دراسات

استقلالية ” الإعلام السوري البديل” في ظل التبعية السياسية

مقدمة

 في تجارب الحروب والنزاعات، تزداد حدّة الانقسام المجتمعي، ويصبح الجمهور الحلقة الأضعف في اللعبة السياسية، فالعملية أشبه بالتنويم المغناطيسي، تتغير فيها قناعات شريحة واسعة من المجتمع، وتتبلور التوجهات والسلوكيات بناءً على أجندات القائمين على الاتصال الجماهيري، حيث يتم توظيف حالة الانتقال السياسي والفوضى لتحويل الرأي العام إلى ملكية خاصة، وتضليله من خلال حقنه بجرعة متداخلة من المفاهيم السياسية والاجتماعية والدينية الموجهة، وهي غالباً ما قد تترك أثراً على بنيته الفكرية وعلى انتماءاته وميوله وأفكاره.

لذلك لن يجد أرباب هذه الوسائل أفضل من استغلال المنافذ الإخبارية ولواحقها، كأنسب أدوات الحرب الناعمة (الناشئة) تأثيراً وقبولاً؛ كي يحققوا غايات آنية، أو أهدافاً استراتيجية تحمل أبعاداً (سياسية وثقافية ودينية).

بعد 10 أعوام من الحرب السورية، يمكننا أن نتلمس مما سبق تقديمه؛ على أن كثير من وسائل الإعلام السوري البديل غاب عن هويتها الإعلامية وظيفة الانتماء لمطالب المجتمع، وجُرِّدت سيادتها الإعلامية من الاستقلالية، واقتصر الولاء للممول والراعي الرسمي للمحطة المتلفزة أو الإذاعة أو الوكالة والصحيفة.

ومن هنا؛ لم تترجم هذه الوسائل الناشئة سخاء المال المقدم لها من كل حدب وصوب إلى موروث إعلامي مهني يخدم مطالب الشارع السوري، وعجزت عن التقدّم بخطوات واضحة نحو تحقيق العدالة، والشفافية، والمسؤولية الاجتماعية، والاخلاقية، بل على العكس تماماً فقد انزلق الكثير منها إلى هاوية التبعية والمناكفة السياسية، وتحولت بأدواتها الإعلامية المتشعبة إلى فضاء سيبراني يستقطب التجاذبات السياسية، ويُمهد لواقع غير مأمول، تتشظى فيه انتماءات الهوية والفكر والمعتقد.

أطـر الدراسـة

سيتم تقسيم الدراسة إلى أربع أطر رئيسية:

أولاً: الإطار المنهجي يضم (الإجراءات المنهجية، ومفاهيم الدراسة).

ثانياً: الإطار النظري ينقسم إلى ثلاث محاور أساسية هي: (نظريات التأثير الإعلامي، الاستقلالية الإعلامية، تجربة الإعلام السوري البديل).

ثالثاً: الإطار التحليلي ويتضمن تحليل وتفسير جانبين أساسيين، هما: (1-الخارطة الإخبارية، وتشمل: التوزع الجغرافي لوسائل الإعلام البديل، وهوية وسائل الإعلام البديل، واستقلالية الإعلام البديل في ظل التبعية السياسية، والتأطير الإعلامي للهوية وتنميطها)، (2-التبعية السياسية، وجوهرها: التبعية السياسية، وملامح التبعية السياسية في الإعلام السوري البديل).

رابعاً: إطار النتائج والتوصيات يضم النتائج المستخلصة، والتوصيات التي تم التوصل إليها، إلى جانب توثيق المراجع، وعرض الملاحق).

لتحميل الدراسة كاملة

زر الذهاب إلى الأعلى