مقالات رأي

متحف الرقة

تتوزع في عموم سوريا – باستثناء الجزيرة العليا-  ما بين 36 إلى 40 متحفاً تحت مسميات عدة، كمتاحف للآثار ومتاحف للتقاليد الشعبية ومتحف للخط العربي ومتحف للطب والعلوم، وكذلك متحف للطوابع  والمتحف الحربي ومتحف للموزاييك.

من هذه المتاحف متحف الرقة الأثري الواقع وسط مدينة الرقة في ساحة تعرف باسم ساحة المتحف، والتي بنيت في عام 1861م خلال الفترة العثمانية واستخدمت خلال التواجد الفرنسي في الرقة كـ دار للسرايا قبل أن يتم ترميمه من قبل دائرة آثار الرقة وتحويله إلى متحف للآثار في عام 1981م.

بُني المتحف من مادة الآجر المشوي على هيئة طابقين تحوي بين طياته العديد من القاعات والمستودعات لحفظ القطع والوثائق الأثرية، بالإضافة إلى بعض الغرف التي استخدمت كمكاتب للإداريين.

الطابق الأول وكان يضم معروضات أثرية تعود لعصور ما قبل التاريخ ابتداءً من الألف السادس والخامس قبل الميلاد مروراً بآثار الألف الثالث والثاني قبل الميلاد وصولاً إلى لقىً ولوحات تعود إلى الحقب الهلنستية والرومانية والبيزنطية, أما الطابق العلوي فكان مخصصاً لآثار العصور الإسلامية.

ضم المتحف بين جدرانه حوالي 8900 قطعة أثرية منوعة كالرقيمات المسمارية والتماثيل الطينية والحجرية والمعدنية سواء البشرية أو الحيوانية، بالإضافة إلى العملات النقدية والفخاريات والخزفيات واللوحات الجصية ولوحات الموزاييك والأختام الاسطوانية  وغيرها, وذلك بحسب السجلات النظامية وطبقاً لبطاقات التعريف والتسجيل المتحفي, تعود هذه  المكتشفات للعديد من مواقع حوض البليخ ووادي الفرات الأوسط كالصبي أبيض وحمام التركمان ومدينة الفار وممباقة وحلاوة وتل البيعة والشيخ حسن وكسرى وحويشة العلكان والرصافة وتل العبد  وتل أسود والخويرة وخراب سيار، إضافة إلى آثار الرقة كالسور والجامع العتيق والجامع الكبير والقصور العباسية كقصر البنات وقصر هارون الرشيد.

في آذار عام 2013 سقطت الرقة بالكامل في يد الجيش الحر قبل أن يبسط تنظيم الدولة سيطرته عليها في كانون الثاني من عام 2014 ويقوم بدحر الجيش الحر.

خلال الفترة الواقعة ما بين 2013 حتى  تشرين الأول عام 2017 أي قبيل تحريرها بيد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي, تعرّض متحفُ الرقة للتعديات والتجاوزات من قبل تلك الجماعات بحيث تم نهب معظم محتوياته باستثناء البعض من اللقى الأثرية كالفخاريات والأطر الجصية وبعض ألواح الموزاييك المعلقة على الجدران والتي تعرضت للتشويه كما تم سرقة وخلع معظم أبوابه ونوافذه, ناهيك عن تعرض سقفه لقذيفة نارية واحتراق أحد مستودعاته وجزء من حديقته, كذلك حُركت معظم المنحوتات الموجودة في الحديقة وتلك التي كانت أمام مدخل المتحف من على قواعدها وشوهت البعض منها، بالإضافة إلى تعرض جزء من جدرانها الواقع في الجهة الشرقية للانهيار.

قامت هيئة السياحة وحماية الآثار في مقاطعة الجزيرة- سوريا- مؤخراً، وبالتعاون والتنسيق مع مجلس الرقة المدني بتوثيق متحف الرقة الأثري من الداخل والخارج، كما أنها قامت أيضاً بتوثيق بعض المعالم الأثرية هناك كالسور وبوابة بغداد وقصر البنات وموقع هرقلة ومستودعاته.

يذكر أنه خلال الأزمة السورية ابتداء من آذار 2011 تعرضت العديد من مواقعها الأثرية والتي يصل عددها إلى حدود عشرة آلاف موقع وكذلك بعض من متاحفها لأضرار مادية وكذلك للتعديات والتجاوزات كالسرقة وغيرها كما في متحف المعرة ومتحف تدمر ومتحف حمص ودير عطية ومتحف حماة ومتحف أفاميا ومتحف جعبر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى