ترجمات

حوار مع مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت مكماستر

هربرت رايموند مكماستر، هو ضابط عسكري برتبة فريق في الجيش الأمريكي، ومستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عيّنه بعد استقالة مايكل فلين.

  • ما هي الرسالة بالنسبة للإيرانيين اليوم فيما يتعلق بالعراق؟

أعتقد بأنّ الرسالة يجب أن تكون: أنّ إيران يجب عليها أن تتوقّف عن استعمال الأسلحة بشكل غير قانوني في العراق على حساب الاستقرار في المنطقة, ومصالح الشعب العراقي. لو أنّنا نفكّر في مصادر القوة بالنسبة لداعش ومجموعات مماثلة, فإنّ قدرتهم على تقديم أنفسهم على أنّهم محامون للسنّة, والمحرّك الأساسيّ لهذا الصراع هو إيران, فهي التي سبّبت هذه المآسي الإنسانية في المنطقة، في سوريا، وكذلك في العراق. أعتقد أنّ الرسالة يجب أن تكون: لا أحد منّا, لا العراق ولا الولايات المتحدة ولا حلفاؤنا ولا شركاؤنا يمكن لهم أن يقبلوا بهذا المستوى من التدخل والدعم للإرهابيين وللميليشيات.

  • العراق وسوريا يشكّلان مصادر قلق, ولكن ماذا سيحدث في سوريا؟

يجب أن يكون هناك حلٌّ سياسي في سوريا يسمح لكلّ السوريين من أن تكون لهم كلمة في حكم بلدهم, ونظام الأسد عوضاً عن أن يتقدّم باتجاه شيء كهذا, تراه يغذّي هذا الصراع، وما يمكن أن نقوم به هو العمل مع شركائنا في سوريا لهزيمة داعش بشكل يمكّننا من تنفيذ هذا الاتفاق السياسيّ.

  • وفي إطار جنيف, ما هي إمكانية بلوغ هذا الحل؟

ثمة إمكانية ضعيفة جداً, شركاؤنا لهم قدرة التأثير في سوريا, إن نظرنا إلى الوضع في سوريا وإلى عدد الناس الذين قتلوا؛ سواء على يد داعش أو على يد النظام الوحشيّ, لو ننظر إلى عدد المهجرين داخلياً وعدد الجرحى, لو ننظر إلى البنية التحتية سنرى أنّ هناك ما يقيّم بـ 400 مليار دولار من الهدم, يجب أن نتأكد أنّه لا يوجد أيّ دولار يسخِّر لإعادة البناء ما دام هذا النظام موجوداً, يجب بالتالي أن نحفِّز على بلوغ اتفاق سياسيّ يحمي كل السوريين، وينهي هذه الأزمة الإنسانية، ويوفّر الظروف لرجوع اللاجئين مع توفير الأمن لهم, والأمن يأتي من منع

وحرمان إيران من أن يكون لها أيّ تأثير في سوريا، وأعتقد أنّه يجب على كلِّ هذه القوى المُعطِّلة أن تتحمّل مسؤوليتها في دعم نظام الأسد, ويجب أن نعمل على محاسبتهم.

  • أنت إذاً لا تؤمن بمقولة أنّ روسيا هي المسؤول الأول إلى جانب إيران عن وحشية نظام الأسد الذي أدى إلى مقتل نصف مليون شخص؟ هناك من يقول أنّ مساهمة روسيا في إعادة البناء يعني أنّ دورها انتهى.

لا أعتقد أنّ هناك أحداً يستطيع أن يقدّم لنا الإيرانيين على طبق من ذهب، يجب أن يعرفوا أنّه يجب أن يدفعوا الثمن متمثّلاً في عزل سياسيّ واقتصاديّ إذا ما واصلوا في هذا النهج, ما نتحدّث عنه هو أحد أهمّ تحدياتنا الأمنية، والرئيس أعطانا إرشادات واضحة حول علاقاتنا مع روسيا, وكما ترون فقد كانت له مواقف قويّة في الشرق الأوسط وفي أوكرانيا مثلاً، حيث نواجه سلوك روسيا.

نحن لا نعتقد أنّ من مصلحتنا أن ندخل في صراع مع روسيا, والرئيس طلب منّا أن نعزّز مناطق التعاون، ونرى بعض ملامح خفض التصعيد في سوريا، إلا أنّ هناك العديد من المواضيع التي يمكن أن نتعاون فيها لمصلحة الجميع, مثل كوريا الشمالية، ونحن نقرُّ بأنّ الصين بطبيعة الحال لها أكبر علاقات اقتصادية ولها أكبر تأثير على كوريا الشمالية, إلا أنّ روسيا كذلك لها تأثير، وهي قادرة على إقناع كيم جونغ أون ونظامه بالتحوّل نحو نزع الأسلحة النووية كفرصة أخيرة لتفادي النتائج السيئة، ويبدو لي أنّه بات من الواضح بالنسبة لروسيا بأنّه ليس من مصلحتها أن تساهِم في إدامة هذا الوضع في أوكرانيا, هذا الأمر يكلّف روسيا الكثير اقتصادياً من حيث المصداقية, كلّ هذه المواضيع يمكن أن نعمل مع روسيا حولها، وأعتقد أنّ الرئيس ووزير الخارجية سينتهزون تلك الفرصة.

  • حضرة الجنرال, خطاب الرئيس تركّز على الحرس الثوريّ الإيراني، والرئيس كذلك قال أنّه ينوي فرض عقوبات اقتصادية عليها, كمبدأ أوليّ فيما يتعلّق بإعادة العلاقة إزاء الحرس الثوريّ,ماذا تنوون القيام به بالضبط؟

نحن نعتقد أنّ هذه المنظّمة منظمّة عدوّة ألحقت الأذى بالكثير من الأطراف في الشرق الأوسط وفي الجزء الغربي من الكرة الأرضية, إذاً ما الذي يجب أن نقوم به؟ نحن بحاجه إلى استراتيجية يشارك فيها حلفاؤنا وشركاؤنا. الحرس الثوري منظمة إرهابية, وهي شبكة منخرطة في جملة من النشاطات غير القانونية, لدفع أجندة النظام الإيراني قدماً، ما هي إذاً عناصر هذه الاستراتيجية؟ يجب أن نفهم المشكلة أولاً, ويجب كذلك أن نرفع الستار عمّا تقوم به إيران في المنطقة لكي يشاهد العالم ما تفعله ويحملوها على تحمّل التكلفة لهذا السلوك. إذاً يجب أن نطرح الأسئلة.

ما هو الحرس الثوريّ؟ ما هي ماهيّة هذه المنظمة؟ وما هي أهدافها؟ ولكي نكشف هذا الأمر يجب أن نفهم استراتيجية النظام واستراتيجية الحرس الثوريّ, يجب أن نعرف طريقة تركيب هذه المنظمة، وما تقوم به لتسهيل العمل الإرهابي والمتطرّف عبر العالم، يجب كذلك أن نفهم العلاقة بين هذه المنظمة والمنظمات الأخرى, ما هي علاقتهم مع المؤسّسات المالية ومع الشركات غير القانونية، ومع أولئك الذين يوفّرون لهم الغطاء، مما يمكّنهم من العمل بشكل سرّي, إذاً نحن لا نتحدّث عن الشبكة فقط، بل نتحدّث عن علاقتها بالأطراف الأخرى, ويجب كذلك أن ننتبه إلى تدفّق الموارد إليها، ويجب أن نفكّر في استعمال قدرات القانون، والتي وإلى حدّ الآن لم نستعملها بكفاءة.

نحن بحاجة إلى مزيد من الخطوات على مستوى وزارة الخزانة وعلى مستوى وزارات الأخرى، وزير العدل أسّس مجموعة لتعزيز دور وزارة العدل في الأمن القومي, إذاً يجب أن ننتبه إلى الناس والأموال وإلى المخدرات والتهريب, تهريب البترول وغيره. هذه المنظمة منظمة تتاجر بالأفيون من أفغانستان وتبيعها لتسمِّم العالم لتحقِّق الأرباح, إذاً يجب – كما قلتُ – أن نطرح الأسئلة, ما هي مصادر قوتهم وما هي نقاط ضعفهم، وأن نعمل على عزلهم عن مصادر القوة تلك, فهذه المجموعة لها نقاط ضعف ماديّة، لكن كذلك لها نقاط ضعف معنويّة، ونحن أصبحنا أكثر مرونة، ولدينا الآن آليات وأدوات أكثر مما كان لدينا في السابق, وهنا يمكن لمؤسّستكم أن تساعدنا في فهم هذا الأمر إلى جانب حلفائنا.

  • كما تعلم أنّ الحرس الثوري يسيطر تقريباً على 20 % من الاقتصاد الإيراني، لكن ما هي رسالتك إلى مجتمع الأعمال عبر العالم، وخصوصاً الشركات التي تتطلّع إلى الانخراط الاقتصادي مع إيران؟

رسالتي لهم: لا تنخرطوا اقتصادياً مع الحرس الثوريّ، ولا تدعموا حملات القتل التي يقومون بها, ولأصدقائنا في المنطقة ولإسرائيل وللمملكة العربية السعودية وللآخرين أقول: أنّه من مصلحه الجميع أن نعمل على الاستخبارات الاقتصادية، كي نتعرّف على أصحاب هذه الشركات.
ما نريد أن نقوم به، هو أنّ تكون لدينا مقاربة مماثلة لمقاربة الرئيس مع كوبا, حيث قال أنّنا لن نزيد من ثروة نظام كاسترو لكي يشدّدوا قبضتهم على الشعب الكوبي، نعم سننخرط في علاقات اقتصادية مع الأطراف الحقيقيين, الأطراف الشرعيين، ولكن لا يمكن أن ننخرط في علاقات اقتصادية مع الحرس الثوريّ.

  • إذاً الحرس الثوري يُعتبر مؤسسة عابرةً للحدود، وهي تقوم كذلك بانتهاكات لحقوق الإنسان وغيرها, دعني أركز على هذه النقطة الأخيرة، والتي لم تحصل على ما يكفي من الانتباه, كما تعرفون أنّ الحرس الثوري مسؤولٌ عن انتهاكات في الخارج، وكذلك على تقييد الحريات في الداخل, ما هو رأيُّ هذه الإدارة فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان والقضايا الداخلية في إيران؟ وإلى أي مدى الشعب الإيرانيّ محصّن من سلوك الحرس الثوريّ؟

أعتقد أنّ الرئيس كان واضحاً جداً في خطابه، وتكلّم مع الشعب الإيراني بوضوح, ويجب أن نركّز على هذه الناحية, الخطاب كان يتعلّق باستراتيجية شاملة فيما يتعلق بإيران, ونحن كنّا نركّز على القوانين, ولكن الخطاب كان يتعلّق باستراتيجية فعّالة، وليس على قانون محدّد، وكذلك فيما يتعلّق بالحرس الثوري الذي يتهدّد الجميع، وبالتالي التركيز في الخطاب مجدداً كان على مخاطبة الشعب الإيراني الذي يعاني من ضغوطات الحرس الثوري والباسيج، وكلّ هذه الهيكلية من الشبكات الجرمية التي تبتلع الموارد لمصالحها الشخصية، وثرائها الشخصي للمحافظة على سلطة الملالي، ونحن طبعاً علينا أن نفضح هذا التصرّف أمام العالم وأمام الشعب الإيراني.

إن كان هناك مثلاً نظام في إيران لم يعُد يعادي الجميع، فذلك سيكون جيداً جداً، نظام لا يقمع الشعب الإيراني، ونحن نعرف ما هي ثقافة وحضارة الشعب الإيراني وإرثه وبالتالي كان من المهمّ في الخطاب أن نميّز بين النظام والشعب.

  • جان هاك كتب مقالاً حول هذا الموضوع, قال أنّ هناك إحدى عشرة من ضمن سبع عشرة عقوبة يكون تأثيرها أكثر على الشعب الإيراني. كما ذكرت هناك إجراء للمراجعة وتصوّر أنّ هذا الأمر غير مفاجئ.

طبعاً، هذا ما يجدر أن نستمع إليه، ولو ركزنا على الخطاب بفهم السياسة الخارجية, كان هناك خطاب المملكة العربية السعودية أمام خمس وخمسين دولة عربية وإسلامية وكان خطاباً مهمّاً، وكان له أيضاً خطابٌ في بولندا حول الرؤية المتعلّقة بالعلاقات عبر الأطلسي، والتزامنا بهذه العلاقة هو ضرورة، وأن نحترم المثل العليا التي نتشاطرها مع الحضارة الغربية، وكلّ الدول المتحضرّة، وكذلك خطابه حول استراتيجية جنوب آسيا هي أيضاً مهمّة للغاية. كلّ هذه الخطابات مهمّة وترسم توجّهاً لسياستنا الخارجية، والخطاب حول إيران هو جزء من هذه المجموعة من الخطابات التي تفسّر للشعب الأمريكي ما هي أولويات الرئيس لمصالحهم ولأمنهم وكيف يفعل الرئيس ذلك عبر مقاربة متجانسة.

  • لقد تحدثنا عن الحرس الثوري كمصدر تهديد لأمننا القومي ولحلفائنا، ما هو الشيء الذي تسعونا إلى إنجازه لجهة حزب الله، ناهيك عن أنّ إيران تسعى إلى إعادة حزب الله في كلّ مناطق الشرق الأوسط.

نعم، هذا مماثل للاستراتيجيات الأخرى الموجّهة نحو منظمات وشبكات أخرى تقوم بأعمال عنف وكذلك بالقمع. استراتيجية حزب الله متشابهة أيضاً فيما يتعلّق بالتمويل نحن فعلنا  ذلك، ونعزّز من جهودنا، ولكن بعضها أيضاً يتعّلق بالإعلام في هذا الإطار، كما تعرف أنّ حزب الله يرتكز على شرعية مفادها قدرته بتصوير نفسه على أنّه حامي المواطنين الشيعة المحرومين في لبنان، ولكنّ تصرفات حزب الله في السنوات الماضية خاصةً منذ العام 2012 ومع بداية الحرب الأهلية في سوريا, أنّه يحارب بالوكالة عن إيران وعن الحرس الثوريّ، وكان من الضروري أن نفضح تصرّف حزب الله هذا وأن نفضح سلوكه وما يفعله ضدّ شعبه في لبنان وكذلك في العالم.

  • أحد أصدقائنا وهو السيد ماك راغا العضو في مجلس الشيوخ قدّم مشروع قانون لفرض عقوبات على إيران لاستعمال حزب الله المدنيينَ كدروع بشرية في المدارس وفي المستشفيات، وهذا التشريع سيركّز ويسلّط الضوء على أنّ حزب الله لا يهتمّ بمصالح الشيعة في جنوب لبنان فقط، بل في مناطق أخرى أيضا.

من دون شكّ، كيف يمكن أن يكون ذلك من مصلحة الشعب اللبناني، أن يكون هناك ربما عشرات الآلاف من الصواريخ موجّهة على إسرائيل، فما الذي تتوقّعه من إسرائيل أن تفعله أمام هذا التهديد، لو استعملوا هذه الأسلحة باسم إيران للقمع والتهديد، على إسرائيل أن تتصرّف, وعندها كيف سيساعد ذلك اللبنانيينَ وليس فقط الشيعة اللبنانيين في جنوب لبنان، لكن التأثير سيكون على كامل هذا البلد الجميل الذي عانى كثيراً منذ السبعينيات من القرن الماضي، وبدأ للتو يستعيد عافيته ويبدي بعض الأمل للمستقبل. هذا ما تفعله إيران.

إيران تحرم الشعوب من طموحاتها وأحلامها وتدخلها في حلقات من العنف، ولماذا هذا الأمر مهم؟ لأنّنا نرى هذا العنف المأساوي والمآسي الإنسانية في سوريا والعراق وأماكن أخرى، وما نراه هو أنّ هذا العنف يؤدي إلى ظروف لا تسمح للأطفال بالتوجّه نحو المدارس وتمنع عنهم التربية، وأيضاً هناك مخيمات اللاجئين، والأردن تفعل الكثير لخفض هذا العبء، وكذلك لبنان يعاني كثيراً ودولٌ أخرى في المنطقة أيضا، تركيا مثلا تتحمّل عبئا في هذا الإطار، وعلينا أن نفعل ما بوسعنا لمساعدة هذه الدول التي تقدّم المساعدات في هذه الأزمة، ولكن ما ترتكز عليه إيران ومجموعات داعش هو الجهل، لأنّهم يحتاجون إلى مستوى ما من الجهل لخلق البغض، ومن ثمّ استعمال واستغلال هذا البغض للاستمرار في فرض العنف على الأبرياء، وذلك بدوره يؤدي إلى ظروف تحرم الجميع من التربية والتعلم، ويؤدي إلى تعزيز قدرة الديماغوجيا في السيطرة على هذه الشعوب وبالتالي علينا أن نضع حدّاً، وأن نكسر هذه الحلقة المفرغة، ومن يعمل على تعزيزها مثل مجموعات كداعش والقاعدة وأتباع القاعدة، ومعهم على المستوى نفسه أيضا الحرس الثوريّ وحزب الله.

  • جنرال مكماستر، ما هو واقع الاتفاق النووي مع إيران؟

نعم لديّ بعض النقاط التي أشار إليها الرئيس فيما يتعلق بالاتفاق النووي للاستذكار, تكلّمت مع أحد الحلفاء الأوربيين اليوم, في الواقع يتكلّمون عن الاتفاق برمّته، وقلت له عليك أن تقول أنّ هذا أسوأ اتفاق على وجه الأرض، كان لديه مشكلة في إيجاد الكلمة المناسبة.

البعض يقول أنّهم حصلوا على كلّ الأموال، كأنّنا قدمنا لهم الأموال قبل أن يتصرّفوا, وإن كانت إيران تصدر مليون برميل نفط، الآن يصدّرون مليونين ونصف في اليوم الواحد، وبالتالي ما الذي سيؤدي إليه أو كيف تستعمل كلّ هذه الأموال من ناحية الصواريخ مثلا، أو على المستوى العسكري، وبالتالي ما هي المصلحة التي تتأتّى للمجتمع الدولي عن هذا الاتفاق، وكما يقول الرئيس: إيران لا تتصرّف وفق روح هذا الاتفاق، وهناك مشاكل أخرى في الاتفاق، تصرّف إيران وسلوكيات الحرس الثوريّ وكذلك برنامج الصواريخ الباليستية الذي يستمر دون هوادة، وكذلك عدم إمكانية التأكّد من تطبيق إيران للاتفاق، وكذلك كما قلت، أنّ كل هذه التصرفات الإيرانية والسلوكيات التي تختلف عن روح لاتفاق وكلّ هذا الكلام الذي نسمعه, وبالتالي لابدّ من دون شك أن نطبّق كلّ أجزاء الاتفاق، خاصةً فيما يتعلّق بمراقبة تطبيقه, وهناك أيضاً هذا البند الذي يتعلّق بانتهاء الاتفاق، وبالتالي يمكن لإيران أن تستمرّ في استعمال هذا الاتفاق لتغطية تقدّمها على مستوى التكنولوجيا المتعلّقة بالقدرات النووية حتى ينتهي الاتفاق، فكلّ ذلك مشاكل أساسيّة في الاتفاق، وما قرّره الرئيس هو أنّ أفضل مقاربة الآن تقضي بالاعتراف بكلّ هذه المشاكل، وكلّ نقاط الضعف ضمن الاتفاق وما يريده من الكونغرس بدلاً من أن يكون هناك قوانين فقط للإشارة إلى المشاكل، والتصرّف لنعرف كيف يجب أن نتقدّم في هذا المجال، والعمل مع الحلفاء والشركاء لنتأكد من تعزيز قدرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعمليات المراقبة ومحاسبة إيران، عندما لا تحسن التصرف.

الأمر لم يتعلّق فقط بعدم إعادة تثبيت الاتفاق، ولكن بكيفية تصرّف إيران وتطبيقها للاتفاق، وعلينا أن نتمكّن من الحصول على المزيد من الأمن عبر تطبيق هذا الاتفاق.

الرئيس قرّر – فيما يتعلّق بهذا الاتفاق – أن يفعل أفضل ما بوسعه لتحسين الأوضاع وتصليحها والعمل لمصلحة الشعب الأمريكي والحلفاء, ولابدّ من أن نعمل أيضاً على تصرفات إيران المزعزِعة لاستقرار المنطقة، وإيجاد حلول لكلّ المشاكل التي أُشير إليها في هذا الاتفاق.

  • إذاً هذه استراتيجية تقوم على سحب الثقة، وفي نفس الوقت تقوية هذا الاتفاق بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء، ولكنّ الرئيس أكد مرة أخرى وقال: إذا لم يتمكن الكونغرس من تحسين هذا الاتفاق فإنّه سنهيه. أليس كذلك؟

من دون شكّ. رسالة الرئيس واضحة، وهو لن يفعل أي شيء لن يكون في مصلحة الشعب الأمريكي، وبالتالي سيضع دائماً الأولويات وفق المصالح الأمنية، ولصالح رخاء الشعب الأمريكي.

  • هل تثق بأنّ الحلفاء الأوربيين سينضمون إلى استراتيجية الضغط والإصلاح هذه؟

اعتقد أنّهم بدأوا ينضمون إلى هذه الاستراتيجية، فقد رأينا تصرف الحلفاء في أوربا وكندا لتعزيز قدرات الوكالة الدولية, ولكن لا يمكننا أن نستمع إلى التهديدات الإيرانية: لا يمكنكم فعل هذا أو ذاك. طبعاً سنفعل وسنتصرّف ونرى مزيداً من الحلفاء والشركاء ينضمون إلينا لفرض العقوبات على إيران لمعاقبة تصرفاتها المزعزِعة للاستقرار، وهذا ما نراه أيضاً في وزارة المالية هنا, وكذلك يمكن للكونغرس أن يعزّز القدرات في فرض هذه العقوبات على إيران، وهذا يعود إلى ما يفعله الرئيس، وبعد أن يتخذ قراره.

نحن نعمل على تطبيق هذا القرار ثم نرفع تقارير بخصوص ما توصّلنا إليه، وما هي البدائل الممكنة لإعادة النظر بهذه الاستراتيجية. الرئيس من دون شك يتعامل مع هذه الوثائق والاستراتيجية على أنّها تتغيّر باستمرار.


نُشر الحوار في قناة الحرّة، تحت عنوان (ندوة مع مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت مكماستر). الرابط الأصلي للحوار (https://goo.gl/FiHJFv).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى