ترجمات

الولايات المتحدة وتركيا تتفاوضان على خطة لقواتهما للقيام بدوريات مشتركة في المنطقة الآمنة في سوريا

وفق مسؤولين من كل من الولايات المتحدة وتركيا، فإنَّ البلدين يتفاوضان على خطة لقواتهما للقيام بدوريات مشتركة في المنطقة الآمنة بعرض 20 ميلاً على طول الحدود الشمالية الشرقية بين سوريا وتركيا.

تتضمن الترتيبات المقترحة؛ الانسحاب من مناطق الكرد السوريين، الذين كانوا حليفاً أساسياً في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وهي  تشكل خطوة إلى الوراء بالنسبة لآمال إدارة ترمب التي لاحت في البداية في أن حلفاء التحالف الدولي أو الأمن المحلي سيقومون بالحفاظ على أمن المنطقة.

ستشكل الدوريات مهمة إضافية للقوات الأمريكية في سوريا، التي من المزمع أن يتناقص عددها إلى النصف (حوالي 1000 جندي) في الأشهر المقبلة.

بريطانيا وفرنسا اللتين تستمر قواتهما في المشاركة في مهمة مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة ضد بقايا تنظيم الدولة الإسلامية؛ رفضتا طلباً أمريكياً في المساهمة فيما سيشكل منطقة عازلة بين الكرد وتركيا التي تعتبر الكرد إرهابيين.

مسألة الحدود هذه هي واحدة من مجموعة الأزمات التي تُخلُّ بالعلاقة الأمريكية التركية بشكل جدّي، وتضع حليفي الناتو في مسار تصادمي.

على الرغم من سيل الزيارات المتواصل لمسؤولين أتراك رفيعي المستوى إلى واشنطن في الأيام الأخيرة، إلا أنه لا يظهر تقدّم واضح في إيجاد حل للمطالب الأمريكية التي تخير تركيا بين إلغاء صفقة شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسي أو المخاطرة بإبعادها كمساهم وشارٍ من برنامج مقاتلات  F-35 الأمريكي (جوينت سترايك فايتر).

قالت تركيا بأن صفقة شراء منظومة S-400 الروسية قد “تمّت”.

صرّح أليكسندر مخاييف رئيس مؤسسة تصدير السلاح التابعة للدولة الروسية (روسوبرون إيكسبورت) الأربعاء بأنّ: “كل شيء قد تمت مناقشته والاتفاق عليه مسبقاً” وأنّ التسليم مخطط له أن يكون في تموز/يوليو.

رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إصرار الولايات المتحدة والناتو على أن الاشتراك في المواقع بين المنظومة الروسية والجيل الخامس من المقاتلات النفاثة الأمريكية F-35 هو أمر غير مقبول، وقد هدّد الكونغرس بفرض عقوبات ضدّ تركيا ما إذا مضت قدماً في هذه الصفقة.

ازدادت حدة التوترات هذا الأسبوع مع إعلان إدارة ترمب بأنها لن تمنح استثناءات من العقوبات ضد الشركات الأجنبية والمؤسسات المالية في البلدان التي تعتمد على النفط الإيراني.

إنّ تركيا، التي تملك أنبوب نفط يعبر حدودها المشتركة مع إيران، هي من زبائن إيران الرئيسيين، وستتلقى ضربة اقتصادية كبيرة فيما إذا توقف الضخّ.

في الشهر المنصرم، تأمل مسؤولو إدارة ترمب رفيعو المستوى بأن العلاقات ستتخلص من حالة الجمود التي تمرّ بها بعد انتخابات البلديات التركية في نهاية آذار/مارس، ولكن على الرغم من السيل المتواصل من المحادثات الدبلوماسية والعسكرية والتجارية على مستويات عالية في الأسابيع الماضية، إلا أن مسألة الحدود فقط من تظهر عليها بوادر التقدم.

صرح مسؤول حكومي أمريكي رفيع المستوى قائلاً: “لا تزال هناك اختلافات جوهرية، ولكن يجب على الطرفين إيجاد حلول”، وقال إن الإدارة تفضل شريطاً ضيقاً من الأراضي على العشرين ميلاً التي اقترحتها تركيا، وقد اشترط المسؤول عدم الكشف عن اسمه كون المفاوضات لا تزال جارية.

الكرد السوريون في وحدات حماية الشعب YPG، الذين دربتهم وسلحتهم الولايات المتحدة، كانوا القوة الرئيسية على الأرض في حرب التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد داعش في سوريا. تشكل هذه القوات الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي؛ التنظيم السياسي الكردي الرئيسي في سوريا.

اتهمتهم تركيا بأنهم إرهابيون متحالفون مع حركة كردية انفصالية، وطلبت من الولايات المتحدة نزع السلاح منهم والاستغناء عنهم، إلا أن الولايات المتحدة التي صرّحت بأن هناك  الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية مشتتين أو قابعين في مخابئ تحت أرضية في سوريا؛ رفضت ذلك الطلب.

مع تحقيق إدارة ترمب انتصارات في طرد الدولة الإسلامية من الأراضي السورية التي احتلتها على طول نهر الفرات، حشد أردوغان قواته على الحدود وهدد بهجوم ضد الكرد إذا لم يتم إبعادهم، وقد اكتسب ذلك التهديد ثقلاً إضافياً عندما قال الرئيس ترمب بأنه يخطط لسحب ألفي جندي من القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا وذلك خلال مكالمة هاتفية مع أردوغان أواسط شهر كانون الأول/ديسمبر.

وافق ترمب أيضاً على منطقة محمية من شأنها أن تبقي الكرد بعيدين عن الحدود التركية، والسؤال البديهي هنا: من سيحمي هذه المنطقة؟

قالت تركيا بأنها سترسل قواتها؛ مع إعادة توطين اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا والذين فروا من العنف في سوريا، وطالبت الولايات المتحدة بدعم لوجستي وغطاء جوي.

الإدارة الأمريكية الحريصة على تفادي موقفٍ يؤدي فعلياً إلى نقل الحدود مسافة عشرين ميلاً إلى الجنوب داخل سوريا، ولا يضمن إزالة تهديد حدوث نزاع مسلح مع الكرد، دعت – هذه الإدارة-  أعضاء التحالف إلى وضع أنفسهم موضعاً يحول دون حدوث ذلك، لكنهم رفضوا ذلك، قائلين بأن مهمتهم تتمحور فقط حول القضاء على الدولة الإسلامية.

خطة إدارة ترمب المقبلة لتدريب السوريين من غير قوات YPG كقوات حماية؛ لم تتحقق بشكل كامل.

بالإضافة للمحادثات الجارية حول عَرْض المنطقة التي ستنتشر فيها الدوريات، فقد صرّح قادة YPG الأسبوع الفائت بأنه لم يتم إعلامهم بخطط الانسحاب الأمريكية بعد.

بقلم: كارين دي يونغ* | واشنطن بوست

ترجمة عن الانكليزية: هوزان هادي – مركز الفرات للدراسات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى