دراسات

المستجدات الدولية وأثرها في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وانعكاسها على تركيا والكرد والأزمة السورية

محاور الدراسة

أولاً: المستجدات الدولية وأثرها في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط

  1. الإيديولوجيا الأوراسية
  2. مشروع “الحزام والطريق” الصيني

ثانياً: أثر المستجدات الدولية في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط (إيران وتركيا)

  1. الصراع الأمريكي- الإيراني
  2. العلاقات الأمريكية- التركية

ثالثاً: منعكسات المستجدات الدولية في السياسة الأمريكية حيال الكرد والأزمة السورية

  1. التهديدات التركية لشرقي الفرات
  2. أبعاد الاتفاق الأمريكي- التركي وفكرة “المنطقة الآمنة”

النتائج والتوصيات..

مقدمة

تشارك العديد من القوى الدولية والإقليمية في الأزمة السورية، الأمر الذي جعل من سوريا ميداناً تتلاطم فيه أمواج السياسة الدولية، وربما يجعلها مسرحاً لاستشراف مستقبل النظام العالمي في ظل التطورات الدولية التي تسعى فيها القوى الصاعدة إلى احتواء حالة الهيمنة التي تمارسها الولايات المتحدةـ، والسعي إلى إنشاء نظام عالمي جديد يكون متعدد القطبية بعد أن استأثرت واشنطن فيها بموقع وصفة القطب الواحد خلال الثلاث عقود الماضية.

شكّل الكرد طرفاً محلياً ثالثاً في الأزمة السورية، وكانوا طرفاً حيادياً في أغلب مراحل الأزمة باستثناء شريحة راهنت على الائتلاف المعارض، وسعوا إلى البحث عن الحلول الحقيقية والمنطقية لها، وقدموا مشاريع سياسية كانت ولا تزال تشكل المخرج الحقيقي من متاهات هذه الأزمة.

ارتطمت فاعلية دور الكرد بمحاولات الحجب التركي لهم في الميادين والمحافل الدولية، كما سعت تركيا إلى خنق هذا الدور ومحوه عسكرياً، ولكنهم تمكنوا من التغلب على حالة الحجب هذه من خلال تحركات دبلوماسية وعمليات ميدانية (عسكرية ومدنية- إدارية)، وكسبوا من خلالها احترام وود المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

يبدو أن تركيا بقيادة العدالة والتنمية لا تستكين ولا تلين، ولا تزال تحاول القضاء على تجربة الكرد في شمال سوريا بدوافع عنصرية فظّة، وقد نجحت في عفرين إثر تهاون روسيا وتساهل الحكومة السورية، وهي تسعى وبكل قوتها إلى وأد بقية التجربة في شرقي الفرات، في حين أن الكرد يسعون للحفاظ عليها بكافة السبل الدبلوماسية والدفاعية، وهو ما يدفع بهم إلى الاستمرار في التعامل مع التحالف الدولي لتأمين حماية دولية لهم في ظل مواصلة الحكومة السورية رفض التعامل مع هذه التجربة حتى هذا اليوم.

تشكل التناقضات الدولية بيئة خصبة لظهور تحالفات قد لا تبدو منطقية للوهلة الأولى، ولكنها كانت مجدية في عدة اختبارات تاريخية، ونستذكر هنا تجربة مبارك الصباح في بديات القرن العشرين الذي تمكن عبر التناقضات الدولية من تأمين حماية للكويت، وإيصالها إلى بر الأمان في خضم الصراعات بين القوى العظمى على طرق التجارة الدولية آنذاك، وذلك من خلال مناورات دبلوماسية ذكية سجلها له التاريخ في صفحته السياسية. وهي تشبه الحالة التي يتم تفعيلها الآن بحكم ظهور مستجدات دولية ضمن مساعي قوى صاعدة في كسر نظام القطب الواحد وإنهاء الهيمنة الأمريكية, وهي حالة تسهم في خلق بيئة دولية متناقضة المصالح، ويمكن للكرد الاستفادة منها للتغلّب على الغطرسة التركية، كما تمكّن مبارك الصباح من التخلص والتغلب على الغطرسة العثمانية آنذاك، فيما لو تمكنوا من إجراء الحسابات السياسية والدبلوماسية الدقيقة.

لتحميل الدراسة كاملا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى