قضايا راهنة

سيناريو الإطاحة بالصحة العالمية.. خيار وارد أم قرار نهائي؟!

وسط موجة شديدة من التغيرات التي تجتاح قواعد الدول وتهزّ عروش الأنظمة والحكومات، باتت المنظمات الأممية في مرمى نيران الاتهام؛ بضعف الشفافية وغياب المسؤولية، فالكيل الهائل من الانتقادات الحادة لـ”سطحية” مواجهة فيروس كورونا (كوفيد19) مهدت لـ”حراك دولي” تقوده الجهات النافذة في القرار العالمي ضد سياسات وممارسات منظمة الصحة العالمية WHO، واستنفار أمريكا-أهم خيط في نسيج الدعم المالي- ضد الصحة العالمية من شأنه أن يؤدي بمستقبل التوجّه الأممي إلى نفق مظلم، فمع أزمة كورونا المؤرقة أشتد فصول التزاحم الدولي في لعبة التجاذب القطبي، ويسعى كل طرف لاستثمار الظرف ويعزز من هيمنته على خارطة النفوذ والمصالح.
على ضوء الوقائع والأزمات التي تعصف بالبشرية وما تكابده من نزاعات وحروب قاهرة، يظهر جلياً حجم الخلل في الجهاز الإداري لمنظمة الصحة العالمية التي يقدر عمرها بـ 72 عاماً، فالوجه الصحي الذي طالما عمم رسائل الشفافية والنزاهة الصحية لسكان الأرض؛ متهم اليوم بالكسب غير المشروع وسوء استغلال مديره العام للسلطة، وكثير من القضايا والملفات التي تأرجح التعامل مع حيثياتها بين وجهتين متناقضتين، تتمثل الأولى بالمبالغة في ردة الفعل وانتاج كميات هائلة من الأدوية كما في تجربة أنفلونزا الخنازير اتش 1 ان1 عام 2009، أمّا الوجهة الثانية فهي تساهل أسياد القرار في الــ WHOبل وحتى تسترهم كما يصف كثير من المراقبين على أحداث تسرب فيروس كورونا الفتاك في بداياته الأولى أواخر العام الفائت، وهذا ما عمق بطبيعة الحال من آثار المشكلة الصحية الراهنة.
أهداف الصحة العالمية
تتخذ المنظمة من مدينة جنيف السويسرية مقراً رئيسياً، ولها 150 مكتبا قطرياً و6 مكاتب إقليمية، ويزيد عدد موظفيها عن 7 آلاف شخص.

المكاتب الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية WHO

 

بيانات إضافية

المكتب الرئيسي الإقليم

المكتب الإقليمي لأوروبا يشمل معظم دول أوروبا بالإضافة إلى إسرائيل

كوبنهاغن، الدنمارك

أوربا

المكتب الإقليمي لأفريقيا يضم كافة البلدان الأفريقية(باستثناء مصر، السودان، جنوب السودان، تونس، ليبيا، الصومال والمغرب (تقع جميعها تحت المكتب الإقليمي لشرق المتوسط

برازافيل، جمهورية الكونغو

أفريقيا

معظم دول جنوب شرق آسيا

نيودلهي، الهند

جنوب شرق آسيا

المكتب الإقليمي لشرق المتوسط يشمل بلدان أفريقيا التي لم يتم تضمينها في المكتب الإقليمي لأفريقيا، باكستان، فضلاً عن دول الشرق الأوسط، باستثناء إسرائيل

القاهرة، مصر

شرق المتوسط

المكتب الإقليمي للأمريكيتين يغطي امريكا الشمالية والجنوبية

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية

الأمريكيتين

المكتب الإقليمي لغرب المحيط الهادئ يشمل جميع البلدان الآسيوية التي لا تتبع إقليم جنوب شرق آسيا وإقليم شرق المتوسط، وجميع البلدان في أوقيانوسيا، بالإضافة إلى كوريا الجنوبية
مانيلا، الفلبين
غرب المحيط الهادئ
الأهداف:

• تعزيز التعاون التقني ومساعدة الحكومات على تطوير الخدمات الصحية.
• العمل كسلطة توجيه وتنسيق للعمل الصحي الدولي.
• تشجيع وتنسيق البحوث المتعلقة بالخدمات الطبية الحيوية، والخدمات الصحية.
• ترسيخ المعايير الدولية للمنتجات البيولوجية، والصيدلانية.
• تحسين معايير التدريب والتعليم في المهن الصحية، والمهن ذات الصلة.
• تحفيز العمل على الوقاية من الأمراض الوبائية، والمزمنة وغيرها من الأمراض.
• تقديم المساعدة التقنية المناسبة في حالات الطوارئ، وتقديم المعونة اللازمة، بناءً على طلب الحكومات أو قبولها للمساعدة.
• تعزيز التعاون مع الوكالات المتخصصة الأخرى عند الضرورة، والعمل على تحسين التغذية، والإسكان، والصحة العامة.
التمويل في الصحة العالمية
تعتمد المنظمة على مصدرين رئيسيين في تمويلها وهما مزيج من (الاشتراكات المقدرة والمساهمات الطوعية)، حيث تشكل الاشتراكات المقدرة “رسوم العضوية” ربع تمويل المنظمة، وهي المستحقات المالية التي يدفعها أي بلد ليكون عضواً في الصحة العالمية، ويحسب المبلغ المقدر وفقاً لناتج الدولة المحلي وتعداد سكانها، وقدرت بنحو 4.85 مليار دولار للفترة الممتدة بين عامي2020 و2021.
المساهمات الطوعية تعني ما تقدمه حكومات الدول والمنظمات الخيرية لدعم مشاريع وبرامج صحية معينة مثل القضاء على شلل الأطفال ومكافحة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وكثير من الأمراض والأوبئة المعدية.
كما وتعدّ الولايات المتحدة الأمريكية أعلى الدول مساهمة في المنظمة العالمية بنسبة 15% من أجمالي المساهمات الطوعية ويليها مؤسسة بيل غيتس الخيرية (منظمة أمريكية خاصة) ومن ثم بريطانيا وألمانيا، أمّا الصين فتتبوأ الترتيب 48 من القائمة العالمية.
الوجه الآخر للصحة العالمية
بعد مرور ثلاثة أشهر على تفشي كورونا في مدينة ووهان الصينية، وجهت الصحة العالمية الأنظار من تأخرها “المميت” لإعلان الفيروس العالمي إلى التشهير بكثير من دول الشرق الأوسط واتهامها بإخفاء عدد الاصابات الحقيقية بالوباء، المفارقة أن مديرها العام “تيدروس غيبريسوس” نفسه التزم الصمت حيال كتمان السلطات الصينية على كورونا، لا بل قدم نصائح صحية ساهمت الى حد كبير في تفشي الجائحة عندما شدد على عدة أمور ورفض بعضها الأخر، وهنا نستعرض سلسلة تراتبية من البيانات التي أدلت بها منظمة الصحة العالمية خلال بروز جائحة كورونا :
 الوباء لا ينتقل من شخص لآخر(14 يناير/ كانون الثاني).
 من المبكر إعلان حالة الطوارئ العامة حول فيروس كورونا (23 يناير/ كانون الثاني).
 ستسيطر الصين على الوباء ضمن حدودها ولا حاجة لإغلاق الحدود معها (30 يناير/كانون الثاني).
 السبب الرئيسي لإعلان الطوارئ الصحية ليست الصين بل ما يجري في البلدان الأخرى(30 يناير/كانون الثاني).
 يجب عدم ايقاف التجارة والسفر من وإلى الصين (3شباط/ فبراير).
 كورونا يقود العالم إلى المجهول بعد عبورها الحدود الصينية (2مارس/آذار)
 عدد حالات الإصابة بالوباء التاجي يبلغ 100ألف شخص(7مارس/آذار).
 تعريف كورونا رسمياً بالجائحة العالمية (11 مارس/آذار).
أمام هذا السيل من التصريحات التي جاءت معظمها على لسان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يتسأل أحد المنتقدين عن سبب غياب خيار تبني المنظمة للوائح الصحة الدولية، على الرغم من كونه إجراء قانوني تم تعميمه على أعضائها الـ196 كصك دولي معتمد منذ عام 2005 ؟!
التستر على تفشي الكوليرا
تاريخ حافل من الإخفاقات تعود بذاكرتنا إلى الوراء عدة سنوات تحديداً بين عامي (2005) و(2012) عندما تستر المدير الحالي لمنظمة الصحة العالمية على حادثة تفشي وباء الكوليرا في بلاده أثيوبيا أثناء توليه حقيبة الصحة هناك، فعلى الرغم من تأكيد عثور كثير من التحقيقات الصحفية وعلى رأسها صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية على آثار الكوليرا في عينات براز بعض المرضى، إلا أن الرئيس الافريقي الأول للمنظمة الأممية أستطاع أن يضلل المجتمع الدولي واقنعها بـ”أنه مجرد اسهال مائي حاد وليس كوليرا” معرضاً بذلك حياة الملايين من أبناء جلدته للخطر.
أيبولا وفضائح الجرعات
الكوارث البشرية التي شهدت على تقاعس وتراخي إجراءات المنظمة الأممية كثيرة، وقد أطاحت بحياة أكثر من 15 ألف شخص في ليبيريا وغينيا بسبب تأخر استجابة المنظمة لمناشدات حكومات أفريقيا الغربية بين عامي (2013) و(2014)، حيث كان فيروس ايبولا في أوج قوته، وكذلك الأمر أثناء توانيها عن إعلان فيروس زيكا بصورة مبكرة متسببة بإنهاك بعض دول أمريكا الجنوبية وخاصة البرازيل، اذ حصد الفيروس الذي نقلته حشرات البعوض أرواح كثير من الأفراد وأصاب آخرين بتشوهات جينية.
أضف على كل ما ذكر أنفاً ملفات أخرى تورط فيها وبالأدلة الدامغة وجوه بارزة من الصحة العالمية في الفترة التي سبقت ايبولا بـ 5 سنوات، حيث ساهموا في نشر موجة الذعر والهلع بين دول العالم وطالبوا بإنتاج 5 مليارات من جرعات اللقاح سنوياً لإنقاذ البشرية من “الجائحة”، وعلى إثرها سارعت الحكومات لشراء اللقاحات والخدمات الصحية وتم تخزينها ومن ثم اتلافها لاحقاً لعدم صلاحيتها، حيث اكتشف فيما بعد تقاضي ثلاثة مستشارين في منظمة الصحة العالمية مكافآت مالية من مختبرات صناعة اللقاحات وشركات الأدوية.

التبعية السياسية

في وقت يشتدّ الهواة بين عالم الشمال المتقدم والجنوب النامي من النواحي الصحية والاقتصادية والتعليمية والإدارية(..)، يطفو على السطح حجم المعاناة التي تواجه سكان الجزء الأخير من البشرية، ففي ظل استشراء الفيروس العالمي، والبنية الصحية الهشّة، تبدو الصحة العالمية أمام مأزق صحي يضع سمعتها وشفافيتها في التدخل الاسعافي محض شك وريبة.
خصوصاً مع تفشي وباء كورونا- كوفيد 19 الذي تسبب بأكبر محنة صحية منذ الحرب العالمية الثانية، فهنالك اتهامات “شديدة اللهجة” في طريقة إدارة الصحة العالمية للأزمة والنهوض بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعوب التي تعاني من آثار الحرب المدمرة.
سوريا والمساعــدات الصحيــة ..نموذجاً
في ضوء المعطيات المنبثقة من خارطة السيطرة المعقدة بين أطراف الصراع والوكلاء المحليين، فإن العديد من قرارات تدفق المساعدات الصحية إلى سوريا محكومة بأوراق القوى الإقليمية والدولية الفاعلة على الأرض، وترتهن لإملاءاتها السياسية في آلية الضغط على القرارات الأممية ذات المسارات المصيرية، وأشد الخاسرين في هذه المعادلات الدولية هي المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية في شمال وشرق البلاد، فقرار وقف تدفق المساعدات الأممية وخاصة الصحية منها عبر معبر اليعربية (المنفذ الشرعي الوحيد مع الخارج) انعكس القرار سلباً على الواقع الصحي والإنساني تحديداً في مخيمات اللجوء والنزوح التي يقدر عددها بـ11 مخيم، فمن بالغ الصعوبة أن يتم تغطيتها صحياً بإمكانات الإدارة الذاتية المتواضعة والتي تعاني هي الأخرى من حصار شديد بعد سيطرة الفصائل الموالية لتركيا على جزء من شريطها الممتد الى حلب، وهذا ما يثير في المجمل كثير من إشارات الاستفهام حول طبيعة عمل منظمات الأمم المتحدة .
على خلاف إهمالها للواقع الصحي في جغرافية السيطرة الكردية، تغدق المنظمات الأممية مناطق المعارضة والفصائل الإسلامية المتشددة في شمال وغرب سوريا بالتجهيزات والمساعدات الطبية بعد الإبقاء على معبري باب الهوى وباب السلام مفتوحين، مانحين تركيا الضوء الأخضر لإدارتها والإشراف على حركة الاستيراد والتصدير بتوصية الجهات النافذة في قرارات الأمم المتحدة.
لم تقتصر فقط استراتيجية الدعم المالي -المشكوك في صحته- عند حدود مناطق سيطرة بعض الفصائل المصنفة إرهابياً في القائمة العالمية كـ “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقاً” والدائرة المقربة منها، بل تعدّى الأمر ليشمل دعم بعض الأطراف التي فرضت عليها عقوبات دولية لتورطها في جرائم الحرب، اذ كشفت صحيفة ” غارديان” البريطانية في تقارير سابقة منح المنظمات الأممية ومنها الصحة العالمية والأونروا مئات من العقود تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات لشخصيات مقربة من الرئيس السوري بشار الاسد في إطار برنامج المساعدات الذي بدأ عام 2011، ودفعت أيضاً لإدارات حكومية وجمعيات خيرية ورجال أعمال يخضعون لعقوبات غربية وأمريكية، هذا التناقض في المقاربة الصحية لشؤون الأمم والشعوب يثبت بوضوح غلبة المصلحة السياسية على المصلحة الإنسانية في قرارات الصحة العالمية التي ترفع شعارات تنادي بتحقيق مستقبل صحي لجميع الشعوب، لتحتكم في نهاية المطاف لسياسة انتقائية في تقديم المعونات من قبل المانحين والمساهمين في الصندوق الأممي.
تداعيات التجاذب الأمريكي الصيني
تنامي نفوذ الصين في منظمة الصحة العالمية وشهادة “حسن السير والسلوك” التي منحت على استراتيجية احتوائها إلى حد ما للجائحة العالمية، كانت مقدمة “غير محمودة” لتعقيد مهمة المنظمة العالمية في الأزمة الراهنة، فبعد أن نفذ رئيس أكثر الدول تمويلاً للمنظمة العالمية وعيده بتعليق مساهمة أمريكا المالية للصحة العالمية، والتي تضاهي 450 مليون دولار أي 15% من ميزانيتها الإجمالية، تعقدت الأمور أكثر خاصة أن قرار واشنطن النابع من سياسة العصا والجزر – التكتيك الأمريكي المتوارث – سيقوّض الجهود الدولية في مواجهة أشد المحن البشرية صعوبة منذ الحرب العالمية الثانية، ويثقل في المحصلة من عدد ضحايا الوباء في البلدان النامية التي انهكت الحروب والصراعات بنيتها الصحية الهشة أصولاً.
خلفيات تجميد تمويل ترمب للصحة العالمية
بين من يتهم قرار الرئيس الأمريكي بالمتهور والصفقاقة في التصرف وآخرون بعصا الحكيم الذي يوقظ “الوجه الصحي العالمي” من أحضان الصين، تخفي أمريكا وراء ردة فعلها على مغازلة الصحة العالمية لإجراءات الصين التي تساهم فقط بـ44مليون دولار في صندوقها المالي خلفيات استراتيجية منها ما هي مبررة بتداعيات خارجية وأخرى تحمل مسوغات داخلية:
أولاً: عودة حرب التجارة والسباق الصناعي المتواتر بين أمريكا والتنين الصيني إلى الأضواء مجدداً بعد تهدئتها بداية العام الحالي أثناء توقيع الاتفاق التجاري المرحلي بين البلدين، فبكين التي تنتهج أسلوباً هادئاً في تطوير قدراتها باتت اليوم منافساً شرساً لواشنطن خاصة في حقل التجارة والملاحة وسباق التسلح، وإن كانت الفرصة أوفر على المدى المنظور للرئيس الأمريكي كي يحقق مكاسب تجارية على حساب البضائع القادمة من البلد المتهم بتصدير الجائحة العالمية.
ثانياً: اشتداد ساعد بعض الدول الاشتراكية وخاصة الصين في العمق الأوربي تحت غطاء “الدبلوماسية الطبية”- كما فعلت مع إيطاليا وإسبانيا – وهذا من شأنه أن يغير من مستقبل الهوية الايديولوجية لبعض دول الرأسمال الغربي التي تعاني بعد موقعة “بريكست” المؤلمة من تفسخ في كيانها العام وشرخاً في خطابها المالي والسياسي.
ثالثاً: صرف النظر عن سوء إدارة ترمب لخطط حصر كورونا داخلياً بعد إن تصدرت بلاده قائمة الضحايا من حيث عدد الاصابات (قرابة مليون أمريكي مصاب بكورونا)
رابعاً: استثمار الحزب الجمهوري لجائحة كورونا وتشديد اجراءات الدعم الصحي كي تحصد مزيداً من الأصوات قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة أجراؤها في 3 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الحالي، وهي مناسبة لا تعوض لتحقيق الدعاية الانتخابية من باب الجائحة.
خامساً: التعتيم على انتشار الوباء وسوء الإدارة وضعف المسؤولية الشديدين إلى جانب فضائح مالية رافقت شخصيات بارزة في المنظمة العالمية.
سادساً: تخبط الصحة العالمية في ارشاداتها الصحية وتأخرها عن إعلان التدابير الوقائية لحصر الجائحة.
لذا يمكن استخلاص الخطوة الأمريكية في ما يخص “معاقبة” الصحة العالمية بمثل هوليوودي شائع (لا يوجد شيء من دون مقابل)، وهي صيغة عكسية لنتاج سياسة تجارية يراد من وراءها أن تلوي واشنطن عنق المنظمة العالمية وتعيدها إلى حلبة الإذعان لقراراتها، وبالتالي تجنب المنظمة العالمية من المقاربات الكينزية حيث السلوك المالي المتكئ على الأثار قصيرة المدى.
ختاماً.. ما مستقبل الصحة العالمية بعد كورونا؟
أمام سجل القضايا-سيئة الصيت- التي تلاحق منظمة الصحة العالمية، وبالتوازي مع فورة الغضب العالمي الذي يتزايد يوماً بعد يوم تجاه أخطاء المنظمة وتخبط مقاربتها للأزمات، ليس من المستبعد أن نشهد في القادم من الأيام بين أروقة الصحة العالمية سيناريوهات عدة، وجميع الخيارات مفتوحة للطرح والتنفيذ على المائدة الدولية، من أكثرها احتمالاً وبروزاً لحد الآن إقالة المدير العام للمنظمة “تيودورس غيبريسوس” الذي يتهمه كثير من أصحاب الشأن بأنه “دمية صينية”، أو قد يتم أعادة هيكلية المنظمة واصلاح قاعدتها العميقة من الداخل لتحقيق مستقبل صحي سوي للجميع.
من يعلم قد لا تتعرض الصحة العالمية لجراحة تجميلية أو رتوش مقابل الإبقاء على أسهم أمريكا وحلفائها في بورصة منظمة الصحة العالمية لتخرجها من عنق الزجاجة بعد أبعادها عن الصين وحلفائها.

المراجـــع:

(1) من نحن، وماهو عملنا”، منظمة الصحة العالمية.

 (2) وباء فيروس زيكا في الأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي.

(3)73 منظمة إغاثية تعلق تعاونه مع الأمم المتحدة“, الجزيرة نت.

(4)نصائح منظمة الصحة العالمية.. وفضائحها“، العربي الجديد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى