دراسات

التصوف ونهجه في البحث عن الحقيقة

مقدمة

التصوف هو أحد المواضيع التي تعرضت كثيراً للتشويه من قبل فقهاء الدين، ومازال الرماد يستر حقيقته رغم الجهود الحثيثة من قبل الكثيرين لإزالته، ولا بد من الإشارة إلى أن المآلات التي وصلت إليها الإنسانية في هذه المرحلة، التي توصف غالباً بالمرحلة الانتقالية أو ما تسمى بمرحلة الكاوس (الفوضى)، يمكن أن تعطي للتصوف والمتصوفة حقهم المهدور، حيث أن تأثير القيم الدينية ودوغمائياتها قد ضَعُفت كثيراً وفقدت وظيفتها كرادع أخلاقي.

إن تعاظم الجانب المادي (بدءاً من أدوات الإنتاج إلى تضخّم المدن من القصور إلى ناطحات السحاب… الخ)، والضعف الجلي في الجوانب المعنوية في الحياة، يدفع الإنسان إلى البحث عن طرق وسبل تجدي نفعاً في الحد من هذا الشرخ، وخلق توزان متكامل بين الجانب المعنوي، والمادي، والتغلب على المآسي التي تتركها الحياة في الإنسان. فالإنسان كائن ميتافيزيقي والغالب عليه هو الجانب المعنوي، فهو في بحث دائم لإيجاد وإدراك طرق تؤدي به إلى السكون والطمأنينة، فيجد الكثيرون في التصوف ضالتهم، خاصة ما هو ملاحظ أن هناك توجه واضح إلى هذا التيار في وقتنا الراهن.

لماذا تم اختيار هذا الموضوع؟

إن موضوع التصوف جاذب وشائك إلى أبعد الحدود، وقد حاول الكثيرون خوض هذا البحر الهائج والمتلاطم الأمواج بحثاً عن الحقيقة، فقد حاولوا تفسيره، والبحث عن معانيه من خلال إعداد الدراسات، وتأليف الكتب حوله. سنحاول في هذا البحث تجاوز فكرة أن التصوف كان محدوداً بفترة معينة أو بشخصيات محددة، ليتم التركيز على فكرة أنه نهجٌ بإمكان الإنسان أن يتّبعه في جميع الأوقات، فما هو التصوف؟ وهل تربطه علاقة وثيقة مع الديانة الاسلامية بشكل خاص، والديانات التوحيدية بشكل عام؟ وما هو الخط والنهج الذي سلكه؟ وهل هذا النهج خاص بفترة ظهور المتصوفة حتى انتهاء حقبتهم؟ أم أن له ماضٍ أبعد من هذه الحقبة؟ وهل بإمكانه أن يُستخدم كسبيل للبحث في يومنا الراهن وفي المستقبل أيضاً؟ سوف يحاول هذا البحث الإجابة عن هذه الأسئلة، وأسئلة أخرى متعلقة بالموضوع.

لتحميل الدراسة كاملةً

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى