي المهدورة.)

ويستطرد الكاتب قائلاً: (ولعل ما تفعله بعض هذه الأحزاب، أو ما تقوم به فرقهم الفلكلورية، لا يتعدى في حقيقة أمره، سوى استخدام الطفل من أجل إحياء بعض المناسبات. ويطال الذنب ذاته المثقف الكردي أيضاً.. فالمثقف أو المعني بالشأن الثقافي قد أهمل هذه الناحية الهامة في كل ما ينتج من إبداع: أدب، فن، نقد، بحوث..الخ. وذلك على الرغم من استثمار القاهر للإبداع كأحد آليات قهر الطفل الكردي، تدجيناً، وتهميشاً, وتشويهاً.)

– الآثار النفسية والتربوية لثقافة الهيمنة:

لعل أهم آثار تلك السياسات المتعددة الأطراف: إعاقة النمـو النفسي والاجتماعي الطبيعي للأطفال، والتأثير السلبي عليهم، وحرمان أعداد هائلة منهم من فرص التعليم، بسبب الدخول إلى سوق العمل مبكراً. ناهيك عن التناقضات والأزمات النفسية التي يعيشونها في ظروفٍ كهذه. ويشير الكاتب والشاعر محمود بادلي إلى حالات ثلاث كأزمات حقيقية يعيشها الطفل الكردي منذ ولادته، وهي(6):

– الحالة الأولى، الاغتراب النفسي: ويعني أن تكوين الطفل النفسي والمعرفي واللغوي والعقلي مسلوب ومحتل، وخاضع لهيمنة معارف وخبرات وثقافات غريبة عنه وبعيدة عن الواقع الذي يعيشه.

– الحالة الثانية، هي التمزق الداخلي: ذلك نتيجة الظلم والاضطهاد الذي يعاني منه كل المجتمع الكردي منذ آلاف السنين، والتمزق الداخلي كحالة نفسية يمكن أن يعيشها أي طفل إذا ما تعرض للقسوة والتسلط والخوف بفعل التربية والتعليم المستهدف والمهدِّد للكيان الشخصي.

– الحالة الثالثة هي التمرّد النفسي: والتمرّد صفة فطرية أولاً، وحالة طبيعية لكلّ إنسان يرفض الظلم، والتمرّد يعني رفض السلبيات والسيئات وكل ما هو خطر يهدّد الشخصية في الوجود.

إن عملية التربية التي تعني بمفهومها الحديث الرعاية الشاملة والمتكاملة للإنسان، والتنمية المتوازنة والمتواصلة لجميع جوانب شخصيته، تعدّ بحقّ مؤثراً أساسياً في تطوير المجتمعات والنهوض بها في مواجهة المعوّقات. لذا كان للأطفال على مجتمعاتهم حقّ إكسابهم الخصائص المطلوبة لإعدادهم لعالم المستقبل، والعمل على تعزيز مشاعر الثقة لديهم، وتدريبهم على الاحترام وتقدير الآخرين، وإتاحة الفرص لهم لممارسة الحياة بروحٍ خالية من التعقيد.

الحقيقة أن هذا الاهتمام بالطفولة -الذي بات معياراً للتقدّم والرقي- يحتاج إلى تفاعل جميع المؤسسات المعنيّة، وإلى الكثير من التخطيط والدراسة من قِبلها، وتهيئة الأرضية المناسبة لنموها بشكل سليم من الجوانب الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية. بمعنى أنه يحتاج إلى عمل إصلاحي شامل تتضافر فيه جهود الخبراء والتربويين ورجال الإعلام والأدباء والفنانين والمبدعين، وهذا ما تنمناه لمستقبل الطفولة الكردية.

يقول أحمد إسماعيل إسماعيل(7): (إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يصبح إنساناً إلا بالتربية، فأن تربية القهر الممارسة بحقّ الطفل الكردي -تهميشاً وتدجيناً- قد أهدرت إنسانيته تماماً. هذا الكائن المعذَّب يحتاج منا أول ما يحتاج إلى إعادة تربيته, لأنسنته أولاً.. ولعل أولى الخطوات تجاه أنسنة الطفل تبدأ بإعطاء قدر أكبر من الاهتمام لوظيفة التربية في الأسرة, التربية المسؤولة التي ستبدأ بكسر حالة الإيهام التربوي التي تربط الطفل الكردي بالآخر.. ومتابعة المثقف لسياسة القاهر التربوية لكشف آلياتها, وتقديم البديل الإبداعي المناسب, وإيلاء الأحزاب الطفل والطفولة اهتمامها اللائق من خلال توفير الأجواء المناسبة لتشجيعه وتنمية قدراته في المجالات المختلفة.)

على كلِّ حال، فإنَّ مرحلة الطفولة هي أهمّ مراحل النموّ في حياة الكائن البشري، وأكثرها تأثيراً في مسيرتها كما سبق. كما أن هذه المرحلة الممتدَّة من الولادة، حتى بداية المراهقة، هي أكثر المراحل قابليةً للتفاعل مع ما تتعرّض له من المؤثرات الخارجية، والتي تترك بصمات واضحة عميقة في المراحل العمرية اللاحقة، الأمر الذي يستدعي تضافر جهود جميع المؤسسات التربوية، ووضعها في مسار واحد هو تنمية الشخصية الطفلية تنمية شاملة ومتكاملة.


الهوامش والإحالات: 

  • الجوانب الأساسيّة في ثقافة الطفل، تأليف: د. بهاء الدين الزهوري، منشورات وزارة الثقافة- دمشق 2004.
  • (Şagirtê Bedirxanim/ أنا تلميذ بدرخان) قصائد للأطفال، الطبعة الأولى: 1996، بيروت- لبنان.
  • المثقف التقدّمي، مجلة تعنى بشؤون الفكر والسياسة، العدد 17 حزيران/ يونيو 1999، ص39
  • المصدر السابق، ص (42-43)
  • المصدر السابق، ص (43-44)
  • الحوار، مجلة ثقافية فصلية حرّة تهتمّ بالشؤون الكرديّة، وتهدف إلى تنشيط الحوار الكردي- العربي. سوريا/ قامشلي، السنة الحادية عشرة، العددان 46-47 شتاء وربيع 2005 بحث: الواقع النفسي للطفل الكردي، الكاتب والشاعر محمود بادلي، ص (87-88)
  • المثقف التقدّمي، العدد 17 حزيران/ يونيو 1999، مصدر سابق، ص (44-45)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى