دراسات

ثقافة الأطفال وأدبهم

مقدَّمة:

الثقافة هي إحدى أهمِّ معالم الحضارة الإنسانية, ومكوّنٌ أساسيٌّ من مكوناتها، وهي تُعرف بأنها مجموع العقائد والأفكار، واللغة والفنون والآداب، والطقوس والعادات والتقاليد، والقيم والأخلاق، وكلّ ما يكتسبه الفرد من محيطه، ومجمل الأدوات التي يستخدمها، والفنون اليدوية التي يمارسها. والثقافة كأهمّ أدوات التواصل بين الأمم والشعوب، وأرقى أساليب التخاطب بين أفرادها، تسهم -إلى حدٍ كبير- في إبراز ملامح أيّ مجتمع من المجتمعات الإنسانية بكلِّ خصوصيتها وتفرّدها، وإيصال رسالته إلى العالم. وقد يظهر التنوّع الثقافي بدرجات متفاوتة ضمن المجتمع الوطني، تبعاً للبنية الاجتماعية، أو للقوميات المتعايشة معاً. وهذا التنوّع في المجتمعات والتمازج بين مكوناتها يُسهمان في إغنائها من جهة، وإضفاء سمات الإنسجام والقوّة والديمومة عليها من جهة أخرى.

وثقافة الأطفال هي فرعٌ من فروع الثقافة العامَّة للمجتمع، تعني: مُجمل الأعمال الأدبية والتعليمية والترفيهية الموجَّهة للأطفال، التي تهدف إلى تنمية مكوِّنات شخصياتهم، والارتقاء بقدراتها ومدركاتها. وهذا التخصّص الثقافي هو ليس عبارة عن دائرة مصغرة عن ثقافة الراشدين، ولا يعني -أيضاً- جملة الإجراءات المقصودة التي تستهدف التبسيط عنها. وعموماً فإنَّ الاهتمام بالتربية الثقافية للأطفال، يمكن وصفه بالهدف الإستراتيجي الذي لا يمكن تجاهله، والضرورة التي تجتهد في مجالاتها الأمم التي تريد لنفسها مكانةً مرموقة، كونها تحمل رسالة عميقة في مضمونها ومحتواها.

أما أدب الأطفال فهو نوعٌ حديث من أنواع الأدب، ودعامة أساسية من دعائم ثقافة الأطفال، يوجَّه إلى جمهور الأطفال، يهتمّ بميولهم واحتياجاتهم، ويراعي خصائصهم وقدراتهم، وطبيعة نمائهم من الجوانب كافّة، ويهدف إلى الإسهام في بناء الشخصية الطفلية، وتلبية بعض احتياجاتها، وتنمية قدراتها بصورة متوازنة. ويلقى هذا النوع من الأدب إقبالاً كبيراً من قبل جمهوره, ذلك لانسجامه مع طبيعتهم القائمة على حبِّ المغامرة والاستكشاف ومواقف البطولة والشجاعة. كما يستمد فلسفته ومقوِّماته من فلسفة المجتمع ومقوِّماته، ويتناول قيماً وتقاليد إيجابية منه، يقدِّمها بأشكال تتناسب مع قدرات الأطفال ومدركاتهم، وهو لا يختلف عن أدب الكبار من حيث جوهره وأدواته, وإنما يختلف في موضـوعاته وأسـاليبه، وفي كونه يختصُّ بفئة الأطـفال، ويعتمد أساليب خاصة في مخاطبتهم. وتشتمل الأهداف التي يسعى أدب الأطفال إلى تحقيقها على مجالات تربوية ونفسية واجتماعية وجمالية عدَّة، سنأتي على ذكرها بشيء من التفصيل. كما يشتمل على أنواع أدبية، هي ذاتها المعروفة في أدب الكبار، ولكن مع اختلاف بعض خصائصها بحسب طبيعة النوع الأدبي نفسه.

– ماهيّة ثقافة الأطفال:

تُعرف الثقافة -كما سبق- بأنها: مجموع المعارف والأفكار، والفنون والآداب، والعادات والتقاليد والقيم، بل هي كلّ ما يكتسبه الفرد من محيطه. وهي عموماً وليدة التواصل بين الإنسان والبيئة المحيطة به، التي تعدُّ أهم العوامل المؤثِّرة في تكوينها، فإذا كانت الثقافة التي تُقدَّم للطفل في مجتمع ما، هي المستمدة من ثقافة ذلك المجتمع، فإنَّ ذلك لا يعني بأنها تبسيطٌ لها، أو نقلٌ عن ثقافة الكبار مع التسهيل. من جهة أخرى فإنَّ الثقافة الطفلية لا تتَّخذ طابعاً واحداً، رغم الإطار العامّ الذي يحكم آلياتها، لأنَّ الأطفال مختلفون باختلاف أطوار نموِّهم، كما أنها تختلف تبعاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية والعلمية الخاصّة بكلِّ مجتمع من المجتمعات. لذا كانت الحاجة ماسّة إلى ثقافة مختلفة -نسبياً- لكلِّ طور من أطوار الطفولة، وملائمة لها مضموناً وأسلوباً.

إذاً: فإنَّ ثقافة الطفل هي: إستراتيجية تربوية مستقلّة بذاتها، لها سماتها وخصائصها وأدواتها، تشتملُ على مُجمل الأعمال الأدبية والتعليمية والترفيهية الموجَّهة للأطفال خصّيصاً، والتي يضعها الراشدون غالباً، بهدف بناء شخصياتهم، وتنمية مكوِّناتها وقدراتها، وبما يتناسب مع إمكاناتهم، ويلبي احتياجاتهم المتنامية، حيث أنها تسعى لإثراء تفكيرهم ومشاعرهم وخبراتهم، وتنمية لغتهم وأخيلتهم، وتأصيل روح الإبداع لديهم، ولعلَّ من أهمِّ اعتبارات ثقافة الأطفال، هي:

– أولاً) الاعتبارات التربوية: حيث أنَّ ثقافة الأطفال مسألةٌ تربوية في المقام الأول، وهي عملية تتمتّع بالشمول والاستمرارية.. لأنها تشمل نواحي الشخصية كافّة، وتستمر خلال المرحلة العمرية للطفل، بل الحياة الإنسانية برمّتها. وتعني الاعتبارات التربوية باختصار تقديم المادَّة الثقافية بما يتلاءم مع الخصائص السيكولوجية واللغوية والاجتماعية للأطفال، وما يناسب مداركهم وقدراتهم، ويراعي الفروق بينهم.

– ثانياً) الاعتبارات اللغوية: تعني أن تكون اللغة -في العمل الثقافي للطفل- سليمةً وبسيطة وواضحة، ونابضة بالحيوية، وأن تخاطب وجدان الطفل، وتدخل إلى قلبه بسهولة ويُسر. وقبل ذلك أن تتناسب (اللغة) مع مضمون العمل المقدَّم أولاً، ومع لغة الطفل -الموجّهة له- ثانياً.

– ثالثاً) الاعتبارات الفنيَّة: وهي أن تتّسم المادّة الثقافية بمستوى راقٍ، أسلوباً وإخراجاً، وأن تكون محاطةً بالتشويق, وقادرةً على الإمتاع وبثّ المرح. يقول عبد التواب يوسف(1): (الثقافة يجب أن تكون كالغذاء الجيد والعصير اللذيذ، أي متعة.. سواءٌ كانت قطعة موسيقية، أو قصيدة شعر، أو قصة جميلة، أو رواية رائعة. ولهذا تجمع الثقافة ما بين الآداب والفنون من جانب، والعلم والمعرفة من جانب آخر، ويظلُّ شرط المتعة قائماً باستمرار وإصرار.)

– وسائط ثقافة الأطفال وخصائصها:

إنَّ الأطفال -بطبيعتهم- ينفرون من الطرائق التي تعمل على ملءِ أذهانهم بالمعارف النظرية، وتقدِّم لهم النصائح الأخلاقية بالأساليب التي تقتل لديهم ملكة الإبداع أحياناً، لذا كان من الأجدى البحث عن أساليب تثقيفية مناسبة لعصرهم، تعمل لإيصال ما يُراد إيصاله لهم من الأفكار والعادات والقيم بالأدوات التي تروقهم وتجذبهم. كما أنَّ مصطلح الثقافة الطفلية لم يعد اليوم مجرَّد معارف نظرية تعطى للطفل، أو إطلاعه على كتاب أو مجلة، بل أصبحت منظومة متكاملة تشمل مختلف جوانب حياته، وتهتم به من النواحي العقلية والنفسية والسلوكية. ومن جهة أخرى فإنَّ الأسرة أو المدرسة لم تعد وحدهما مصدرا الثقافة والمعرفة، بل أصبح الطفل يتلقّاها عبر وسائط أو وسائل عدّة، والوسيط في ثقافة الأطفال هو كلّ أداة تُستخدم في تقديم أو إيصال المادَّة الثقافية باختلاف أشكالها إليهم. ولوسائط ثقافة الطفل خصائص واعتبارات تختلف نسبياً عن خصائص وسائط ثقافة الكبار، وبالوقت نفسه فإنَّ لكلّ وسيط ثقافي طبيعة مختلفة.

وهذه الوسائط تتعدَّد وتتنوَّع، ابتداءً بالكتاب المطبوع، ووصولاً إلى أحدث منجزات التقانة كالانترنيت، مروراً بالصحيفة، والتلفاز، والسينما، والإذاعة، والفيديو، والمسرح، والمتحف، والمعرض، وغيرها. ويمكن تقسيم وسـائط الثقافة إلى ثلاثة أنـواع: وسائط الثقافة المقروءة، كالكتاب والمجلة، وهو نوع يستخدم القراءة كوسيلة اتصال، ميزته أن الرسالة فيه تبقى ثابتة يمكن الرجوع إليها في أيّ وقت. والوسائط المسموعة، كالإذاعة والاسطوانات. والوسائط المسموعة المرئية، كالتلفزيون والمسرح والسينما والفيديو، وهي تعتمد الصوت والصورة في نقلها للثقافة، وتمتاز بدرجة عالية من الفعالية والتأثير، لأنها تتوجَّه إلى حاسّتي السمع والبصر.

تختلف خصائص كل وسيط ثقافي، بحسب طبيعة الوسيط نفسه، إلا أنها تشترك جميعاً في مجموعة خصائص، أهمها على الإطلاق: مراعاة خصائص نموّ الأطفال من مختلف جوانبه الإدراكية والعاطفية والاجتماعية، والاستجابة لميولهم واحتياجاتهم المعرفية والتعبيرية والإبداعية. ثم أن تتصف بالمقدرة على التشويق والإمتاع، لتتمكَّن من الولوج إلى نفس الطفل، وتحرِّك أحاسيسه. ولكي تؤدي هذه الوسائط دورها المطلوب في التربية، ينبغي التوجَّه بها توجّهاً جاداً، والعمل على ربطها بأحدث معطيات العصر، وإحاطتها بأساليب الجذب.. إذ لم يعد ممكناً أن نختزل مسألة ثقافة الطفل بأساليب تقليدية كما سبق، لأنها أصبحت أكثر شمولية وعمقاً وتعقيداً.

أخيراً يمكن القول: إنَّ أهمية التربية الثقافية للأطفال، كجزء لا يتجزأ من الرعاية الشاملة للطفولة، تنبع من كون الطفل يمثّل الحجر الأساس في عمليات التنمية التي تنشدها المجتمعات، ومن يعوَّل عليه لتحقيق ازدهارها. كما أن هذه التربية لا تجسّد الجانب المهمّ من الاهتمام به فحسب، وإنما ما يمكن زرعه من القدرات التي تؤهله للاعتماد على ذاته، ومتابعة تثقيفه بنفسه خارج إطار التعليم النظامي.

ماهيَّة أدب الأطفال:

يتبوأ الأدب مكانة متقدّمة بين أنواع الفنون الثقافية، ويعدُّ بحقّ المرآة التي تعكس جوانب الحياة، ومسيرة الشعوب ونضالها الدؤوب من أجل البقاء. كما يشكِّل وسيلة الإنسان الأرقى في التعبير عن الأحاسيس والمشاعر، والأجدر في تصوير واقع المجتمعات وطموحاتها، تصويراً فنياً ووجدانياً. وأدب الأطفال هو: نوعٌ حديث من أنواع الأدب، ودعامة أساسية من دعائم ثقافة الأطفال، يوجَّه إلى جمهور الأطفال، يهتمّ بميولهم واحتياجاتهم، ويراعي خصائصهم وقدراتهم، وطبيعة نمائهم من الجوانب العقلية والانفعالية واللغوية. ويرتكز هذا الأدب على مجموعة من الأسس الفلسفية والتربوية والنفسية الحديثة، ويهدف إلى الإسهام في بناء الشخصية الطفلية، وتلبية بعض احتياجاتها، وتنمية قدراتها بصورة متوازنة. ويتَّخذ عدّة أشكال تتمثَّل في القصة والشعر والمسرحية والمقالة والرواية. والاهتمام بهذا النوع من الأدب هو وليد الاهتمام بالطفولة أولاً، ومحصلة لمبادئ التربية الحديثة التي اهتمت بكلّ جوانب الشخصية الطفلية ثانياً. يعرِّف د. عيسى الشماس أدب الأطفال بأنَّه(2): (كلُّ ما يُقدَّم إلى الأطفال من نصوص أدبية، كتبت خصيصاً لهم، وفق أسسٍ نفسية وتربوية ولغوية، تتناسب مع ميّزات كل مرحلة من مراحل الطفولة، وتعالج الموضوعات التي تهمُّ الأطفال، والمواقف والمشكلات التي تلبي احتياجاتهم للمعرفة والاطّلاع والاستكشاف، عبر الفنون الأدبية المتمثِّلة في القصة والحكاية والنشيد والتمثيلية، والتي تقدَّم بأساليب مبسَّطة، تتَّفق مع مستوى تطوّر الأطفال ونموّهم المعرفي وقدرتهم على الفهم والاستيعاب.)

يلقى هذا النوع من الأدب إقبالاً كبيراً من قبل جمهوره, ذلك لانسجامه مع طبيعتهم القائمة على حبِّ المغامرة والاستكشاف ومواقف البطولة والشجاعة، ولما يملكه من قدرات تحملهم إلى آفاق واسعة.. إذ يُؤمّن عالماً زاخراً بالقصص والحكايات والقصائد والمسرحيات، فتغذّي عقولهم، وتسمو بمشاعرهم، وترقى بسلوكياتهم، شريطة المضمون والأسلوب والإخراج الجيد. وتجدر الإشارة بعد هذا التوضيح لمفهوم أدب الأطفال، إلى التفريق بين ما يكتبه الأطفال بأنفسهم، ويعبِّرون خلاله عن خواطرهم ومشاغلهم، وبين النتاج الأدبي الذي يكتبه لهم الكبار، وهو موضوع البحث.

يستمد أدب الأطفال فلسفته ومقوماته من فلسفة المجتمع ومقوماته، ويتناول قيماً وتقاليد إيجابية منه، يقدِّمها بأشكال تتناسب مع قدرات الأطفال ومدركاتهم. وهذا لا يعني -إطلاقاً- بأنه تبسيطٌ أو تصغير لثقافة المجتمع أو أدبه كما سبق وأن مرَّ معنا بالنسبة للثقافة الطفلية، بل هو فرعٌ قائمٌ بذاته، له سماته وخصائصه التي تسبغها طبيعة الأطفال أنفسهم، وإن كان يشترك مع أدب الكبار بالمقوِّمات نفسها. إذاً لا يختلف أدب الأطفال عن أدب الكبار من حيث الجوهر والأدوات, وإنما في الموضـوعات والأسـاليب، وكونه يخصُّ فئة الأطـفال، ويعتمد أساليب خاصة في مخاطبتهم. يقول د. الهيتي(3): (لأدب الأطفال من الناحية الفنّية نفس مقومات الأدب العامة، لكن اختيار الموضوع، وتكوين الشخصيات، وخلق الأجواء، واستخدام الأسلوب والتراكيب والألفاظ اللغوية في أدب الأطفال، تخضع لضوابط مختلفة إلى حدٍّ ما، وتقرِّر هذه الضوابط حاجات الطفل وقدراته، ومستوى نموّه بصورة أساسية.)

أما أهم الموضوعات التي يتناولها هذا الأدب، فهي تشتمل على معظم ما يتعلّق بحياة الأطفال، وما يثير تفكيرهم ومشاعرهم، بشرط مراعاة خصائصهم، وظروف وثقافة مجتمعاتهم. إلا أن أحبَّ الموضوعات إليهم، هي موضوعات البطولة والمغامرة والرحلات. ومن المحظورات في هذا الأدب: الأفكار أو المضامين التي تنتهك التقاليد الاجتماعية الإيجابية المتعارفة، والعواطف الدينية والمشاعر الإنسانية السامية، أو المفاهيم التي لا تناسب نموّ الطفل السيكولوجي، أو الإشارة إلى أمور قد تنعكس سلباً عليه، كالتذكير بالموت والقبور والدماء، أو العفاريت والوحوش والسَّحرة، أو تصوير شخصيات عدائية ومشاهد تثير الرعب والحزن والقلق في نفسه.

– غايات أدب الأطفـال:

تشتمل الغايات التي يسعى أدب الأطفال لتحقيقها على مجالات تربوية ونفسية واجتماعية وجمالية، يمكن تلخيصها كالتالي:

– أولاً) الغايات التربوية: كتوسيع آفاق مدارك الأطفال، وإتاحة الفرصة ليعيشوا الخبرات والتجارب المختلفة، ضمن أُطر تلائم قدراتهم، ومساعدتهم في اكتشاف البيئة المحيطة، وتنمية الاتجاهات التي تُعزّز لديهم حلَّ المشكلات.

– ثانياً) الغايات المعرفية والتعليمية: كالإسهام في زيادة معارفهم واطلاعهم، ولعب دور محبّب في تعليمهم أساليب الحياة واكتشاف طبيعتها، وتزويدهم بالحقائق عن الطبيعة والبيئات الاجتماعية المختلفة.

– ثالثاً) الغايات الوجدانية: كتعزيز المشاعر والأحاسيس الإنسانية الراقية لدى الأطفال، وتهذيب انفعالاتهم، وتوجيهها الوجهة السليمة، وتأمين نوع من التوازن النفسي، وإقامة علاقات إيجابية مع الآخرين.

– رابعاً) الغايات الاجتماعية: كالتعريف بالبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الطفل، وقيمها الإيجابية السائدة، وتنمية الحسّ الاجتماعي، وغرس القيم الإيجابية المنسجمة مع قيم المجتمع، وترسيخ علاقات اجتماعية سليمة في الأسرة والمدرسة والمحيط الاجتماعي.

– خامساً) الغايات التذوّقية: كالارتقاء بحسّ الطفل التذوقي، وتعزيز توجُّهاته الجمالية، وإكسابه حبّ الطبيعة، من خلال النماذج الأدبية التي يقدّمها، وتنمية المقدرة على التذوّق الأدبي.

– سادساً) الغايات التهذيبية: كتهذيب سلوك الطفل، وتبصيره بالقيم الخلقية الإيجابية، وتعزيز الالتزام بالانضباط، وإتباع أنماط سلوكية راقية، وخلق روح الألفة والتعاون بين الأطفال.

– سابعاً) الغايات الترفيهية: كتوفير أجواء التشويق والمتعة بين الأطفال، ومنح الشعور بالراحة، وبثّ التسلية والاستمتاع، وملء أوقات الفراغ بالمفيد والمسلّي، وحسن الانتفاع من الوقت.

– فنون أدب الأطفال:

يشتمل أدب الأطفال على أنواع أدبية، هي ذاتها المعروفة في أدب الكبار، ولكن قد تختلف بعض خصائصها بحسب طبيعة النوع الأدبي، وهذه الأنواع هي:

– أولاً) القصة: تحتلُّ المرتبة الأولى في أدب الأطفال، وتعدُّ أكثر أنواعه انتشاراً وشيوعاً، وبأنها أقرب الفنون الأدبية إلى نفوس الأطفال، وأكثرها مقدرة على الطواف بهم على أجنحة الحلم والخيال. وهي أداة فعّالة في تحقيق أهداف التربية، والتعبير عن خصائص جمهوره، وإشباع احتياجاتهم الفكرية والنفسية والمعرفية. يتحدّث عنها نزار نجار بقوله(4): (الأطفال مغرمون بالقصة، شديدو التعلّق بها، فهم يصغون إليها، ويقرؤونها بشغف، يحلّقون في أجوائها، ويندمجون مع أبطالها، يتعايشون مع أفكارهم.. إنهم منجذبون دائماً أمام حوادثها، ووقائعها وشخصياتها.)

– ثانياً) الشعر: يحظى بالمرتبة الثانية بين أنواع أدب الأطفال، ويحتل أهمية كبيرة في حياتهم، ذلك لمقدرته الكبيرة على التعبير عن براءة الطفولة وانطلاقها، والولوج إلى أعماقها الغائرة, واستكشاف مكنوناتها، وتنمية الاتجاهات الإيجابية فيها.

– ثالثاً) المسرحية: يحتل المسرح كشكل راقٍ من أشكال التواصل الإنساني، مكانة مميّزة في تربية الأطفال، ويؤدي دوراً مهماً في الاتصال الثقافي معهم، ويعدُّ وسيلة ناجحة تمنحهم المقدرة على التعبير عن ذواتهم بكل حرية.

– رابعاً) الرواية: هذا النوع الأدبي متأخِّر نسبياً عن الفنون الأخرى، إذ لم يظهر بشكله الحقيقي إلا في بداية النصف الثاني من القرن العشرين. من أنواعها: رواية المغامرة، رواية الخيال العلمي، الرواية الاجتماعية وغيرها. ولا يختلف هذا اللون الأدبي كثيراً في أهميته وخصائصه وأهدافه عن باقي الفنون الأدبية الموجّهة للأطفال.


الهوامش والإحالات:

  • تنمية ثقافة الطفل: فصول حول ثقافة الطفل، دار الفكر، دمشق. ط.1 كانون الثاني/ يناير 2002م. تأليف: عبد التواب يوسف، ص 28
  • أدب الأطفال بين الثقافة والتربية، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 2004، تأليف: د. عيسى الشماس، ص 33
  • سلسة عالم المعرفة، العدد 123، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، مارس/آذار 1988 (ثقافة الأطفال) تأليف د. هادي نعمان الهيتي، ص /147-148/
  • الموقف الأدبي، مجلة أدبية شهرية، تصدر عن اتحاد الكتّاب العرب بدمشق. العدد 441 السنة 37 كانون الثّاني/ يناير 2008 عنوان البحث: قصص الأطفال في سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى