قضايا راهنة

كورونا.. الامتحان الصعب لإدارات سوريا الثلاث

في وقت يشتغل فيه العالم وسط دوامة من الطوارئ القصوى لاحتواء جائحة ( كوفيد-19) التي فرضت على الإنسان قيود صارمة وغيرت مجرى عاداته اليومية، تركن سوريا (متدنية الأمن الصحي عالمياً) بإداراتها الثلاث أمام خيارات صعبة واختبار وجودي، اختبار تُمتحن فيه كل إدارة أمام الرأي العام، من حيث درجة وعيها وواقعيتها في إيجاد الحلول، ويتطور الأمر أيضاً ليأخذَ منحىً مغاير؛ باعتبار مواجهة كورونا فرصة نوعية قد تنفر أو تثبت وتعيد ثقة السوريين بنزاهة خطط كل قوة على الأرض السورية، كل هذا في ظرف منظومة صحية هشة، خيار صمودها صعب وشبه مستحيل أمام فيروس مستجد أصاب قرابة مليون آدمي وقد يكون الأمر لايزال في قمة الجبل الجليدي.

حسب الخارطة الجيوسياسية في سوريا والتي تنكمش أو تتوسع مداها وفقاً لتطورات الميدان، تتوزع حصة كل إدارة في طول وعرض البلاد على الشكل الآتي:

الإدارة الأولـى ـ الحكومة السورية برعاية الرئيس السوري بشار الأسد (شرق ووسط وجنوب  غرب سوريا) بعدد سكان يقارب 15 مليون نسمة يعيشون في 63.38% من أجمالي المساحة.

الإدارة الثانيـة ـ متمثلة بمنظومة الإدارة الذاتية (أقصى شمال وشمال شرق سوريا) ويعيش في كنفها أكثر من 5 ملايين شخص بمساحة جغرافية تقدر بـ25.64%.

الإدارة الثالثة ـ حكومة الائتلاف السوري المعارض، والفصائل الإسلامية المتشددة (شمال وشمال غرب سوريا) ويديرون 3 ملايين نسمة في مساحة تقدّر بـ10.98%.

بعيداً عن لغة الحسابات السياسية وضجيج المعارك المصاحبة لمفردات أي حديث متداول عن الحرب السورية، نحن على أبواب معركة صحية من الصعب التكهن بآثارها، فقد تكون تبعاتها في القادم من الأيام أشبه بالجحيم الذي عاشه السوريون خلال 9 سنوات مضت، لسنا هنا بغرض التهويل أو تضخيم المجريات أكثر من حجمها، فكارثة تفشي كورونا كالنار في الهشيم أكبر من أن تحجب بغربال الإعلام الحكومي ذو الرؤية السطحية و”شماتة” إعلام المعارضة، وإن ماثلتهما الصحة السورية في التغريد خارج السرب وطمس معدل الخسائر البشرية في البلاد.

ماذا لو أن الفيروس -المستعصي مواجهته عالمياً- استقر في ربوع سوريا 2020، حيث أن الدمار لحق بــ 60% من البنية التحتية وأخرجت الكثير من مستشفياتها ومرافقها الصحية عن الخدمة؛ إضافة إلى معاناتها من نقص المهنيين الصحيين والمواد والمعدات الصحية؟

سؤال يثير هواجس ومخاوف جمّة ويضع إدارات سوريا الثلاث وجهاً لوجه أمام ملفات صحية وقضايا حساسة قد تكون مقدمة لكارثة بشرية يصعب السيطرة على أهوالها في حال إذا أشعل فتيلها.

لتحميل الدراسة كاملةً

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى