دراسات

أسد الدين شيركوه (المعارك والخصال)

كان القسم الأعظم من منطقة الشرق الأوسط، يمرّ بظروف عصيبة، ما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر الميلادي, حيث كانت تابعة وقتئذٍ للخلافة العباسية، التي فقدت قوتها وهيبتها السياسيّة في زمن آخر خلفائها, إذ كان نظام الحكم فيها قد انتقل من المركزية إلى اللامركزية, وكانت قوة غريبة عن المنطقة قادمة من أطراف بعيدة معتنقة الفكر الإسلامي كالبويهيين والأراتقة والسلاجقة, تتصارع على أراضيها, بالإضافة إلى وجود الصليبين في مناطق واسعة من الأناضول، وأجزاء من بلاد الشام، التي كانت تشكّل خطراً حقيقياً على الإسلام, ناهيك عن بروز الفاطميين في مصر، وهي الدولة التي نشأت على هامش الخلافة العباسية واتخذت المشروع الشيعي بديلاً.
في بدايات القرن الثاني عشر الميلادي صعد نجم الأتابكة الذين سيطروا على مقاليد الأمور في الدولة السلجوقية وأصبحوا سلاطين عليها, فخضعت الموصل في عام 1127م لعماد الدين الزنكي الذي كان في أول أمره أتابكاً(1) حيث عمل على تنظيم معظم الجزيرة الفراتية، تحت إمرته وصولاً حتى المناطق الشمالية (2) كما أنّه استطاع انتزاع مدينة الرُّها من قبضة الفرنجة البيزنطيين سنة 1144م ، بعد حكم دام قرابة النصف قرن.
بعد وفاة عماد الدين الزنكي, اقتسم ولداه مملكته فيما بينهما, فسيف الدين غازي استولى على الموصل حتى الخابور، فيما سيطر نور الدين محمود على مناطق أخرى من سوريا متخذاً فيما بعد من حلب قاعدة لحكمه.
في الطرف الأخر كان الصليبيون يحكِمون قبضتهم على الشريط الساحلي من سوريا وفلسطين ولبنان، وأجزاء واسعة من تركيا، وكانوا يطمعون بالسيطرة على دمشق بعد استرجاعهم الرها إبان موت عماد الدين, حيث أنّ دمشق كانت حينها خاضعة للحكم البوري.(3)

بروز شخصية شيركوه
في ظلّ هذه التطوّرات الحاصلة في الشرق، وفي مرحلة تعدّ من أهمّ مراحل تاريخ الحروب الصليبية، برزت شخصية شيركوه ودور الأيوبيين، الذين ساهموا في صنع أحداث التاريخ الإسلامي على مدار أكثر من ثلاثة أرباع قرن.
يعود أصل الأيوبيين إلى قبيلة كردية من “الروادية” وهم فخذ من البطون “الهذبانية”, وهي قبيلة كبيرة من الكرد، ومن أشرافهم ولم يستعبدوا من قبل أحد تاريخياً, كانوا يستوطنون قرية جميع سكانها من الكُرد (4) تعرف باسم ” أنقان ” أو ” أذنقان” بالقرب من بوابة دوين (5) الواقعة على الضفة اليسرى لنهر جارني في بلاد أران (6) من أذربيجان بالقرب من مدينة تفليس.
غير أنّ بعض الأيوبيين وأخصّ بالذكر المعزّ اسماعيل بن سيف الإسلام بن أيوب ملك اليمن (1197-1202) م ادّعى أنّه من بني أمية، الأمر الذي دفع بالكثير من الباحثين إلى إلصاق النسب العربي بهم، وهو ما كان صلاح الدين قد أنكره حين قال ” ليس لهذا الأصل أصلاً ” وكذلك فعل الملك العادل بقوله “لقد كذب إسماعيل, ما نحن من بني أمية أصلاً”.(7)
كانت هذه العائلة مثل معظم الكُرد من المسلمين السنة, يدينون بالمذهب الشافعي, ويتسمون بالجسارة إلى جانب تحلّيهم بالدهاء السياسي(8), انتقل شادي جدّ صلاح الدين – الرجل الذي وصف من قبل إيليسيف على أنّه ” الرجل الممتلئ حكمة والعارف بالطبيعة البشرية” (9) برفقة ولديه أيوب وأسد الدين شيركوه إلى بغداد في عشرينيات القرن الثاني عشر, وفي جعبتهم أفكار كيان نظام كامل من الشؤون السياسية والسلوك السياسي(10), وذلك بناء على دعوة بهروز الرومي (11) صديق شادي الذي فوّضه ليكون مسؤولاً عن قلعة تكريت الواقعة على نهر دجلة في منتصف الطريق إلى الموصل شمال بغداد، حيث أنّ تكريت كانت من حصة بهروز المعروف بمجاهد الدين، والذي كان يشغل منصب حاكمٍ ببغداد، ومنصب قائد الشرطة فيها في ذلك الوقت.
توفي شادي في تكريت ودفن فيها, ثم تولى أيوب والد صلاح الدين مكان أبيه، في عام 1131م دخل عماد الدين الزنكي – أتابك موصل – في صراع مع الخليفة العباسي المسترشد بالله, وعلى إثرها هاجم الزنكي بغداد، إلا أن جيشه مني بخسارة فادحة, مما اضطره إلى الانسحاب باتجاه تكريت طالباً النجدة من أيوب للعودة إلى الموصل, حيث لم يبخل الأخير بتقديم الدعم والمساعدة له ولجيشه (12) بل بالغوا في إكرامه, فقد بقي عماد الدين وجيشه في ضيافة آل أيوب قرابة 15 يوماً.
بعدها وتحديداً في عام 1137م قَتل شيركوه عم صلاح الدين أحد الكتبة العاملين أو الإداريين ممن كان موالياً لبهروز، وذلك بسبب تعديه على إحدى الجواري في القلعة (13), الأمر الذي أغضب بغداد، مما جعل بهروز يأمر أيوب وشيركوه بترك البلاد فوراً.
غادرت الأسرة تكريت في عام 1138م متجهين إلى الموصل بعد أن استدعاهم الزنكي رداً للجميل, حيث دخل الأخوان أيوب وشيركوه في خدمته.

معارك شيركوه في بلاد الشام
انخرط الأخوان في سلك جنده وشاركا عماد الدين في جميع حروبه وفي شؤون أتابكيته (14) الأمر الذي دفع بالزنكي إلى اقطاعهم اقطاعات وافرة.
ساهم آل أيوب في فتح بعلبك بعد حصار دام قرابة شهرين, مما جعل الزنكي يقوم بتعيين نجم الدين أيوب حاكماً عليها, أما شيركوه فقد التحق بخدمة نور الدين بعد وفاة والده عماد الدين أثناء حصاره لقلعة جعبر.
توجّه نور الدين زنكي بعد وفاة والده باتجاه حلب وأخذها عملاً بنصيحة أسد الدين شيركوه (15) الذي قال له “رأيت أن أصيّرك إلى حلب, وتجعلها كرسي ملكك, وتجتمع في خدمتك عساكر الشام….. ومن ملك حلب استظهر على بلاد الشرق “, كما أنّ نور الدين كان قد استرجع الرها مرة أخرى من الصليبيين.
بعدها وجّه نور الدين أنظاره نحو الشام الخاضعة للنفوذ البوري, الذين كانوا قد انتهزوا فرصة وفاة الزنكي للتحرك ضد بعلبك وحصارها, حيث اضطر حينها نجم الدين أيوب التنازل عن بعلبك، مقابل الحصول على اقطاعات له في الشام، بعد تعذر وصول الإمدادات الزنكية (16) التي كان قد طالب بها من سيف الدين الزنكي، الذي كان منشغلا بترتيب الممالك الشرقية، وكذلك من أخيه نور الدين الذي كان هو الآخر ملتهياً بتدمير الرها.
شيركوه – الذي ساهم مع نور الدين في السيطرة على الحاضرة الشامية، بل كان له الدور البارز في ذلك (17) – أصبح من أقرب أصحابه ومقدّماً على سائر أمرائه، حيث جعله أكثرهم قدراً، وأعلاهم شأناً بسبب شهامته وشجاعته وإقدامه في الحرب على ما لا يقدِم عليه غيره, كما أنّ نور الدين خصّص له الرحبة وحمص وغيرهما (18) مكافأة له على تلك الأعمال والبطولات.
من جهة أخرى، وبعد أن استلم نجم الدين أيوب اقطاعاته في دمشق, أصبح مع مرور الزمن مسؤولاً عن أمنها الداخلي وقائداً لقواتها(19), حيث استطاع بدهائه خلال الحملة الصليبية الثانية في عام 1148م منع الفرنجة من التقدّم والاستيلاء على دمشق, لكن عندما ازدادت أطماع نور الدين في ملك دمشق طلب من شيركوه بمكاتبة أخيه من أجل السعي في تسليم البلد لنور الدين وأخذها من صاحبها مجير الدين أبق, فكان له ما أراد وذلك في عام 1154م , والفضل في ذلك يعود أيضاً للقائد الأيوبي أسد الدين شيركوه (20)، الذي كان برأي أبي شامة “له اليد الطولى في فتحها” حيث أنّه كان قائداً للقوات المحاصِرة أثناء هجوم نور الدين على دمشق، في حين كان أيوب على رأس حاميتها ولم يبخل بالمساهمة في إنجاح تلك المهمة.(21)
يُذكر أن توتراً كان قد حصل بين نور الدين وشيركوه (22) بعد أن التجأ نجم الدين إلى المعسكر الدمشقي إبان حادثة بعلبك وتسليمها للبورين, وقد يكون السبب الرئيسي في هذا الخلاف هو أنّ شيركوه من أبدى الاستياء بسبب صمت الزنكيين، وعدم تدخلهم لمساندة نجم الدين خلال فترة حصاره في قلعتها وتركه يواجه المصير وحيداً.
بعد أن أصبحت دمشق في عهدة الدولة الزنكية اجتمع الأخوان شيركوه ونجم الدين أيوب مجدداً في خدمة نور الدين، مما دفع نور الدين إلى تعيين نجم الدين أيوب والياً على دمشق، وشيركوه حاكماً على حمص ونائباً عنه في دمشق, وصلاح الدين يوسف بن أيوب على الديوان، ومن ثم رئيساً للشرطة في دمشق, ثم أوصى بعد ذلك أن تسند ولاية دمشق لشيركوه (23) خلال فترة مرضه.

معارك شيركوه في مصر
ساهم شيركوه أيضاً في قيادة القوات الزنكية للاستيلاء على مصر، وضمها لبلاد الشام، بعد وضعه حداً للأطماع الصليبية الساعية حينها إلى السيطرة عليها.
فقد كانت مصر في ظلّ الدولة الفاطمية، وتحديداً في عهد العاضد لدين الله آخر الخلفاء الفاطميين، تعيش حالة من التخبط وعدم الاستقرار والفوضى.
في سنة 1160م اغتيل الوزير طلائع بن رزيك، الأمر الذي سبّب خلافاً بين ابنه وبين شاور، الذي كان قد عيّن من قبل طلائع حاكماً أو وزيرا على مصر العليا, انتهت بانتصار شاور, ثم سرعان ما انقلب عليه أحد قواده واسمه ضرغام، وذلك بالتنسيق مع الخليفة العاضد انتهت بإزاحته من منصبه, مما أجبر شاور اللجوء للشام، حيث نور الدين طالباً يد العون والمساعدة (24) من أجل استرداد الوزارة.
قبل نور الدين مساعدته، وطلب من شيركوه حاكم حمص استرجاع شاور للحكم (25). في عام 1164م سار شيركوه ومعه ابن أخيه صلاح الدين إلى مصر, استطاع في بادئ الأمر التغلّب على الجيش المصري في بلبيس، بالرغم من قلة عددهم وعتادهم على غرار الجيش المصري, جاء رهانه على النصر بسبب معرفته بقدرات جيشه، على عكس المصريين الذي لم يكن شيركوه يثق بقدراتهم، حيث قال ” إنّ معظمهم من الفلاحين الذين يجمعهم قرع الطبول وتفرّقهم عصا” (26) ,وفي نفس الوقت كان شاور يسيطر على الفسطاط.
انتقل شيركوه بعدها إلى القاهرة، حيث تمكن من قتل ضرغام وهزيمة جيشه، بعد أن تخلى عنه أنصاره, وبموته استولى شاور على الوزارة وتصالح مع الخليفة العاضد, وعندما شعر شاور بالقوة امتنع عن دفع تكاليف الحملة، ونقض العهد مع شيركوه (27) بعد أن لمّح لدفع ثلاثين ألف دينار فقط, طالباً منه العودة إلى الشام، الأمر الذي أغضب شيركوه فرفض العرض, وعندما التمس شاور إصرار شيركوه على المطالبة بكامل حقه، وتنفيذ بنود الاتفاق بحذافيره، لجأ إلى الملك أمالريك الإفرنجي صاحب القدس للتدخل ضدّ شيركوه وجيشه, فما كان من الإفرنجة إلا الاستجابة، وتم على إثره حصار شيركوه في بلبيس, لمدة ثلاثة أشهر (28) وهناك من يقول ثمانية أشهر (29)، وهو يعاديهم القتال ويراوحهم، حيث لم يظفروا منه بطائل، بالرغم من هشاشة سور بلبيس المبني من الطين، وغير المرتفع، وعدم وجود خندق أو فصيل يحميه (30), ولكنهم عادوا فمنحوه حرية الانسحاب إلى دمشق، بعد أن طالبوه بالصلح بمقابل أن يلحقوا بانياس, حيث كانت محمياتهم في الشمال، وتحديداً قلعة حارم, الواقعة بين إنطاكيا وحلب, وبانياس بالقرب من حمص تتعرض للضغوطات من قبل جيش نور الدين والتي وردت أنباء عن سقوطهما في يد نور الدين.
خلال عملية الانسحاب من بلبيس كان شيركوه آخر المنسحبين من جيشه, حينها أتاه إفرنجي وقال له ” أما تخاف أن نغدر بك “, فردّ عليه ” ياليتهم فعلوا حتى كنت ترى ما لم ترَ مثله, كنت والله أضع فيه السيف، فلا يقتل منا رجل حتى يقتل رجالا “, وقال ” والله لو أطاعني أصحابي لخرجت إليكم من أول يوم, لكنّهم امتنعوا “, فرد عليه الإفرنجي ” كنا نعجب من فرنج هذه الديار, ومبالغتهم في وصفك وخوفهم منك, أما الآن فقد أعذرتهم” (31) ثم رجع عنه فعاد شيركوه إلى الشام سالماً.
بعدها بثلاث سنوات، وبعد اقناعه لنور الدين (32) عاد شيركوه على رأس جيش مجهز, مرة أخرى إلى مصر، بعد أن كان قد تعرّف على أوضاع مصر، وطبيعة أهلها، ورأى ضرورة السيطرة عليها وامتلاكها، خشية وقوعها في يد الفرنجة، كما هي حال القدس ومناطق أخرى من سواحل الشام.
توجّه شيركوه بجيشه باتجاه الجنوب، إلا أنّ أمالريك ترك فرقة من الفرنجة في القاهرة، وانطلق لملاحقة شيركوه, حيث التقى الجيشان عند موضع يعرف بالبابين في مارس عام 1167م, كان مع شيركوه ألفا فارس فقط، بينما الطرف الآخر كانوا عشرات الألوف بحسب الأنباء الواردة لشيركوه من بعض عيونه (33) إلا أنّه عزم على لقائهم وقتالهم بعد استشارته للبعض من قاداته، الذين أفادوا بضرورة عدم المواجهة في البداية، بسبب كثرة عددهم وعتادهم، إلا أنّ شيركوه عمل برأي شرف الدين برغش (34) الذي قال “من يخاف القتل والجراح والأسر فلا يخدم الملوك, بل يكون فلاحاً أو مع النساء في بيته” وكان صلاح الدين قد وافقه هذا الرأي أيضاً، قبل أن يعود الجميع ويتفقوا على القتال.
جعل شيركوه أثقاله في القلب ليتكثّر بها, وجعل ابن اخيه صلاح الدين في القلب, وأوصاهم بقوله “متى حملوا عليه أن يندفع بين أيديهم قليلا, فإذا عادوا فارجعوا في أعقابهم” (35) واختار من يثق بشجاعتهم ووقف بهم في الميمنة, فهزمهم بعد أن أكثر فيهم القتل والأسر، وكان هذا من أعجب ما يؤرخ بحسب ابن الأثير “إن ألفي فارس تهزم عساكر مصر وفرنج الساحل”.
بعد البابين اتجه شيركوه إلى الاسكندرية، حيث كان يضمن ولائها بسبب وجود أشخاص كانوا على علاقة ودية به كالشريف الإدريسي, فدخلها باتفاق مع أهلها، وأبقى صلاح الدين فيها وقال: “أنا لا يمكنني أن أحصر نفسي” (36) فيما توجّه هو إلى الصعيد، فاستولى عليها وقام بجباية خراجها, إلا أنّ الفرنجة وشاور تجمّعوا من جديد، وحاصروا صلاح الدين في الإسكندرية لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر (37) فصبر صلاح الدين، وصبر معه أهالي الإسكندرية على الحصار، إلى أن عاد أسد الدين لمساعدتهم، بعد أن كان قد تلقى رسالة موجهة إليه من صلاح الدين، داعيا إياه إلى التدخل وحلّ مسألة الحصار بالسرعة القصوى (38), بعودته هرع الفرنجة، وتم الصلح بين المصريين وشيركوه، بعد أن دفعوا له خمسين ألف دينار مقابل الانسحاب إلى الشام والتقيّد بشروطه التي نصت على إجلاء الفرنجيين عن مصر وعودة الإسكندرية إلى أهلها.
لكن تبيّن بعد انسحاب شيركوه أنّ المصريين قد وافقوا على إقامة حامية إفرنجية في مصر، وكذلك وافقوا على أن يكون لهم مفوَّض في القاهرة، إلى جانب دفع المصرين لجزية ضخمة إليهم, كلّ هذه المطالب كانت سبباً في نشوب خلافات بين المتحالفين، الأمر الذي دفع بالفرنجة لمحاصرة شاور في القاهرة، فما كان من العاضد إلا الاستنجاد بنور الدين مرة أخرى.
أوكل نور الدين المهمّة لشيركوه للمرة الثالثة، الأخير الذي عاهد على أن لا يعود خالي الوفاض. انطلق شيركوه برفقة ثمانية آلاف مقاتل مدجّجين بالسلاح والدواب والثياب, منهم ستة آلاف فارس، كان شيركوه قد استطاع حشدهم خلال شهر، بقوة المال الذي تقاضاه من نور الدين مصروفاً للحملة، والذي قدر بمئتي ألف دينار, هؤلاء الفرسان كان معظمهم من قبيلة الياروقية التركية (39) الذين تم إفساد بعضهم فيما بعد من قبل شاور (40), ومعه كذلك مجموعة من الأمراء، من بينهم صلاح الدين الذي أصرّ شيركوه على مرافقته له حين قال لنور الدين ” لا بدّ من مسيره معي ” (41) بالرغم من اعتراض صلاح الدين وكرهه لهذه الحملة. (42)
عندما أصبح شيركوه على مشارف مصر غادرها الفرنج إلى بلادهم خائبين (43), وصل شيركوه إلى القاهرة ودخل إليها واجتمع بالعاضد لدين الله, وخلع عليه, وعاد إلى مخيّمه.
كان شاور في هذه الأثناء يفكر في طريقة للتخلص من شيركوه، حيث كان قد عزم على ترتيب دعوة له ومن معه من الأمراء، من أجل القبض عليهم وقتلهم، إلا أنّ ابن شاور واسمه “الكامل” قد نهاه (44) بالقول ” ليس بينك وبين عودة الفرنج إلا أن يسمعوا بالقبض على أسد الدين”، وكذلك أشار الكامل إلى أبيه شاور أنّه بمجرد أن يموت شيركوه، فهذا يعني خسارة نور الدين ودعم دمشق لمصر أمام أي خطر آخر.
انتهى الأمر في النهاية بالقبض على شاور من قبل جرديك وبرغش (45) مع العلم أنّ شيركوه كان قد نهى جماعته عن التعرض لشاور (46) والقيام بقتله، وكان قد أرسل عيسى الهكاري لتحذير شاور من القدوم إلى المعسكر الشامي (47), وأنّه عندما تم القبض على شاور وقتله كان شيركوه خارج المعسكر، في زيارة لقبر الإمام الشافعي، إلا أنّه سرعان ما عاد بعد سماعه بخبر اعتقاله، فوجده مقتولاً بناء على طلب الخليفة العاضد، الذي كان قد أمر بأخذ رأسه (48), بعد موت شاور دخل شيركوه القاهرة آمراً الناس بالاستيلاء على أملاك شاور وأخذها.
بعدها خلع العاضد على أسد الدين خلع الوزارة، فلبسها وسار ودخل القصر وفوّضت إليه الوزارة والتقدّم على الجيش، حيث لقب بالملك المنصور أمير الجيوش، وذلك عبر منشور رسمي جاء على الشكل التالي :” بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله ووليه أبي محمد الإمام العاضد لدين الله أمير المؤمنين إلى السيد الأجلّ الملك المنصور سلطان الجيوش ولي الأئمة, مجير الأمة, أسد الدين, كافل قضاة المسلمين, وهادئ دعاء المؤمنين, أبي الحرث شيركوه- العاضدي- عضد الله به الدين، وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين, وأدام قدرته وأعلى كلمته….”.
بعد أن انتظمت الأمور لأسد الدين بالديار المصرية، وقضائه على الاضطرابات والفوضى, أقطع البلاد للعساكر التي رافقته في حملاته ولبعض قادته ومنهم صلاح الدين (49), وولى الأعمال إلى من يثق بهم (50) وعيّن كاتباً للقصر, وفوض ابن أخيه زمام الأمر والنهي لكفايته ودرايته وحسن تأنيه وسياسته حتى بات مباشراً للأمور ومقرراً لها. (51)

خصال شيركوه
كان شيركوه الأخ الأصغر لنجم الدين أيوب وكان برفقة والده شادي عند قدومه إلى تكريت, فقد كان قصير القامة وأحمر الوجه وسمينا وحاد الطباع, سريع الغضب, أمينا ومخلصاً لأنصاره ورفقائه، فعندما توفي جمال الدين الأصبهاني (53) قام شيركوه بنقل جثمانه إلى المدينة المنورة، بعد أن أكثر من قراءة القرآن بناء على عهدٍ بينهما (54), وكان عادلاً إذ أن زوال ماله عنده، كان أحب عليه من أن يراه نور الدين بعين ظالم (55), كما كان شديد الحماس, شجاعاً وجسوراً، إذ لم يُرَ على ظهر فرس قط أشجع ولا أثبت منه (56), صبوراً في الحرب, مغواراً حتى قال له النيسابوري يوماً:” لا تخاطر بنفسك يا مولانا السلطان فإنّك لو قتلت قتل جميع من معك” (57)، وكان ماهراً بالأمور العسكرية الأمر الذي دفع بنور الدين إلى تعيينه قائداً لجيشه، ونائباً له في حلب ودمشق, عنيداً في المطالبة بحقّه، حيث أصرّ خلال حملته الأولى على أن يقوم شاور بتنفيذ الاتفاق الذي كان ينصّ على دفع ثلث دخل البلاد إليه بعد نجاح حملته، وإعادة شاور لمنصبه، ولما أيقن شاور أنّ شيركوه لن يتراجع عن مطلبه، قام بفعلٍ قاده إلى حتفه فيما بعد.
كان شيركوه جندياً بارعاً، بل عبقريا حظي بالحب الخالص من معظم رجاله ومحنكاً بالخطط العسكرية، وهو الذي اتبع أسلوب التقهقر المصطنع لامتصاص الهجوم في معركة البابين (58) وقهر الفرنجة, كما أنّه كان شديد الذكاء في قراءته للخصم، فكان يدرك أنّ المصريين لن يصمدوا بوجه جيشه، كما كان نافذاً للبصيرة، وهو الذي وصف مصر بالبقرة الحلوب بالنسبة لخزانتهم (59) بسبب أهميتها من الناحية الاقتصادية، وأنّها مملكة تمشي فيها الأمور بمجرد الإيهام والمحال (60) وأنّ مصر باستطاعتها حشد آلاف العسكر لتزويد جيشه؛ أي ما يعادل ثلاثة جيوش مقابل كلّ جيش تحشده دمشق (61).
اهتم شيركوه بالعلماء ودعمهم، كعيسى الهكاري الكردي الذي رقاه ليصبح أميراً وإماماً شخصياً له، وكذلك بهاء الدين قراقوش الذي كان مملوكاً مخصيّاً فأعتقه شيركوه, كما اهتم شيركوه بالعلم فبنى مدرستين في حلب واثنتين في دمشق (62) منها المارستان الذي بناه من أموال الفدية التي تلقاها لقاء التخلّي عن بعض القادة الفرنج، الذين كان قد أسرهم هو بنفسه خلال حملاته في مصر، والتي ساهمت في تخريج المئات بل الآلاف من الفقهاء, بل كان أول من يبني المدارس من بين المحيطين بنور الدين لتدريس المذهبين الحنفي والشافعي (63)، كذلك اهتم بالأدباء والشعراء كأبي عبد الإله الكيزاني، الذي كان على علاقة وثيقة به، وابن مرزوق اللذان أولاهما شيركوه اهتماماً خاصاً، لا سيما خلال حملته الأولى على مصر.
تسابق الشعراء في مدحه ومنهم عماد الدين الأصفهاني وعمارة بن علي اليمني وعرقلة الدمشقي، الذي قال في أحد أبياته:
هو الأسد الذي مازال حتى بنى مجداً على السبع الطباق
كما أنّه كان دبلوماسيا مخضرما، فما لبث أن دخل القاهرة في أولى حملاته حتى تقارب مع الخليفة العاضد لكسب ودّه (64) وبالتالي كسب ودّ المصريين طمعاً في تسهيل مهمّته, كما أنّه لم يكن يميل إلى العنف بطبعه وهو في مصر, حيث ساعدت مرونته على كسب ثقة العاضد أيضاً, والتزم عدم إثارة المشاعر الشعبية إلى جانب احتوائه لقيادات ليست واضحة الولاء نحوه. (65)
كان يهوى اللجوء إلى الطبيعة، حيث الهواء الطلق والراحة والسلوى ويهوى لعب الصولجان، وكان يفضل البقاء على صهوة جواده بدل البقاء في الوزارة، حيث شهد في كثير من الأحيان، وهو يوقع الوثائق الرسمية من على ظهر الجواد (66).
خلّف شيركوه ولداً واحداً وهو ناصر الدين محمد بن شيركوه الملقب بالملك القاهر، كان قد أعطاه صلاح الدين حمص التي بقيت بيدهم مائة سنة (67) وحين توفي قامت زوجته وبنت عمه ست الشام بنت أيوب بنقل جثمانه إلى دمشق، حيث دفنه بجانب أخيها توران شاه بن أيوب, بعده استلم حمص ابنه أسد الدين شيركوه، وكان له أيضاً الرحبة وتدمر والخابور (68) وماكسين (69) حيث خلف مجموعة من الأولاد.
إنّ الدولتان الأيوبية وقبلها الزنكية تدين لسواعد أبي الحارث شيركوه بن شادي بن مروان الملقب بالملك المنصور أسد الدين عم يوسف صلاح الدين الأيوبي, الذي كان له الفضل في توسّع الدولة الزنكية وترسيخها، بعد أن ساهم في جميع الحملات العسكرية التي قام بها نور الدين وقبله عماد الدين، وكان له الفضل في إنقاذ الدولة من الأخطار التي كانت تعرضت لها من جانب الصليبيين، كما كان له الفضل الأعظم في وضع حجر الأساس للدولة الأيوبية، حيث كان السبب في بروز صلاح الدين، فما كان إصراره على مرافقة صلاح الدين له خلال حملاته على مصر، إلا لدفعه بالانتقال من الصف الثالث في القيادة إلى المقدمة(70), فكانت حادثة الإسكندرية وموقعة البابين تزيد من رصيد المقاتل الشاب وتكسبه شعبية في أوساط المصريين والفرنجة على حدٍّ سواء.
كان صلاح الدين بالنسبة لعمه صمّام الأمان ومركز ثقته، والمفتاح الذي من خلاله يحقّق جميع أهدافه، فكان يستشيره في جميع الأمور (71) ويعتدّ برجاحة عقله وحسن تدبيره ودرايته بأمور الحرب والقتال، بالرغم من صغر سنه، وثقته بصلاح الدين لم تكن لها حدود، حينما أصبح شيركوه وزيراً على مصر عيّن صلاح الدين قائداً عاماً للجيش الشامي (72), كما أنّ صلاح الدين نفسه كان يسعى لتطوير علاقته مع عمه أكثر من علاقته بأبيه (73)، حيث أنّه كان يبهره أسلوب عمه ومهاراته العسكرية، أكثر مما تبهره طبيعة أبيه الدبلوماسية, وبالتالي كان يقضي وقته ما بين حلب والشام، لا سيما إنّه كان الوسيط لنقل الرسائل والمعلومات بين عمه ونور الدين، وهو الذي استلم مكان عمه في مصر، بدعم من مناصريه، بالرغم من امتناع البعض كالمير التركي عين الدولة الياروقي (74), فكانت بداية بزوغ الدولة الأيوبية.
كما أنّ الشرق أيضا يدين لبسالة هذا القائد الذي كان أول من حطّم حلم الإفرنجة بالسيطرة عليها، بعد أن دكّ حصونهم وقطع دابرهم في مصر والرّها والشام.
توفي أسد الدين بعد شهرين وخمسة أيام من توليه للوزارة وذلك في آذار/ مارس 1169م بسبب مرض اعتراه، وكان يعرف بداء الخانوق (52) ينتج من كثرة الأكل وتناول اللحوم الدسمة، فدفن بظاهر القاهرة بدايةً، إلى أن توفي أخوه نجم الدين أيوب فحملهما صلاح الدين إلى المدينة المنورة بناء على وصية منهما.
بموت شيركوه يكون الإسلام قد فقد أحد أعظم القادة والرجال العسكريين التي انجبتها ساحات المعارك على مرّ العصور.


الهوامش
(1) أتابك: وهو لفظ كان يطلق على كبار رجال الدولة والأمراء البارزين الذين يمتون بصلة القرابة إلى السلاجقة. (2) كارل بروكلمان, تاريخ الشعوب الإسلامية, صـ 347.
(3) البوريون: قوم ينتمي بدورهم أيضا إلى أتابكة السلاجقة، وكانوا قد حكموا دمشق قرابة خمسين عاماً خلال الفترة الممتدة بين 1104-1154
(4)محمد سهيل طقوش, تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام, صـ 16.
(5) دوين بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ساكنة وآخره نون: بلدة من نواحي أران في آخر حدود أذربيجان بالقرب من تفليس, منها ملوك الشام بني أيوب, معجم البلدان 2/491.
(6) أران: بالفتح وتشديد الراء وألف ونون: اسم أعجمي لولاية واسعة وبلاد كثيرة, منها جنزة، وهي التي تسميها العامة كنجة وبرذعة وسمكور وبيلقان وبين أذربيجان وأران نهر يقال له الرس, كلّ ما داوره من ناحية المغرب والشمال, فهو من أران, وما كان من جهة الشرق فهو من اذربيجان.. معجم البلدان 1/136.
(7) ابن واصل, مفرج الكروب في أخبار بني أيوب ج1, صـ 4.
(8) عبد الرحمن عزام, صلاح الدين, صـ 41.
(9) المرجع السابق, صـ 41
(10) المرجع السابق, صـ 41.
(11) تقول المصادر أنّ بهروز وشادي كانا صديقين في دوين, إلا أنّ بهروز ضبط في وضع مخلّ مع زوجة أحد الموظّفين الكبار, فتم إخصاؤه, قبل أن يلتحق بخدمة السلاجقة، حيث وظّفه السلطان مسعود لرعاية أولاده, وهي وظيفة لا يتولاه سوى الخصيان, ومنذ تلك الفترة ازدهرت حياته المهنية، حتى صار حاكم بغداد وقائد الشرطة فيها, وهو منصب تولاه لمدة ثلاثين سنة حتى وفاته سنة 1145.
(12) المقريزي, السلوك لمعرفة دول الملوك, صـ 149- ابن بردي, النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة, صـ 4.
(13) ابن كثير, البداية والنهاية, ج12, صـ 271.
(14) السيد الباز العريني, الشرق الأدنى في العصور الوسطى, صـ 25.
(15) أبي شامة, كتاب الروضتين في اخبار الدولتين, صـ 168-169.
(16) ابن واصل, المرجع السابق, صـ 10- عبدالرحمن عزام, المرجع السابق, صـ 44.
(17) إبراهيم بيضون, تاريخ بلاد الشام في العصور الإسلامية, صـ 337.
(18) السيد الباز العريني, المرجع السابق, صـ 26- ابن بردي, المرجع السابق, صـ 5.
(19) محمد سهيل طقوش, المرجع السابق, صـ 19- عبد الرحمن عزام, المرجع السابق, صـ 53.
(20) ابن كثير, المرجع السابق, صـ 260- إبراهيم بيضون, المرجع السابق, صـ 336.
(21) ابن واصل, المرجع السابق, صـ 10.
(22) عبدالرحمن عزان, المرجع السابق, صـ53.
(23) محمد سهيل طقوش المرجع السابق, صـ 19.
(24) محمد كرد علي, خطط الشام ج2, صـ 34- قاسم عبده قاسم/على السيد علي, الأيوبيين والمماليك صـ23.
(25) محمد كرد علي , المرجع السابق, صـ 34- ابن واصل, المرجع السابق, صـ 138.
(26) عبد الرحمن عزام, المرجع السابق, صـ 81.
(27) محمد كرد علي, المرجع السابق, صـ 34- ابن الأثير, الكامل في التاريخ, ج9, صـ 466.
(28) ابن العديم, زبدة الحلب من تاريخ حلب, صـ 345.
(29) محمود شاكر, التاريخ الإسلامي ج2- الدولة العباسية, صـ 204.
(30) ابن الأثير, التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية بالموصل, صـ 122.
(31) ابن واصل, المرجع السابق, صـ 140,141- ابن الأثير التاريخ الباهر, المرجع السابق, صـ 122- ابن الأثيري الكامل في التاريخ, المرجع السابق, صـ 467.
(32) عبد الرحمن عزام, المرجع السابق, صـ 82.
(33) ابن واصل, المرجع السابق, صـ 150.
(34) ان كثير, المرجع السابق, صـ 252- ابن واصل, المرجع السابق, صـ 150.
(35) ابن واصل, المرجع السابق, صـ 150- أبي شامة, المرجع السابق, صـ 13.
(36) أبي شامة , المرجع السابق, صـ 19
(37) ابن كثير, المرجع السابق, صـ 253.
(38) عبد الرحمن عزام, المرجع السابق صـ 86- ليلى إسماعيل, تاريخ الأيوبيين والمماليك في مصر والشام, صـ 17.
(39) عبد الرحمن عزام, المرجع السابق, صـ 90.
(40) ابن الأثير, الكامل في التاريخ, ج10, صـ 5.
(41) أبي شامة, المرجع السابق, صـ 52.
(42) إبراهيم بيضون, المرجع السابق, صـ 338- ابن كثير, المرجع السابق, صـ 255.
(43) ابن واصل, المرجع السابق, صـ 160.
(44) عبد الرحمن عزام, المرجع السابق, صـ 91.
(45) المرجع السابق, صـ 92
(46) ابن خلكان, وفيات الأعيان,ج7, صـ 150- أبي الفداء, المختصر في تاريخ البشر, ج3, صـ 45- ابن الأثير, المرجع السابق, صـ15.
(47) ابن واصل, المرجع السابق, صـ 162.
(48) ابن خلكان, المرجع السابق, صـ 150.
(49) قاسم عبده قاسم/علي السيد علي, المرجع السابق, صـ 27- ابن واصل, المرجع السابق, صـ 165, ابن كثير, المرجع السابق, صـ 256.
(50) أبي شامة, المرجع السابق, صـ 64.
(51) السيد الباز العريني, المرجع السابق, صـ 39- قاسم عبده قاسم/ علي السيد علي, المرجع السابق,. صـ24
(52) أبي شامة, المرجع السابق صـ 69- ابن واصل, المرجع السابق, صـ167.
(53) جمال الدينك؛ هو أبي جعفر محمد بن علي بن أبي منصور الملقب بالجواد الممدوح والمعروف بالجواد الأصفهاني, أصله من أصفهان, حيث نشأ في أسرة اشتهرت بالأدب والعلم (21) وكان جدّه يعمل فهادا لدى السلطان ملكشاه ألب آرسلان، تقلّد جمال الدين عدة مناصب حيث ولاه خاصبك مدينة نصيبين، ثم استلم بعد ذلك وزارة الموصل في عهد سيف الدين غازي وأخيه قطب الدين. قبض عليه من قبل قطب الدين بحجة إنفاقه الزائد للمال، وسجنه في قلعة الموصل حتى توفي فيها بعد مرور سنة من اعتقاله، وذلك في عام 1163م, دفن بالموصل نحو سنة إلى أن قام شيركوه عم صلاح الدين الأيوبي لوجود عهد بينهما (22) بنقل رفاته إلى مكة والمدينة، قبل أن يتم دفنه في البقيع.
(54) ابن الأثير, الكامل في التاريخ ج9, صـ 471- أبس الفداء, المرجع السابق, صـ 42 .
(55) ابن كثير, المرجع السابق, صـ 280.
(56) المرجع السابق, صـ 280.
(57) المرجع السابق, صـ 280.
(58) عبد الرحمن عزام, المرجع السابق, صـ 83.
(59) المرجع السابق, صـ 71.
(60) ابن خلكان, المرجع السابق, صـ147.
(61) عبد الرحمن عزام, المرجع السابق, صـ 71.
(62) المرجع السابق, صـ 59.
(63) المرجع السابق, صـ93.
(64) ابراهيم بيضون, المرجع السابق, صـ338.
(65) المرجع السابق, صـ338.
(66) عبد الرحمن عزام, المرجع السابق, صـ 93.
(67) ابن العماد, شذرات الذهب في اخبار من ذهب, ج6, صـ244.
(68) الخابور: اسم لنهر كبير بين رأس عين والفرات من أرض الجزيرة, ولاية واسعة وبلدان جمة غلب عليها اسمه… واصل هذا النهر من العيون التي برأس عين وينضاف إليه فاضل الهرماس.. فيصير نهرا كبيرا ويمتد فيسقي هذه البلاد ثم ينتهي إلى قرقيسياء فيصب عندها في الفرات, معجم البلدان 2/334.
(69) ماكسين: بلدة بالخابور قريب من رحبة مالك بن طوق من ديار ربيعة, معجم البلدان 5/43.
(70) ابراهيم بيضون, المرجع السابق, صـ 339.
(71) ليلى إسماعيل, المرجع السابق, صـ13.
(72) عبد الرحمن عزام, المرجع السابق, صـ94.
(73) عبد الرحمن عزام, المرجع السابق, صـ68.
(74) السيد الباز العريني, المرجع السابق, صـ39- أبي الفداء, المرجع السابق, صـ 47.

المراجع
ابن بردي, النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة, ج6, منشورات وزارة الثقافة المصرية.
ابن الأثير, التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية بالموصل, دار الكتب الحديثة- القاهرة.
ابن الأثير, الكامل في التاريخ, ج9, دار الكتب العلمية- بيروت, ط4, 2002.
ابن الأثير, الكامل في التاريخ, ج10, دار الكتب العلمية- بيروت, ط4, 2003.
ابن العديم, زبدة حلب من تاريخ حلب, دار الكتب العلمية- بيروت, ط1, 1996.
ابن العماد, شذرات الذهب, ج6, دار ابن كثير- بيروت/دمشق.
ابن خلكان, وفيات الأعيان, ج7, دار صادر- بيروت.
ابن كثير, البداية والنهاية, ج12, مكتبة المعارف- بيروت, 1991.
ابن واصل, مفرج الكروب في أخبار بني أيوب, ج1.
أبو الفداء, المختصر في أخبار البشر, ج3, مطبوعات الحسينية- مصر.
أبي شامة, كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية,ج1, مؤسسة الرسالة.
أبي شامة, كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية,ج2, مؤسسة الرسالة.
إسماعيل, ليلى, تاريخ الأيوبيين والمماليك في مصر والشام, دار الثقافة العربية- مصر.
العريني, السيد الباز, الشرق الأدنى في العصور الوسطى ” الأيوبيون “, دار النهضة العربية- مصر.
المقريزي, السلوك لمعرفة دول الملوك, جذ, دار الكتب العلمية- بيروت, ط1, 1997.
الحموي, ياقوت, معجم البلدان, ج1, دار صادر- بيروت, 1977.
الحموي, ياقوت, معجم البلدان, ج2, دار صادر- بيروت, 1977.
الحموي, ياقوت, معجم البلدان, ج5, دار صادر- بيروت, 1977.
بروكلمان, كارل, تاريخ الشعوب الإسلامية, ترجمة, نبيه أمين فارس/ منير البعلبكي, دار العلم للملايين- بيروت, 1993.
بيضون إبراهيم, تاريخ بلاد الشام في العصور الإسلامية في إشكالية الموقع والدور, شركة المطبوعات- بيروت, ط1, 2002.
شاكر, محمود, التاريخ الإسلامي ط الدولة العباسية “, ج2, المكتبة الاسلامية- مصر, ط5 , 1991.
طقوش, محمد سهيل, تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة, دار النفائس- بيروت, ط2, 2008.
عزام, عبد الرحمن, صلاح الدين وإعادة إحياء المذهب السني, ترجمة, قاسم عبده قاسم, مؤسسة قطر للنشر, ط2, 2013.
قاسم, عبده قاسم/ علي, السيد علي, الأيوبيون والمماليك التاريخ السياسي والعسكري, مركز عين للدراسات والبحوث الإجتماعية.
كرد علي, محمد, خطط الشام, ج2, مكتبة النوري- دمشق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى