مقالات رأي

تركيا والدم السوري .. إن لم تستح فكن أردوغان ….

منذ انطلاق الثورة السورية في مارس 2011 سعت الدولة التركية لأن يكون لها موقف يخدم مصالحها ويعمق نفوذها بالمنطقة، وأصبح الوضع السوري ركيزة أساسية في محور السياسة الخارجية التركية .

وسعت تركيا من خلال تقديم الدعم السياسي والعسكري والاجتماعي المفتوح مرة المشروط مرات، لتوظيف هذه الثورة في تحقيق هدفها الاستراتيجي القائم على التحوّل إلى دولة رائدة وقوية إقليمياً.

وفي سبيل الوصول لتلك المكانة فإن أنقرة كانت على استعداد لفعل أي شيء دون أن يكون من حق أحد أن يسألها ماذا تفعل وفق تصريحات سابقة للرئيس التركي .

ففي كلمته التي ألقاها في أواخر أكتوبر 2017 خلال حفل افتتاح مشاريع تنموية في ولاية “قونية” التركية، قال أردوغان إن “الشعب التركي مصمم على تبوء المكانة الصحيحة في العالم الذي يعاد بناؤه”، معتبرا أنه لا يحق لهم أن يسألوا تركيا ماذا تفعل في العراق وسوريا “!

نظرية أردوغان التي تعتبر أن التدخل في سوريا والعراق هو بوابة تركيا لتبوء مكانتها الصحيحة في العالم الجديد دون أن يسألها أحد ماذا تفعل بتلك البلدان المفترض أنها ذات سيادة، تلخص بشكل كبير القاعدة التي تحكم العقلية التركية التي تميل بشكل كبير لنظرية البلطجة وفرض الأمر بالقوة خاصة فيما يتعلق بقضايا سوريا والعراق .

أسباب الدعم

كشفت تطورات الثورة السورية على مدى أعوامها التي تقترب من الثمانية أن الموقف التركي من الثورة السورية لا ينبعث من أي وازع أخلاقي أو قيمي فهو عكس ما يعتقد الكثير من السوريون براجماتي بحت يسعى لتحقيق المصلحة التركية حتى لو اضطر في سبيل ذلك للرقص على دماء المدنيين كما حدث بحلب وهو ما سيرد ذكره في السطور القادمة .

وفقا لدراسة صادرة عن المركز الديمقراطي العربي بعنوان “السياسة التركية حيال الأزمة السورية “2011 ـ 2017” فإن  أسباب عدة وقف وراء اندفاع تركيا لتقديم دعم وفير للثورة السورية، أهم هذه الأسباب هي الرغبة في الحصول على موقع “القوة الإقليمية الرائدة” بشكل سريع حيث  كانت تركيا تسير في إطار السياسة الناعمة المرتكزة على عنصر التكامل الاقتصادي، ومن ثم التشابك الاجتماعي والثقافي والتعليمي، للوصول إلى التوافق السياسي، إلا أنها ظنت، مع انطلاق الثورة السورية، أنها قد تستطيع من خلال إسقاط النظام السوري كسب نفوذ أوسع وعملية ترويج أفضل وأسرع لمشروعها في الحصول على موقع القوة الإقليمية الرائدة.

كما سعت تركيا للاستفادة من الدعم الخارجي لثورات الربيع العربي وتأييد الولايات المتحدة لهذه الثورات، وهو ما شجع الدبلوماسية التركية لمسايرة الرغبة الخارجية في إطار سياسة “كسب المواقف” التي ستعود عليها بالفائدة السياسية والدبلوماسية الهائلة.

كما كانت لتركيا حسابات سياسية أخرى من خلال التدخل في الشأن السوري وذلك لمواجهة إيران وروسيا،  حيث تعتبر الأولى المنافس الإقليمي التاريخي الأول لها على صعيد منطقة الشرق الأوسط، أما الثانية فهي منافسها الإقليمي التاريخي الأول على صعيد منطقتي البلقان وآسيا الوسطى، وتمدد نفوذ هاتين الدولتين في سوريا، يقلص من نفوذ أنقرة ويبدده، وهو ما جعلها ترى من الثورة السورية فرصة للقضاء على نفوذ المنافسين التاريخيين لها.

بين دعم الثورة والنظام

“لا يحق لأحد أن يسأل تركيا ماذا تفعل في سوريا” هكذا أعلن أردوغان،  ربما لأن أردوغان نفسه لا يعرف ماذا يفعل في سوريا تحديدا،  فتركيا التي لم تغب عن المشهد السوري منذ بداية الحراك الثوري في مارس 2011،  تباينت مواقفها،  ومواقعها،  وأدوارها،  خلال تلك السنوات بصورة لم تحدث من قبل،  فالتقلبات في الموقف التركي بشان سوريا يصعب فهمها في سياق منطقي واحد سوى معاداة الكرد والاستعداد لفعل أي شيء والتنازل عن كل شيء لمواجهة الطموحات الكردية الساعية لإنشاء إقليم فيدرالي ربما يكون نواة لدولة سورية اتحادية تتسع الجميع .

كان أردوغان، على الأقل في السنوات الأربع الأولى التي تبعت مارس 2011، في نظر الكثير من الجماعات المسلحة حتى تلك التي يقال إنها متطرفة مثل جبهة النصرة، “يمثل الرئة التي تتنفس منها الثورة السورية”، فقد فتح حدود بلاده مع سورية على مصرعيها للمقاتلين،  وقدم دعماً لوجستيا وعسكرياً كبيرين للثوار، كما استقبل ثلاثة ملايين لاجئ سوري في بلاده.

مثلت محاولة الانقلاب العسكري في تركيا نقطة تحول فارقة في سياسة أردوغان تجاه الأزمة السورية،  فرغم أن الانقلاب فشل في إسقاط أردوغان وكان من المفترض أن يخرج منه أكثر قوة إلا أن العكس هو ما حدث تماما،  فبعد فشل المحاولة الانقلابية في 15 يوليو 2016 تباينت مواقف أردوغان تماما من الأزمة السورية وتحولت قبلته باتجاه البيت الأحمر حيث يرتع الدب الروسي الماكر فلاديمير بوتين السبب الرئيسي في بقاء نظام بشار.

تحول الخطاب التركي من شعبوي يخاطب السوريين عن الثورة إلى أمني يتحدث عن مواجهة الإرهاب الذي يمثله الجماعات التكفيرية وقوات حماية الشعب الكردية بشمال سوريا عدو أردوغان الأزلي.

الغريب في الأمر أن قوات حماية الشعب الكردية التي يتهمها أردوغان بالإرهاب تمثل القوام الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية التي تعتبر رأس حربة التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية .

درع الفرات

كشفت التصريحات التركية قبيل إطلاق عملية درع الفرات في أغسطس 2016 عن تحول كبير في السياسة التركية،  ففي 13

يوليو 2016، أكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن تركيا تسعى إلى تطوير علاقات جيدة مع سوريا، في إطار هدفها الرامي إلى تحسين العلاقات مع جيرانها، وصُنف هذا التصريح على أنه منعطف تاريخي للسياسة التركية إزاء سوريا، والتي كانت تضغط على كافة القوى من أجل الإطاحة بنظام بشار الأسد.

مثلت عملية درع الفرات التي تم إطلاقها بعد شهر واحد من الانقلاب الفاشل تتويجا للمصالحة التركية الروسية وبداية تشكيل تحالف بين البلدين داخل الأرض السورية .

وأعلنت تركيا في 24 أغسطس إطلاق  عملية عسكرية جديدة في سوريا تعرف بـ درع الفرات، نفذتها بالتعاون مع مسلحي “الجيش السوري الحر” وفصائل متحالفة معه من المعارضة السورية، من أجل تطهير كامل المنطقة السورية الحدودية مع تركيا من “جميع الإرهابيين” وطردهم نحو عمق سوريا، حسب ما تقوله أنقرة.

تباينت الأهداف المعلنة من جانب تركيا حول الهدف من درع الفرات وتناقضت التصريحات التركية الرسمية حول العملية، ففي نوفمبر 2016 أعلن الرئيس التركي أن العملية التي أطلقتها أنقرة بشمال سوريا ترمي إلى التخلص من نظام “الطاغية الأسد” بحسب وصفه، وهو الأمر الذي أثار استياء موسكو التي طلبت إيضاحات حول تصريحات أردوغان فما كان من الرئيس التركي إلا التراجع عن تصريحاته مؤكدا أن التدخل التركي يستهدف المنظمات الإرهابية ! .

كما أعلن رئيس الوزراء التركي على يلدريم الأربعاء 7 ديسمبر 2016 أن التدخل في شمال سوريا المتمثل في عملية درع الفرات لا يهدف لتغيير النظام في دمشق وغير مرتبط بالوضع في حلب .

بعيدا عن تلون أردوغان وصراحة يلدريم فقد ثبت للجميع أن «درع الفرات» التركية ليس هدفها «إسقاط النظام ولا إسقاط شخص بشار ولا نصرة الشعب السوري والثورة السورية» إنما هي فقط من أجل «منع قيام الدولة الكردية» -وهو ما أكده الباحث أحمد طه في دراسته  “انقلاب تركيا.. تحليل ونظرة مستقبلية”.

فضيحة جرابلس

بعد أقل من 12 ساعة من بدء العملية وبدون أي خسائر تمكنت قوات درع الفرات من السيطرة على مدينة جرابلس وريفها بدون أدني مقاومة من تنظيم داعش الذي ترك مواقعه بالمدينة للمسلحين الموالين لأنقرة في حركة أثارت انتباه المتابعين.

هذه السرعة في تحرير جرابلس من داعش دفعت النشطاء للقول أن عملية تحرير جرابلس كانت عبارة عن تسليم المدينة من دواعش (أبو لحية إلى دواعش أبو سكسوكة) بحسب التعبير الذي انتشر بمواقع التواصل الاجتماعي .

حقيقة ما حدث في عملية جرابلس كشفها “محمد جاسم الحسن” أحد المنشقين عن قوات درع الفرات والذي قدم معلومات تفصيلية عن العملية استمرت 3 ساعات فقط.

وقال الحسن في حوار مع وكالة “ميزوبوتاميا”:”دخلت تركيا في علاقة مع داعش قبيل العملية، وكانت عناصر التنظيم تأتي لمدينة كار كاميش في جنوب تركيا، كما كان النظام السوري وروسيا على علم بعملية الزحف إلى جرابلس، لدرجة أن وفد من روسيا وحزب البعث الحاكم في سوريا التقوا بالمسؤولين الأتراك في كار كاميش، وعندما دخلت القوات المسلحة التركية إلى جرابلس، تم اختيار 250 من مقاتلي “داعش”، نقلوا عبر معبر كار كاميش، بواسطة حافلات زُودت بلمبات تحذير سيارات الإسعاف، إلى مدينتي كيليس وعنتاب، في جنوب تركيا، وكنت أنا من بين المسؤولين عن تلك الحافلات، أرسلت 6 حافلات إلى مدينة كيليس، ثم عدت إلى كار كاميش. بعد ذلك علمنا هؤلاء سيتم نقلهم إلى المدن الأوروبية”.

وأوضح الحسن أنه” مع السيطرة على مدينتي جرابلس وإعزاز، بدأت المجموعات التابعة لقوات درع الفرات عمليات سلب ونهب وسرقة وتعذيب، وأن العشرات من الأهالي توجهون يوميًا لتقديم الشكاوى للمسؤولين الأتراك”، مضيفا “يقول الأهالي إنهم يعرفون مقاتلي تلك المجموعات، وأن ما يقومون به أكثر فظاعة مما كان يقوم به  داعش. أمَّا المسؤولون الأتراك فيكتفون بالاستماع لهم”.

تتريك وتغيير ديموغرافي

دخول تركيا لجرابلس ترافق مع إجراءات تتريك للمدينة، حيث افتتحت مؤسسة البريد التركية، فرعاً رسمياً لها في المدينة السورية، كما أقامت وزارة الصحة التركية مستشفى سُمّي باسم المدينة، ورُفعت عليه لوحة تحمل شعار وزارة الصحة التركية والعلم التركي وعبارة «الجمهورية التركية – وزارة الصحة – مشفي جرابلس» وفق ما ذكرت مواقع تركية رسمية عديدة .

كما انتشر على مواقع التواصل مقطع فيديو مصوّر لعناصر شرطة «سورية الحرة» التي أشرفت تركيا على تدريبهم ونشرهم في جرابلس، ظهر فيه قائد الشرطة يهتف لأردوغان وتركيا ومئات العناصر يردّدون خلفه تلك الشعارات. وهو أمر راق للإعلام التركي، فقامت مختلف محطات التلفزة والمواقع الإلكترونية التركية ببثّه.

ولفت الحسن المنشق عن درع الفرات  إلى أن تلك المجموعات يقصد “درع الفرات” أحضرت عددًا كبيرًا من عائلات الأوزبك والتركمان إلى المنطقة، بدلاً من الكرد والعرب، وبهذا تم التلاعب بالتكوين الديموغرافي”، مؤكدًا على أن “العائلات العربية والكردية التي أعربت عن رفضها لذلك اضطرت للهجرة من المنطقة”.

وقال “بدأت المدارس تقديم دورات لتعليم اللغة التركية، وأعلن الأهالي عصيانهم أربعة مرات، وخرجوا إلى الشوارع، ولكن المسؤولون الأتراك استمروا فيما يقومون به”.

صفقة حلب

شهدت مدينة حلب نهاية عام 2016 وقائع مأساوية ومحزنة، جراء استهدافها من قبل نظام الأسد، مما أسفر عن مقتل العشرات من أبناء الشعب السوري الأبرياء.

وسقطت حلب بشكل مفاجئ بيد قوات النظام بعد أكثر من 4 سنوات من سيطرة المعارضة على المدينة، وهو الأمر الذي أثار تعاطفا عالميا نظرا لما ارتكبته القوات الحكومية من مجازر بحق المدنيين .

المهندس الملقب أبو إبراهيم المقرب من «جبهة فتح الشام» كشف لجريدة  «القدس العربي» في عددها الصادر بتاريخ 7 ديسمبر 2016 حقيقة ما حدث بحلب قائلا ” ما حدث أمر بديهي لا يحتاج إلى شرح، هو اتفاق بين الروس والأتراك على أن درع الفرات مقابل حلب المدينة».

وأضاف : «لم يعد التفاوض مع الروس سرًا، بل أصبح أمرًا معروفًا للجميع، إذ أن الفصائل التي تتلقى الدعم التركي كلها دخلت عملية المفاوضات، معتبرا أنه من السذاجة أن يصدق أحد أن النظام سيطر على أحياء حلب التي خسرتها المعارضة من خلال معارك نفذها، ولو كان الأمر كذلك لكانت هذه الأحياء صمدت شهوراً قبل أن تسقط.

تشارليز ليستر, الزميل في معهد الشرق الأوسط, أكد في تصريحات لموقع “Syria deeply”, أن الأتراك كانوا “مستعدين لرؤية مدينة حلب تخرج عن سيطرة المعارضة, في مقابل السماح لهم بتأسيس حزام سيطرة لهم في شمال حلب.”

في أعقاب السقوط الحتمي والكارثي لشرق حلب في ديسمبر عام 2016, قام أردوغان بخطوتين سياسيتين, وعلى الرغم من أن الخطوتين كانتا تحملان في ظاهرهما طابعا إنسانيا, إلا أنهما خلقتا المزيد من الصعوبات للشعب السوري- وبخاصة الثوار.

أولا, نسّق أردوغان مع روسيا لتطبيق “خطة إجلاء” المتمردين والمدنيين من المدينة, متظاهرا بتقديم مساعدة إنسانية، في حين أن الأمم المتحدة ذهبت إلى حد وصف عملية إجلاء السكان في حلب بأنها “جريمة حرب.”

كما اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري, أنس العبدة, أن خطة الإجلاء ارتقت لمستوى التطهير السياسي والعرقي للمدينة, حيث تم نقل آلاف السوريين إلى إدلب, حيث تعرضوا هناك لجولة جديدة من الهجمات على أيدي النظام وحلفائه.

عملية إدلب

كانت عملية دخول تركيا لمدينة إدلب شمال سوريا فاضحة بالنسبة لمن يسمون أنفسهم قوات درع الفرات التي يتشكل معظم عناصرها من فصائل الجيش السوري الحر، فلأول مرة يشارك الجيش الحر وقوات درع الفرات في عملية عسكرية يدعمها بريا القوات المسلحة التركية وتساندها جويا القوات الروسية الحليف الرئيسي للنظام التي ارتكبت مئات المجازر بحق الشعب السوري !

عملية إدلب التي أعلن عنها في التاسع من أكتوبر الماضي بعد أقل من أسبوع من قمة روسية تركية عقدت بأنقرة، وزيارة تاريخية للرئيس التركي للعاصمة الإيرانية طهران، قبل أن يجتمع الزعماء الثلاثة في أستانة ليقرروا ضم إدلب لمناطق خفض التوتر عن طريق عملية عسكرية بالمدينة تنفذها فصائل درع الفرات بدعم تركي وروسي.

واقع الحال يشي بأنّ هذا التدخّل مرتبط مباشرةً بالأكراد وسيطرتهم على مناطق واسعة من شمالي سورية، وهو ما ظهر في إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الهدف من العملية التركية في إدلب عدم السماح بإقامة “ممر إرهابي يبدأ من عفرين ويمتد إلى البحر المتوسط”، في إشارة إلى منع إقامة كيان كردي على حدود تركيا الجنوبية مع سوريا.

اللافت ما تناقلته بعض وسائل الإعلام، نقلاً عن مصادر ميدانية مطّلعة بإدلب،  من أنّ مقاتلي «هيئة تحرير الشام»  أي «تنظيم القاعدة»- رافقوا القوات التركية وأمّنوا لها الحماية حتى وصولها إلى حيث تقرر نشرها وهو موقف يتشابه إلى حد ما مع ما حدث في جرابلس.

كما كشفت مصادر من المعارضة السورية بحسب قناة العربية أن العملية التركية جاءت بعد تنسيق استمر أسابيع بين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وضباط مخابرات أتراك لضمان عدم وقوع اشتباكات.

الغريب أنه بعد دخول تركيا إدلب في حماية التنظيمات المسلحة يبدو أنها بدأت تفكر تكرار سيناريو حلب وتسليم المدينة للنظام وحلفاءه الروس والإيرانيين، فقد شهدت الساعات الأخيرة قصف من قوات النظام على محافظة إدلب فيما اكتفت تركيا باستدعاء غير موثوق في صحته “أكدته الأناضول ونفته وسائل الإعلام الإيرانية” لسفيرا إيران وروسيا بأنقرة للاحتجاج على تلك الهجمات .

كما كشف حمزة المصطفى الباحث السوري بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أنه في الوقت الذي تتعرض فيه قري إدلب لقصف همجي فإن تركيا ترسل قواتها إلى محيط عفرين لأسبابها الخاصة !

وتساءل الباحث عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك هل باعت الفصائل “المرتبطة بأنقرة ” الأرض ودماء الشهداء لتعوض تركيا بعض ما تعتقد أنها خسرته؟

ختاما

يبدو واضحا لكل ذي عينين أن أي تحرك تركي تجاه سوريا يرتبط بشكل كبير بمصلحة تركية بغض النظر عن أي شعارات عاطفية يرددها أردوغان ونظامه حول معاناة السوريين.

تبدو فكرة المراهنة على تركيا واعتبارها دولة صديقة من جانب بعض السوريين نوعا من الحماقة لا تليق بشعب قدم كل هذه التضحيات في مواجهة نظام مستبد .

على السوريين أن يدركوا أن أردوغان الذي بدل مواقفه من الثورة كما بدل ملابسه، ليس له هدف سوي الوقوف في وجه المشروع الكردي بسوريا، ولا يجد حرجا من التحالف مع النظام وحلفائه الروس والإيرانيين بل ودعم الجماعات الإرهابية في سبيل الوقوف في وجه الأكراد العدو الأول لدولة أتاتورك .

الغريب أن أردوغان لا يتوقف عن وصف قوات حماية الشعب الكردية بالتنظيم الإرهابي رغم أن معظم الشواهد تكشف عن تنسيق تركي واضح مع التنظيمات الإرهابية التي تعتبر أحد أسباب نفوذ أنقرة بسوريا والسبب الرئيسي لقبول إيران وروسيا بدور تركي في مفاوضات أستانة… وصدق من قال إن لم تستح فكن أردوغان..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى