دراسات

الغاز ودوره في تغيير قواعد اللعبة السياسية

المقدمة
إنّ الثورة الصناعية التي اشتعلت في منتصف القرن الثامن عشر؛ والتي كانت بمثابة قفزة في التطور على جميع الأصعدة، بدأت يوماً بعد يوم تؤثر سلباً على البيئة، حيث أن الانبعاثات الغازية أثرت على طبقات الغلاف الجوي، وأدت إلى ارتفاع في حرارة الأرض، مما يشكل تهديداً اذا ما استمر العالم بالاعتماد على النفط والفحم؛ لذا كان من الضروري إيجاد البدائل، فكان هذا البديل هو الغاز الطبيعي الأقل ضرراً بالبيئة والذي اتفقت الدول، في قمة المناخ، على استخدامه.
تشكل منطقة الشرق الأوسط منذ القديم عقدة للمواصلات، تربط الغرب بالشرق والشمال بالجنوب، لذلك نرى أنّ معظم الصراعات كانت تدور في هذه المنطقة، وذلك لتأمين الطرق التجارية وتأمين الأسواق لمنتجات الدول الكبرى، فهي تتميز اليوم بأهمية كبيرة خاصة بعد اكتشاف الغاز، حيث بدأت تتصارع الدول للحصول على هذا الكنز، فصحيح أن الغاز موجود في شرق المتوسط، إلا أن قرار استغلاله والتحكم به تقرره الدول الكبرى التي تتقاطع مصالحها أحياناً وتتعارض في الكثير من الأحيان؛ لذا فإن المنطقة بحاجة إلى سياسة جديدة، وإلى تغيير في الأنظمة، فكانت بداية لولادة خطة “الشرق الأوسط الجديد”، حيث كانت الفوضى الخلاقة هي السياسة الكفيلة بإعادة ترتيب الأوراق من جديد.
وقد أدى الاعتماد على الغاز الطبيعي إلى تشكل واقع جيوسياسي جديد، كما أدى إلى إحداث تغييرات جذرية في موازين القوى دولياً واقليمياً، وأدى إلى صراعات لا متناهية كالتي نشهدها اليوم في سوريا.

إن التأثيرات الجيوسياسية والجغرافية لها الدور الكبير في صناعة توازن القوى، وهي سبيل لرسم السياسات الاستراتيجية، حيث تعتمد الدول الصناعية الكبرى على الغاز في توليد الطاقة والكهرباء، وهذا يعني أن عليها أن تؤمن الطرق المناسبة لإيصال الغاز الى بلدانها؛ وخاصة من شرق المتوسط ، ولتكسر الاحتكار الروسي للغاز.

فعلى الرغم من سقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة وانزواء روسيا، لم تقف موسكو مكتوفة الأيدي إزاء الوضع الذي انتهت إليه،  فقد بدأت تبحث عن طرق لجعلها قوة متحكمة، وكذلك إعادة دورها السابق كقطب متحكم بالعالم، وقد وجدت هذا البديل في الطاقة، حيث تحتل روسيا المركز الأول عالمياً في إنتاج الغاز، وعلاوة على ذلك تريد التحكم بالمصادر الأخرى له بطريقة أو بأخرى, وهذا ما يجعل القوى العظمى غير راضية إزاء الاحتكار الروسي للغاز.

 

لتحميل الدراسة كاملةً

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى