دراسات

مراكز الأبحاث والدراسات.. دورها وأهميتها شمال شرق سوريا نموذجاً

مقدمة

لكل نظريةٍ تطبيقاتها، والنتيجة التطبيقية لأي نظرية – سواءً أكانت في العلوم الانسانية أم العلوم الطبيعية يُفترض أن تكون لصالح البشرية، أو دولة معينة؛ أو جماعة معينة؛ حسب الظروف التي تحيط بالنظرية.

وبالتالي كان من الضروري ازدياد أهمية البحوث التطبيقية لهذه النظريات، والوصول إلى نتائج أو توصيات قابلة للتطبيق في الواقع العملي.

فنظريات العلوم الطبيعية كانت نتائجها هائلة من ناحية التكنولوجيا، والثورة الصناعية التي حصلت خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر؛ هي إحدى تلك النتائج، وما زالت تلك التقنيات تتطور حتى وصلت إلى الشكل الحالي في القرن الواحد والعشرين، بحيث ما كان خيالاً علمياً قبل مئة سنة، بات حقيقة ملموسة اليوم. 

كذلك ما يتعلق بالنظريات في العلوم الانسانية التي تركت نتائج واقعية، أثرت في المجتمعات البشرية، من النواحي السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.

إن كل ما ذُكر أعلاه يعتبر اللبنة التي تنطلق منها مراكز الأبحاث والدراسات في مختلف دول العالم، فهي تعتمد على نظريات سابقة – أو حتى وضع نظريات – لإنتاج أفكار جديدة سواء على صعيد الاقتصاد، أو على صعيد السياسة، وقد تزايدت في السنوات الأخيرة أهمية مراكز البحوث والدراسات حتى بات يطلقون عليها مجازاً السلطة الخامسة باعتبارها تصنف ضمن منظمات المجتمع المدني، لحيوية الدور الذي تقوم به.

باتت مراكز الدراسات مثل بيوت خبرة توجه السياسات – وحتى صناعتها – والاستراتيجيات؛ وتقدم الخبرات والاستشارات والمعلومات، حتى أصبحت تقود الجزء المهم من السياسة والإدارة في الدول المتقدمة؛ لتساعدها في تحقيق مصالحها وأهدافها الوطنية.

وعندما نقول أن هذه المراكز تساهم في صنع القرارات، فهذا يعني تراجع شخصانية السلطة، وترشيد القرار السياسي، وتوسيع قاعدة صنع السياسة العامة، ولا يتعلق الأمر بالسياسة فقط كما ذكرنا، لأن هذه المراكز تتغلغل في جميع مجالات العلم.

في شمال شرق سوريا؛ هناك حاجة إلى التعريف بدور هذه المراكز بشكلٍ أعمق، فمراكز الدراسات لا يُختصر عملها بالسياسة فقط، بل هناك مراكز دراسات تهتم بالعلوم والتكنولوجيا، والصناعة بشكل عام، بالإضافة إلى مراكز البحوث الخاصة بالزراعة أو الاقتصاد أو التاريخ أو التربية؛ ومراكز البحوث الاجتماعية.

إذن هناك تخصصات كثيرة قد تعمل بها مراكز الدراسات، فهناك من يعمل في مجال الطاقة مثلاً، وهناك من يعمل على تطوير المعدات العسكرية وغيرها، بالإضافة إلى صنع السياسات، والذي هو محور أغلب الدراسات التي تناولت أدوار مراكز الدراسات عند بحثك في الشبكة العنكبوتية أو غيرها.

لتحميل الدراسة كاملة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى